Forum of Fouad Zadieke   Arabic keyboard

العودة   Forum of Fouad Zadieke > المنتدى الديني > المنتدى السرياني

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 16-12-2006, 02:59 PM
athro athro غير متواجد حالياً
VIP
 
تاريخ التسجيل: May 2006
المشاركات: 1,746
افتراضي بلاد ما بين النهرين منذ سقوط بابل حتى يومنا هذا \الجزء الثاني\

اعتناق السريان إلى الديانة المسيحية حتى الانشقاقات المذهبية:

يذكرالتاريخ أن منطقة بلاد الرافدين وسكانها السريان عرفوا المسيحية منذ القرن الأول الميلادي أو بداية القرن الثاني الميلادي حيث يذكر المؤلف مشيخا زخا صاحب تاريخ اربيل يخبرنا في تاريخه "مما يؤيد أن السريان اعتنقوا المسيحية منذ عهدها الأول، "ويرد ذكر الآشوريين كأوائل الناس الذين اعتنقوا المسيحية على يد مار ماري ومار ادي في القرن الأول للميلاد إلى كرخا دبيث سلوخ، كركوك في شمال العراق".

كان للاضطهاد والمضايقات التي لاقاها أحفاد الدولة الآشورية دور كبير في البحث عن وسيلة للاحتجاج ضد الظلم الاجتماعي الذي كان يمارس بحقهم من قبل الروم والفرس الذين كانوا يتقاسمون بلاد الرافدين، فكان قدوم المسيحية خير وسيلة لذلك، لذا انضوى جميع السريان المنحدرين من أصول الحضارة الآشورية البابلية تحت لواء المسيحية، ولأول مرة توحد أحفاد الدولة الآشورية منذ سقوط سلطتهم السياسية عام 539 ق.م وان كان اتحادهم هذا تحت صفة دينية، فاصبح للسريان الآشوريين قيادة واحدة يخضع لها الجميع دينيا ويطيعونها مدنيا فكانت هذه القيادة بمثابة إدارة دينية اجتماعية متكاملة.

وقد كان لانتشار المسيحية بين اتباع الإمبراطورية الرومانية ويأس الإمبراطور الروماني من اضطهاد المسيحيين ضمن سلطته وبعد أن كثر عددهم وازداد بشكل مخيف، أعلن الإمبراطور الروماني اعتناقه للمسيحية، وبذلك ضمن الولاء الكامل لاتباع إمبراطوريته وخضوع ومساعدة الكهنة لأوامره، فكان لهذا القرار تأثيرا سلبيا على السريان القاطنين ضمن فارس حيث ذاقوا الأمرين، لان الفرس اعتبروا السريان أحفاد الآشوريين القاطنين ضمن سلطتهم عملاء روما لاتفاقهم في عقيدة دينية واحدة مع الرومان، وان كانت هناك خلافات و تمردات دينية في بعض المناطق أدت إلى بعض الانشقاقات الدينية أحيانا.

وقد تخوف الرومان في الفترة الأخيرة من الإدارة الواحدة للسريان في بلاد الرافدين من ظهور قادة سياسيين يغتنمون فرص معينة لإعادة أمجاد أجدادهم الآشوريين والبابليين، وخوفا من ضياع هذه البلاد من أيديهم وللأبد.

لذا فقد سعى القادة الرومان إلى تفتيت شملهم وبأية وسيلة كانت وضربهم بعضهم ببعض، وحين أدركوا أن الإدارة الدينية وحدتهم فقد أدركوا انه لا يمكن تفريقهم إلا من خلال هذه الإدارة نفسها، وبالأخص وان شعب الرافدين هو شعب متدين منذ اقدم العصور، فبدؤوا بمحاولة الاستفادة من خلافات بعض رجال الدين لخلق تفسيرات دينية لمعاني الكتاب المقدس وقام الأباطرة الرومان برعاية المجامع الدينية وتوجيهها حسبما تقتضي رغباتهم، فحدث الشقاق الديني المشهور في تاريخ الكنيسة السريانية عندما قدم نسطور أفكارا جديدة انعقد على آثرها مجمع مسكوني أدى إلى تحريم نسطور واتباعه وقام نسطور أيضا من جانبه بتحريمهم "الحرومات المتبادلة بين نسطور وكريلس"، وذكر مار رابولا الرهاوي في رسالته إلى مار كريلس الإسكندري إن أسقفا من قيليقية قال أن العذراء مريم ليست والدة الإله فتبناها نسطور.

وكان لهذا الشقاق وهذه الحرومات دور كبير في تمزيق شمل وحدة السريان إلى عدة مذاهب متفرقة بل متفرقة بل متآمرة بعضها ضد بعض فقد طرد الإمبراطور زينون عام 439 م اتباع نسطور من البلاد الواقعة تحت سلطتهم فلجا هؤلاء إلى فارس واستطاع بار صوما أن يقنع فيروز بأنهم هجروا الإمبراطورية البيزنطية لسوء المعاملة التي لاقوها، ولذا رحبت بهم فارس ورأت فيهم فرصة حيدة لإنشاء جواسيس من هذه المذهب ضمن الإمبراطورية الرومانية هكذا فعل الرومان أيضا فانقسم السريان إلى شرقيين مركزهم ضمن السلطة الفارسية "واعتبر فيروز النسطورية دينا لجميع الآشوريين واخذ مؤيدو نسطور يجبرون الآشوريين بالنار والحديد على تقبل تعاليم نسطور".

"وغربيين يتواجد اغلبهم ضمن سلطة الروم وتحول بعض رجال الدين من اتباع كلا المذهبين إلى مثابة جواسيس وعملاء لكلا السلطتين ضد أبناء قومهم من أصحاب المذاهب المخالفة لهم "،وقد بقيت أحوال أبناء الكنيسة السريانية على هذه الحال بين مد وجزر، "كما لاقى بعدئذ أيضا أصحاب الطبيعة الواحدة (اليعاقبة) اضطهادا من قبل الإمبراطور يوسطينيوس الأول عام518م وكنيسة الدولة ولكنهم لم يهجروا الإمبراطورية البيزنطية وبقوا فبها كتلة ساخطة اشد السخط".

وقد أبدع السريان خلال فترة القرون الأولى للمسيحية أدبا لاهوتيا وفلسفيا رائعا، فقد بدأه طاطيان المولود في بلاد اشور في أوائل القرن الثاني للميلاد /بالدياطسرون/ وهي ترجمة الأناجيل الأربعة بالسريانية مضمونها وما أضافه عليها ثم تلاه مليطون السرديني وبرديصان ومدرسته بنهاية القرن الثاني وبداية القرن الثالث، وقد برز من اشهر المؤرخين وكتاب السريان في القرنين الثالث والرابع "مار افرام السرياني"،الذي خلف مجموعة ضخمة من الأعمال الأدبية والدينية والفلسفية والتاريخية من شعر ونثر، وقد أرّخ حوادث حصار نصيبين من قبل الفرس شعرا من عام 350-370م كما كان قد أقام أكاديمية في نصيبين ثم هجرها إلى الرها بعد أن استولى عليها الفرس وأسس هناك أكاديمية أخرى، ويبلغ ما تركه مار افرام من اثر ثلاثة ملايين من الأسطر شملت مختلف نواحي الحياة.

وأثناء الانشقاقات المذهبية قدم السريان أدبا رائعا في جميع مناحي الحياة وبالأخص خلال المجادلات الدينية التي جرت بين النساطرة واليعاقبة، وقد كان للمدارس التي انشاوها في كل من نصيبين والرها وجنديسابور وقنسرين، دور كبير في نبوغ الادباء والعلماء الكبار مثل يعقوب النصيبيني وبار صوما ونرسي ويعقوب البرادعي، ومن العلماء سرجيس الرأس عيني وغيره، ومن كتاب التاريخ يشوع العموني وتاريخ الرها للمؤلف المجهول ويوحنا الافسسي وزكريا المدلل فان كان الانشقاق الديني قد خلق هوة عميقة بين أبناء السريان عجز الزمن حتى الآن من محو آثارها السلبية وكانت سببا في شتاتهم وتمزقهم، فإنها أبدعت أذهانهم بروائع الأدب الفكري والاجتماعي شغلوا به الشرق بالكامل اكثر من ثمانية قرون متتالية، وقد التحقت فيما بعد قسم آخر من السريان بكرسي الكنيسة البيزنطية وعرفوا بالسريان الملكيين ومن ثم بالروم الكاثوليك، وقد تناسوا اللغة السريانية والارتباط بالتاريخ نهائيا في الوقت الحاضر تقريبا.
الجزء الأول:http://www.fouadzadieke.de/vBulletin...ead.php?t=8163

للبحث تتمه



التعديل الأخير تم بواسطة athro ; 17-12-2006 الساعة 10:53 PM
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 16-12-2006, 05:09 PM
Fadi Fadi غير متواجد حالياً
Titanium Member
 
تاريخ التسجيل: Jul 2005
المشاركات: 995
افتراضي

تشكر يا عزيزنا أثرو على هذا البحث التاريخي الذي يضيء جوانب مختلفة من مراحل مهمة عاشها السريان وخصوصا ً بعد اعتناقهم المسيحية ....
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 16-12-2006, 11:31 PM
الياس زاديكه الياس زاديكه غير متواجد حالياً
Super Moderator
 
تاريخ التسجيل: Jul 2005
المشاركات: 14,102
افتراضي

تشكر ياغالي أثرو على هذه اللفتة الجميلة على تاريخ مناطق مابين النهرين .
لقد كانت حضارة ما بين النهرين في مراحلها التاريخية والتي استمرت فترة طويلة من الزمن حضارة واحدة غير متجزأة ، رغم تعدد التسميات التي مرت بها .
التاريخ هو مراية الحاضر واساسه ، فالحضارات القديمة الأولى هي تعكس الماضي الذي بناه اجدادنا والتطور الذي كانوا فيه ، ولو عدنا الى التاريخ القديم ودرسنا اشهر واعظم الحضارات لوجدنا بأن حضارة ما بين النهرين هي الاقدم والاعرق والاكثر تأثرا على البشرية حتى يومنا هذا .
تقديري ومحبتي
ألياس
__________________
www.kissastyle.de
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 17-12-2006, 10:49 PM
Malki Morad Herdan Malki Morad Herdan غير متواجد حالياً
VIP
 
تاريخ التسجيل: Aug 2005
المشاركات: 1,334
افتراضي

تودي سا?ي آحونو أثرو لهذا السرد عن تاريخ السريان

"حبذا لو عدتَ الى السطرين الأول و الثاني و دققت فيهما "
رد مع اقتباس
  #5  
قديم 17-12-2006, 10:56 PM
athro athro غير متواجد حالياً
VIP
 
تاريخ التسجيل: May 2006
المشاركات: 1,746
افتراضي

كل الشكر للأخوه الأعزاء فادي والياس
وللأخ العزيز ملكي ...تودي ساكي على التنبيه
جٌل من لا يخطئ ...وقد صُحح الخطأ لك كل الشكر
أجمل تحيه
اثرو
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:02 AM.


Powered by vBulletin Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
Translation by Support-ar
Copyright by Fouad Zadieke