![]() |
Arabic keyboard |
|
#1
|
|||
|
|||
|
الجواب على سؤال الأخت جورجيت الأخت الغالية جورجيت نعمة وسلام من ربنا يسوع المسيح له المجد معك ومع جميع قراء الموقع آمين . بداية أنا أعتذر عن تأخير الجواب على أسئلتك فقد كنت وعدتك أن أرسل لك الجواب خلال يومين أو ثلاثة بعد أن أعود من حلب . لكني وبعد عودتي من حلب أُصبت بوعكة صحية والآن وبمشيئة ربنا أرسل لك الأجوبة . أولاً : بالنسبة إلى السؤال الذي يقول : لماذا لا يسمح للفتيات بالصعود إلى المذبح ؟ الجواب : أحب بداية أن استغلها فرصة لأذكر بإيجاز قصير جداً بأقسام البيعة ( الكنيسة ) وهي ثلاثة . القسم الأول : يدعى قدس الأقداس وهو ما يسمى بـ ( المذبح ) . وهذا القسم لا يحق لأي مؤمن ( ذكراً أو انثى ) بالصعود إليه إلا للإكليروس فقط ( كهنة . شمامسة . أو من يلبس بدلة الشماسية ) القسم الثاني : ويدعى ( الخورس ) يوجد فيه الكودان واحدٌ من جهة الجنوب والآخر من جهة الشمال توضع عليهما كتب الصلوات اليومية والصلوات الطقسية من أجل أداء تلك الصلوات ، وإن هذا القسم يحق للكاهن ولكل شماس وشماسة أن يقف عليه حين أداء الصلاة . القسم الثالث : الهيكل أو ( صحن الكنيسة ) وهذا القسم هو أكبر أجزاء الكنيسة ، فهو الجزء الذي توضع فيه المقاعد التي يجلس عليها المؤمنين حين تواجدهم أثناء الصلاة أو أثناء إقامة الذبيحة الإلهية . إذاً . لا يحق للمؤمن ( ذكراً . أنثى ) أن يصعد إلى المذبح ، فقط يحق للأكليروس ( كهنة ، شمامسة ) وهؤلاء هم من الرجال . ولذا فإن السؤال يجب أن يكون على النحو التالي: لماذا لا يسمح للفتيات أو المرأة بشكل عام أن تكون كاهنة ؟ الجواب : حينما همّ الله بخلق الإنسان قال : نعمل الإنسان على صورتنا كمثالنا ( تك1: 26 ) ثم خلق جلّ جلاله آدم . إن أوجه الشبه بين الله والإنسان كثيرة واحدٌ منها هو المسيح . لماذا ؟ لأن المسيح له المجد هو صورة الله وهذا ما عبّر عنه هو بالذات حينما قال : من رآني فقد رأى الآب . فإذاً . إن الإنسان مخلوق على صورة الله التي هي المسيح ولذا فإن هذه الصورة ( صورة الشبه ) يتميز بها الرجل لأنه وكما ذكرنا قبل قليل بعد أن قال الله نعمل الإنسان على صورتنا كشبهنا فإنه تعالى خلق آدم ، ثم فيما بعد أخذ أحد أضلاعه وبنى حولها حواء . والآن . حينما ظهر المسيح ليفتدي الجنس الإنسان إنما ظهر لأنه لم ينوجد أحد من البشر تتوفر فيه الخصائص التي كان يجب توفرها في من يفتدي الإنسان من تلك السقطة ( الخطيئة ) ، وأهم تلك الخصائص . 1- أن تكون الذبيحة التي تقدم عن تلك الخطية ذات طبيعة إلهية ذلك أن تلك الخطيئة كانت موجهة إلى مجد الله وعظمته الإلهية مباشرة . 2- أن يكون الكاهن الذي يقدمها كاهناً إلهياً . هاتان الخاصتان لم تتوفرا إلا في المسيح له المجد . ولذا فإنه جاء وهو يحمل تلك الخاصتان في شخصه الإلهي . أي أنه جاء ذبيحة إلهية وكاهناً إلهياً ، وبالتالي فإنه حينما آن الأوان فإنه قام ككاهن إلهي بتقديم ذاته كذبيحة إلهية ، وبالتالي فإن المكان الذي قدم المسيح فيه نفسه ذبيحة يسمى بالمذبح في وسطه الصليب الذي ذبح عليه ، ومن أجل ذلك جاءت العبادة المسيحية لتكون على هذا الأساس ، وبالتالي فإن البيعة ( الكنيسة ) حينما تمّ تصميمها فإن ذلك تمّ بالروح القدس . ونذكر فقط المذبح في الكنيسة وفي وسطه مائدة التقديس ( التي تقدّم عليها الذبيحة الإلهية ، ذبيحة القربان المقدس ) هو رمزٌ للجلجثة وفي وسطها الصليب الذي صلب عليه ربنا . وحينما كان المسيح معلقاً مذبوحاً على الصليب يقول الكتاب : وكانت النساء كثيرات ينظرن من بعيد وهنّ كن قد تبعن يسوع من الجليل يخدمنه وبينهنّ مريم المجدلية ومريم أم يعقوب ويوسي وأم ابني زبدي ( مت27: 55 ) . وإذا ما جمعنا هذا القول ما ما جاء في ( يو19: 25) القائل : وكانت واقفات عند صليب يسوع أمه وأخت أمه مريم زوجة كلوبا ومريم المجدلية . نجد أن المقصود هو أن النسوة ما عدا أمه كانت واقفات في محيط مكان الجلجثة ما عدا أمه فقد كانت تحت الصليب تنظر ابنها بدليل قول يوحنا : فلما رأى أمه ...... وأمه كانت مستثاة لأسباب لا مجال لذكرها الآن . إذاً . بما أن المذبح هو صورة الجلجثة مغروساً في وسطها الصليب معلقاً عليه المسيح وجب أن من يقوم بأداء مراسيم ذبيحة الصليب أن يكون كاهناً صورةً للمسيح ، وإذ الرجل هو صورة المسيح لذا وجب أن يكون الكاهن رجلاً وليس امرأة ، له وحده الحق ككاهن ومعه الشمامسة ( لأن الشماسية هي أيضاً رتبة كهنوتية ) أن يدخلوا المذبح . ولا يحق كما ذكرنا أعلاه لأي مؤمن عدا الاكليروس أن يدخل الهيكل وليس فقط المرأة . وحينما تجد رجلاً قد صعد إلى المذبح وهو ليس لابساً لباس الشماسية أو ليس كاهناً فإن ذلك هو مخالفة . والآن نستعرض بعض الإيضاحات المؤكدة لما ذكرناه . 1- المائدة التي في وسط المذبح يتقدم عليها الخبز والخمر ويتحولان جوهرياً بيد الكاهن إلى جسد ودم المسيح له المجد وهما الذبيحة الإلهية مثلما قدم ربنا له المجد نفسه ذبيحة على خشبة الصليب في وسط الجلجثة . 2- حينما ينال الكاهن موهبة الكهنوت السامية فإنه ينال طبيعة المسيح الخاصة بتقديم الذبيحة الإلهية على مذبح إلهي ، وهذا مما يفسر عدم استطاعة أي من الأنبياء أو كهنة العهد القديم عدم القدرة على عمل الفداء مثلما عمل المسيح . وأما بالنسبة إلى أن الكاهن حين رسامته يأخذ طبيعة المسيح الخاصة بتقديم الذبيحة الإلهية هو ما نستنتجه مما ذكره الرسول بولس في رسالته إلى أهل رومية الذين بعد أن وصفهم الرسول وصفاً رائعاً من حيث التقوى والصلاح والعلم قال لهم مذكراً إياهم أن أمراً مهماً جوهرياً أساسياً غير موجود عندهم وهو شخص الكاهن المفرز بالروح القدس ليكون القربان مقدساً بالروح القدس ( راجع رو15: 14-16 ) أما عن السؤال الثاني : ألم يعزز ويكرم سيدنا المسيح المرأة ؟ أم أنها نجسة لدرجة أنها ستنجس المذبح بصعودها إليه ؟ الجواب : بالنسبة إلى إكرام المرأة في تعاليم المسيح . أنا لا أقول أن المسيح قد عزز وأكرم المرأة فحسب بل إن له المجد إن لم يجعل من مساحة قيمة المرأة أكبر من مساحة قيمة الرجل فهو لم يجعلها أقل ، فهو له المجد قال : يترك الرجل أباه وأمه ويلزم زوجته . ولم يضع لهذه القاعدة أي استثناء ولم يحسب حساباً لأي اعتبار آخر ، وكأن له المجد يقول للرجل : إن زوجتك قد أصبحت لك امرأة وزوجة وأماً وأباً وأختاً وأخاً ..... وبالمختصر هي لك كل شيء بالنسبة لحياتك الأسرية والاجتماعية والاقتصادية والنفسية ...... إلخ . كما أن الرسول بولس قال : كما تخضع الكنيسة للمسيح كذلك النساء لرجالهن في كل شيء . أيها الرجال أحبوا نساءكم كما أحب المسيح الكنيسة وأسلم نفسه لأجلها .... ( أفسس5: 24 – 25 ) . وإن الحب يفرض على صاحبه أموراً أصعب بكثير جداً مما يفرضه الخضوع وأذكر أمثلة للبرهان وليس للحصر لأنها بالحقيقة لا تحصر بالمختصر . - يفرض الحب على المُحب أن يضع محبوبته في قلب اهتماماته وحواسه ومشاعره وعواطفه ..... - يتطلب الحب أن يكون المُحب حارساً وواقياً وحافظاً لمحبوته . - يتطلب الحب أن يقوم المُحب بخدمة كرامة وعزة محبوبته . - يتطلب الحب أن يقوم المحب بدلال ومسرة محبوته . - يتطلب الحب أن يفتخر المحب بمحبوبته . - يتطلب الحب أن يكون المحب لطيفاً مع بمحبوبته . - يتطلب الحب أن يتلهف المحب دائماً إلى محبوبته . - يتطلب الحب أن لا يخدع المحب محبوبته . - يتطلب الحب ألا يخذل المحب محبوبته . - يتطلب الحب أن يتغزل المحب بمحبوبته . - يتطلب الحب أن يسعى المحب إلى محبوبته . - يتطلب الحب أن يقدم المحب تنازلات كثيرة من أجل محبوبته . - يتطلب الحب أن يضحي المحب من أجل محبوبته مثلما تنازل المسيح ولبس صورة عبدٍ مثلنا وضحى بنفسه ذبيحة ليقتني لنفسه كنيسة خطيبة مقدسة غير معيبة . - وإذا ما سردنا ما يتطلبه الحب تجاه محبوبته فهي كثيرة جداً نكتفي بهذا القدر . أما بالنسبة إلى مكانة المرأة عند السيد المسيح فهي عظيمة وعظيمة جداً لا تقل عن مكانة الرجل . ألم يسير مسافات طويلة متسلقاً الجبال ليصل إلى عند المرأة السامرية لكسبها إلى ملكوت الله بينما كانت منغمسة بالكلية في الخطية ؟ ألم ينقذ تلك المرأة الخاطئة من الرجم ويجعل من هؤلاء الرجال خطاة أكثر منها ؟ ألم يسمح للنساء أن ينفقن على كرازته من أولهنّ ؟ ألم يقل عن تلك المرأة التي سكبت الطيب على رأسها بأنه سوف تذكر حيثما يكرز بالانجيل في كل مكان ؟ وووووووووووووووووووو بالمختصر أما كان بإمكانه أن يظهر لابساً جسد الإنسان دون أن يتجسد من العذراء ؟ ولذا فإنه بمجرد أن تجسد من العذراء وهو ابن الله وهي من جنس النساء فإن منحها أعظم حظوة . وأخيراً لا أنسى أن أذكر ما قاله الرسول بولس بعد أن طرح حقيقة ترتيب الله الذي لا اعتراض عليه وهذا الترتيب هو أن الرجل هو مجد الله والمرأة هي مجد الرجل هذا خلال العلاقة بين الاثنين والعلاقة مع العبادة والواجبات الروحية والاجتماعية ولكن بالنسبة للمكانة أمام الله قال الرسول : غير أن الرجل ليس من دون المرأة ولا المرأة من دون الرجل في الرب ، لأنه كما أن المرأة هي من الرجل هكذا الرجل أيضاً هو من المرأة ( 1كو11: 11-12 ) إذاً يا عزيزتي جورجيت إن تعاليم المسيحية حقيقة قد جعلت من مساحة كرامة المرأة أكبر أو لا تقل عما للرجل . وبالتالي فإن الشق الثاني من السؤال الذي يقول : أم إنها نجسة لدرجة أنها ستنجس المذبح بصعودها إليه أقول : إن النجاسة في المفهوم المسيحي ليست في نوع الجنس ( رجلاً أم امرأة ) ولا في نظافة الجسد بل هي بدرجة رئيسة طهارة النفس بأفكارها وبتصوراتها وألفاظها وأحاسيسها ...... إلخ . وهذا ما عبّر عنه ربنا يسوع المسيح له المجد بقوله : ما يدخل الفم لا ينجس الانسان بل ما يخرج من الفم هذا ينجس الانسان . وقد حدد الرسول بولس بأكثر إيضاح بأن ما يخرج من النفس هو : فسق ، زنى ، عهارة ، طمع ...................................... إلخ . دون أن يحدد المسيح ما إذا كان ذلك يتم مع امرأة أو رجلاً . الأمر إذاً يا أخت جورجيت لا يتعلق بكرامة أو نجاسة أو طهارة المرأة أو الرجل ، كلا البتة . إنما يتعلق بمسألة النظام . وأظنك لا ترضين وأي مسيحي محب للمسيح وكنيسة المسيح أن تكون العبادة المسيحية بلا نظامٍ . وإن نظام العبادة المسيحية جاء بناءً على ما سبق ذكره والذي نلخصه بهذه الكلمات القليلة : إن الذي قدم ذاته ذبيحة لفداء الإنسان كان المسيح فوجب أن من يقوم بمراسيم الذبيحة الإلهية أن يكون صورة للمسيح والرجل هو صورة المسيح لذا فإن الكاهن والشماس اللذان يصعدان إلى المذبح هما من الرجال . السؤال الثالث : لماذا يفرض على الرجال والنساء في الكنيسة أن تكون كل فئة منهما في جهة ؟ الجواب : إن هذا الأمر ليس انتقاصاً من قيمة المرأة لأنه لو كان كذلك لكان انتقاصاً من قيمة الرجل أيضاً . كيف ذلك ؟ إذا احتجت المرأة أن لماذا لا أقف إلى جانب الرجل في الكنيسة ؟ إن هذا هو انتقاص من شأني . فإن من حق الرجل أيضاً أن يطرح هذا التساؤل أيضاً ، لماذا لا أقف في الكنيسة إلى جانب المرأة ؟ فإن هذا هو انتقاص من شأني . لكن حقيقة الأمر هي أنه لا يجوز لكلا الاثنان أن يطرح هذا التساؤل . لماذا ؟ لأن تواجدهما في الكنيسة هو للصلاة والعبادة والقيام بالواجبات الروحية المطلوبة ، وليس كوجودهما في عرسٍ أو في مطعم أو منتزهٍ أو سينما أو زيارة لبيت قريب أو صديق أو .............إلخ حتى أنها كلاً منهما يرغب ويحق له أن يحتج بأنه لماذا لا يجلس إلى جانب الآخر . ومن ناحية أخرى يجب ألا ينوجد ما يعيق القيام بالواجب الروحي والعبادة أياً كان ، وإن الاختلاط حين التواجد في الكنيسة قد يعيق ذلك ، مثلاً : إن في طقوس العبادة في الكنيسة ( صباحاً ومساءً وفي القداس الإلهي ) كانت هناك ولا تزال سجداتٌ كثيرة ( للأسف أهمل الكثير منها في هذه الأيام ) ولكن لا يزال قسمٌ كبير من المؤمنين لاسيما النساء يسجدن حينما يحين أوان السجود وبخاصة الأربعين سجدة يومياً خلال أيام الصيام الأربعيني . فلو أخذنا بمبدأ ضرورة الاختلاط في الكنيسة أثناء الصلاة لخجلت المرأة أو الفتاة من السجود بينما واقف أو جلس من ورائها رجل أو شاب . وأظنك قد استوعبت الصورة يا أخت جورجيت . مثلاً آخر . بما أن التواجد في الكنيسة هو للقيام بالواجبات الروحية والعبادة فإن الاختلاط ليس وارداً ذلك لأنه ليس الجميع على سوية واحدة من التقوى وطهارة النفس إلى درجة أن يقف مراهق إلى جانب فتاة جميلة يتلامس كتفاهما دون أن تتحرك فيه أو فيهما أحاسيس عاطفية مختلفة ........ . اعذريني يا أخت جورجيت فأنا أحب أن أكون صريحاً جداً حتى لو كانت الصراحة فيها بعض الإحراجات ، إنما أنتبه إلى أن تكون هذه الاحراجات غير ضارة وغير مسيئة . السؤال الثالث : لماذا يُصعد بالصبي بعد عماده ليدار به حول المائدة في المذبح 3 مرات وأما الفتاة فهي تحرم هذه النعمة . أم أن بركة الرب تحق للصبيان فقط ؟ كلا يا عزيزتي جورجيت فالأمر ليس هكذا إطلاقاً ، ذلك أن كلا الاثنين ( الصبي والبنت ) ينالان بالعماد المقدس أعظم نعم الله التي منحها للبشر وهي (1) يتحرر من الخطية الأصلية وينال استحقاق أن تغفر له خطاياه التي يفعلها في حياته اليومية وبالتالي فهو بالعماد ينال استحقاق دخول ملكوت الله ( ولداً أو بنتاً ) . (2) يحصل المعتمد حينما يسكب عليه الميرون المقدس على شراكة الطبيعة الإلهية من أجل أن يثبت في طريق الحياة الأبدية ( ولداً أم بنتاً ) أي أنه ينال نعمة التبني فيصبح ابنا لله . فما هي عظمة الدوران حول المائدة أمام عظمة هاتين النعمتين ؟ إن الأمر هو على الشكل التالي : إن دوران الولد المعتمد حول المائدة 3 مرات هو تقليد أخذته الكنيسة كما أعلم من الرسل الاثني عشر بالذات ، وإن التقليد ليس بأقل أهمية من القانون بل هو أقوى من القانون لأنه يفسر ويشرح القانون . وأما عن السبب فهو ليس أن الولد في نظر المسيح والكنيسة أفضل من البنت ( حاشاً وكلا ) بل كما أظنّ إن الأمر يتعلق بما ذكرناه عن أسباب عدم السماح للمرأة بالصعود إلى المذبح . وأتوقف في ذلك عند الأمر التالي : بما أن المعتمد ينال بالمعمودية نعمة التبني بها يصبح ابناً لله وينال شراكة الطبيعة الإلهية ذلك لأن المعمودية وكما عرّفها الرسول بولس هي الموت والقيامة مع المسيح الذي هو الذبيحة الإلهية والكاهن الإلهي ، فإن هذه الفكرة تترجم عملاً بتقديم المعتمد إلى المائدة المقدسة ودورانه حولها ثلاث مرات ، وفي هذه الثلاث مرات إعلان أن هذا الذي اعتمد قد صار لك ابناً ونال منك شراكة الطبيعة الإلهية ودمك وجسدك الأقدسين الذين قدمتهما على الصليب باسم الآب والابن والروح القدس ، كما صار هذا الذي اعتمد مستحقاً نعمة الخلاص ووراثة ملكوت السموات بمشيئة الآب والابن والروح القدس ، وبالتالي فلو كان جائزاً أن تصعد الأنثى إلى المذبح لأُصعدت هي الأخرى ودارت ثلاث مرات حول المائدة لأنها هي الأخرى تنال بالمعمودية نعمة التبني وشراكة الطبيعة الإلهية والخلاص ووراثة ملكوت السموات . أما بخصوص الملاحظات التي ذكرتها يا أخت جورجيت وهي التالية : 1- لم يكرز المسيح في كنيسة بل في الشوارع والجبال. في الحقيقة يا أختي بالمسيح ، إن له المجد كرز في الجبال والشوارع وعلى ساحل البحر ، كما أنه كرز بداخل الهيكل أيضاً ، وإن كرازته بداخل الهيكل كانت لها خصوصية معينة أهمها تصحيح المفاهيم الخاطئة الشائعة عن تعاليم الله منها المفهوم الخاطئ الذي كان لدى اليهود عن يوم السبت بأنه لا يجوز القيام به بأي عملٍ حتى فعل الخير ، إنهم كانوا يعتبرونه يوماً صمداً ( لا حركة فيه ، لا حياة فيه ، ولا فعل خير فيه ..... ) أي نعم إن ربنا يسوع المسيح بصلبه وموته وقيامته ألغى الهيكل القديم وأسس لهيكل جديد هو الكنيسة المسيحية بكل معانيها ومنها ( البيعة ) لكن الهيكل وقبل أن يصلب المسيح كان مكرّساً ليكون بيت عبادة لله وقراءة الأسفار المقدسة ، ولذا فمن هذا المنطلق يجب اجتماع المؤمنين في الكنيسة البديل ( البيعة ) ليستمعوا إلى الرب يسوع المسيح بفم الأب الكاهن . 2- لم يعمِّد المسيح في جرنٍ وعلى مذبح ولم يدور بالصبي حوله 3 مرات بل بمياه الأردن . إن ربنا يسوع المسيح يا عزيزتي جورجيت كان يعمّد في اليهودية أيضاً في مياه عين نون بقرب ساليم لكثرة الماء هناك ( يو3: 23 ) أما بخصوص الجرن والدوران حول المائدة فهذه من الخصوصيات المسيحية لم تكن في العهد القديم لأن مفاهيمها لم تكن في ممارسات العهد القديم . فالنسبة إلى الدوران حول المائدة شرحنا عنه بما فيه الكفاية ، فقط أقول إن الدوران لم يكن في العهد القديم لأنه في العهد القديم ما كان الإنسان وبأية ممارسة دينية يدعى ابن الله لا بالختان ولا بالمعمودية أو ..... ولكن بالمعمودية المسيحية ينال المعتمد نعمة التبني فيدعى ابن الله . وأما بالنسبة للجرن فإن الكنيسة أوجدته بحسب صلاحية الحل والربط التي منحها إياها ربنا يسوع المسيح له المجد . ولكن لماذا أوجدت الكنيسة الجرن ليكون مكان عماد المعتمد ومنعت أن يعمّد المتقدم للعماد إلا فيه ؟ باستئناء بعض الظروف أو الحالات الصعبة جداً وهي نادرة كأن يضطر الكاهن أن يعمد طفلاً في البيت وليس في الكنيسة لأسباب اضطراية ، وهناك أيضاً لا يعمده تحت الحنفية أو في البانيو أو ...... بل في وعاء يشبه الجرن وبعد العماد لا يرمى الماء في أي مكان بل في مكان لائق بحسب ما يأمر الكاهن . الجواب : إن ربنا وصف المعمودية وسمّاها الولادة الثانية . أي أن منها يولد الإنسان إلى الحياة المسيحية وبالتالي يصبح ابنا لله لأن رأس الحياة المسيحية هو المسيح الله ، وبها يصبح المعتمد مستحقاً استحقاق وراثة ملكوت السموات كونه صار ابنا لله . وإن الولادة يا عزيزتي جورجيت يلزمها رحماً يلد منه الجنين . أليس الطفل في بطنه أمه موجود في رحمها وحينما يولد فإنه يخرج من رحمها إلى الحياة الزمنية فيصير مستحقاً أن يدعى ابنا لها ولزوجها ؟ هكذا أيضاً الولادة الروحية يلزمها رحماً يولد منه الإنسان ليدعى ابنا لله أمه الكنيسة ، وهذا الرحم هو جرن المعمودية . لأن المسألة ليست كما كانت في العهد القديم حيث كانت المعمودية للتبرير فقط وكان المعتمد يظل في حالة عبودية للخطية والشيطان والموت ولا ينال نعمة أن يدعى ابناً لله . أخيراً أيتها الأخت جورجيت أرجو أن أكون قد وُفّقتُ في الإجابة . كما إنني أجدد شكـري لك على هذه الأسئلة . وإنني بمشيئة ربنا يسوع المسيح ومؤازرة روحه القدوس وصلوات أمنا العذراء والقديس مار أسيا الحكيم أقبل أي سؤال يوجه إلي فقط أريد من الذي يرسل إلي سؤلاً أن يصلي من أجلي كي تكون إجابتي صحيحة لا يستطيع عدو الحق ابليس أن يُدخل إليها أي خطئ ذلك لأن الخطأ في المسائل الدينية الروحية هو بدعة وهو هرطقة ، وإن الهرطقة لهي خطيرة على صاحبها وعلى من يأخذ بها . مجداً وإكراماً للثالوث الأقدس المجيد الآب والابن والروح القدس إله واحد آمين .
__________________
مسيحنا الله الأب القس ميخائيل بهنان صارة هـــــــــــــــــــــ : 711840 موبايل (هاتف خلوي) : 0988650314
|
|
#2
|
|||
|
|||
|
شكرا ابونا ميخائل على هالكلام المقنع
د فيليب حردو |
|
#3
|
||||
|
||||
|
بارخمور ابونا ميخائيل
اولا اسمح لي ان اقدم لك تمنياتي بالشفاء العاجل ثانيا ان اقدم لك امتناني العميق لسعة صدرك وطيبة خلق واخذك للامر من عين الاستفسار ولا من باب التذمر،،لاننا ومهما علمنا وتعرفنا نبقى عطاش لمعرفة الاكثر ومنه مجهول وغير واضح بصدق ابونا الموقر شفيت غليلي واشبعت ظمأي واشكرك لشرحك الحقائق باسلوب عذب واضح يشد قارءه لمعرفة اكثر واكثر فتقبل مني جزيل الشكر وعمق المحبة وكما هي صلاوتنا معك فلتكن صلواتك معنا تودي ابونا وفشون بشلومو
__________________
بشيم آبو و آبرو روحو حايو قاديشو حا دالوهو شاريرو آمين im Namen des Vaters und des Sohnes und des Heiligengeistes amen بسم الآب والأبن والروح القدس إله واحد آمين
|
|
#4
|
|||
|
|||
|
أبونا ميخائيل ܒܪܟ ܡܪܝ
لك كل الشكر لهذا الشرح و التفسير المدعم بالأمثلة و الآيات |
![]() |
| مواقع النشر (المفضلة) |
|
|