Arabic keyboard |
#1
|
||||
|
||||
العربي بين أحضان الجواري والغلمان يسرى الصعوب
العربي بين أحضان الجواري والغلمان
منذ قرون وشيوخ المسلمين قد بُحّت أصواتهم و هم يدعون إلى الله لإبادة اليهود و النصارى و إلى ساعة كتابة هذا المقال لم يستجب الله لهم ( اللهم لا اعتراض على حكمك ) . فلم يرمّل نساءهم أو ييتّم أولادهم أو يجمّد الدم في عروقهم .....
فهؤلاء في نظر المسلمين أهل الكفر و الفسق و الشذوذ . و غالبيتهم لا يعلمون مافي بطون الكتب التراثية من أخبار تفوح منها رائحة الانحلال الأخلاقي الفاضح . و لا بدّ من الخوض في مجاري التاريخ لبيان ما خفي عنهم . و أشهر من فاحت رائحته في العصر الأموي الخليفة الوليد بن يزيد حامل راية اللواط و السكر حتّى إنّه راود أخاه سليمان عن نفسه ، قال السيوطي في كتابه تاريخ الخلفاء : ( قال الذهبي : لم يصٍحّ عن الوليد كفر و لا زندقة بل اشتهر بالخمر و التلوط فخرجوا عليه لذلك ) المؤرخ الذهبي يؤكد أن يزيد كان مؤمنا موحدا فلا يعيبه سكره و شذوذه و لا بد أن يشمله الله برحمته الواسعة جدا . و في العصر العباسي عصر الجواري و الغلمان ، ضرب الفساد أطنابه في المجتمع ، و بما أن الناس على دين ملوكهم فقد اقتنى الناس الجواري على اختلاف طبقاتهم ، أما الخلفاء فقد غرفوا من بيت مال المسلمين لشراء الجواري لقياس قدراتهم الجنسية ، فجاء في الصدارة المتوكل على الله فكان لديه على ذمة السيوطي ( أربعة آلاف سرّية و وطئ الجميع ) دون تعاطي الفياغرا . أَوَ ليست هذه فحولة ما بعدها فحولة ؟ أما الرشيد الذي ( كان يصلي في خلافته في كل يوم مئة ركعة ) فجمع ( زهاء ألفي جارية ) كما جاء في كتاب الأغاني الجزء العاشر . قال السيوطي ( قال الذهبي : له أخبار في اللهو و اللذات المحظورة و الغناء سامحه الله ) و هل لله من عمل إلا الصفح عن الخلفاء و غض البصر عن فسقهم طالما أنهم يصلون و يصومون ؟ فالحسنات يذهبن السيئات و لا سيما إن كان المسيء خليفة من وزن الرشيد اللاهث وراء اللذات المحظورة . فقد ذكر السيوطي أنه أحب جارية كانت لأبيه المهدي فقالت له ( لا أصلح لك ، إن أباك طاف بي ) فاستشار قاضيه أبا يوسف ( محلل الحرام ) فافتى بأنها ليست صادقة . ( قال ابن المبارك : لم أدرِ ممن أعجب من هذا الذي وضع يده في دماء المسلمين و أموالهم يتحرج عن حرمة أبيه أو من هذه الأمة التي رغبت بنفسها عن أمير المؤمنين أو من هذا فقيه الأرض و قاضيها قال أهتك حرمة أبيك و اقضِ شهوتك و صيّره في رقبتي )و إذا كان التمتع بالجواري حلالاً بحكم النص القرآني فماذا عن التمتع بالغلمان ؟؟؟!! لقد انتشر اللواط في المجتمع العباسي انتشار النار في الهشيم و مارسه الخلفاء و العلماء و الأدباء و الشعراء و القضاة و عامة الناس و جاهروا به بلا خجل أو وجل حتى كسدت بضاعة الجواري اللواتي صرن يقلدن الغلمان في الملبس و أطلق عليهن لقب الغلاميات . فالغلمان سلبوا عقول الرجال و أضرموا نيران العشق في قلوبهم حتى إنهم ( افتضحوا أهل النسك و الوقار ) . يصف التوحيدي في كتابه الامتاع و المؤانسة تأثير أحد هؤلاء ( الصبيان البدور ) و اسمه علوان فيقول : ( إذا حضر و ألقى إزاره و حلّ أزراره و قال لأهل المجلس : ... من أرادني مرة أردته مرات و من أحبني رياءً أحببته إخلاصاً ... فلا يبقى من الجماعة أحد إلا و ينبض عرقه و يهشّ فؤاده .... و يومئ إليه بقبلته و يغمزه بطرفه ... ) هذا واحد من مجالس الغناء و حل الأزرار و إلقاء الإزار ، فأين كان فقهاء العصر من هذه الخلاعة المباحة التي مارسها الرعاة قبل الرعية ؟؟ جاء في تاريخ الخلفاء أن الخليفة الأمين ( ابتاع الخصيان و غالى بهم و صيّرهم لخلوته و رفض النساء و الجواري ) ثم تلاه الخلفاء المؤمنون الذين لم يصحّ عنهم كفر و لا زندقة من المعتصمين بالله و الواثقين بالله و المتوكلين على الله ... و من القضاة سيئي الذكر يحيى بن أكثم قاضي البصرة ، قال المسعودي في مروج الذهب : ج3 ( فرفع إلى المأمون أنه أفسد أولادهم بكثرة لواطه ، فقال المأمون : لو طعنوا عليه في أحكامه قُبِل ذلك منهم ) فالمأمون لا يرى ضيراً في شذوذ قاضيه ، المهم أن تكون أحكامه صحيحة . و حين ألحّ الناس في شكواهم عزله و عيّنه قاضيا في بغداد . عقاب صارم شبيه بعقاب المسؤولين في عصرنا . و يأتي على رأس الشعراء أبو نواس ، و حتى لا يقال إنه فارسي سأتجاوزه إلى البحتري و أبي تمام . قال محمد جلال كشك في كتابه ( خواطر مسلم في المسألة الجنسية ) أن محمداً بن علي الشعبي ( أهدى إلى البحتري نبيذا يحمله غلام حسن الوجه فأخذ النبيذ و راود الغلام عن نفسه و كتب يعتذر لسيد الغلام : أبا جعفر كان تجميشنا ...غلامك إحدى الهنات الدنيّة ( التجميش هو القرص و الملاعبة ) فليت الهدية كانت رسولا ... و ليت رسولك كان الهدية فوهب له الغلام لما قرأ الأبيات ) ( و أهدى الحسن بن وهب إلى أبي تمام غلاما جميلا فشكره أبو تمام متغزلا بجماله الأعجمي و وعد بتخفيف حمرة خديه بريقه ، و أبو تمام اشتهر بحب غلام اسمه عبدالله ) و للعرب في الأندلس نصيب وافر من اللواط و قد ذكر محمد جلال كشك طائفة من أخبار عشاق الغلمان المولهين نقلا عن كتاب ابن حزم طوق الحمامة . فقد أحب ابن قزمان ( أسلم بن عبد العزيز ) إلى أن مات عشقا فقال ناقل الخبر : ( فأخبرت أسلم بعد وفاته بسبب علته و موته فتأسف و قال : هلّا أعلمتني . فقلت : و لم ؟ قال : كنت والله أزيد في صلته وما أكاد أفارقه فما عليّ في ذلك ضرر ) و هل في الشذوذ من ضرر ؟؟؟؟ و استمرت هذه الثورة الجنسية في العصر المملوكي حتى قال الشاعر ابن الوردي : يا قوم صار اللواط اليوم مشتهرا ... و شائعا ذائعا من غير إنكار و صار الشذوذ تشريعا على يد المتصوفة المتأخرين ، قال محمد جلال كشك : ( فقد اشتهر الصوفية باللواط و قصصهم تملأ كل الكتب ) ( بل إن العلاقة الصوفية تكاد تدور حول الشيخ و مريده و غالبا ما يكون هذا المريد أمرد ) فالمتصوفة ( يدّعون أنهم يعشقون الله في صورة الغلام لأن الله قد حل فيه ) أما شرب الخمر فهو أخفّ المعاصي المنتشرة في المجتمع العباسي ، و هو ملازم لمجالس الغناء و كتاب الأغاني حافل بأخبار اللهو و قد ورد في الجزء العاشر عن عٌلّيّة بنت الخليفة المهدي أنها كانت ( حسنة الدين و كانت لا تغني و لا تشرب النبيذ إلا إذا كانت معتزلة الصلاة ) يبدو أن علية كانت ترضي الله و عبيده ، فيا لها من تقوى و يا له من تديّن شبيه بتدين أخيها الرشيد الصوّام القوّام . فإن كانت الصلاة تمحو معاصي المسلم وجب أن يطمئن قلبه لأن جهنم ستكون من نصيب الكفرة من اليهود و النصارى . هذا بعض من غسيل المجتمع العباسي الذي لم يكن أبيض أبدا بعد أن غرق حتى أذنيه في الترف و الخلاعة ، و ما خفي كان أقبح و أقذر . و المجتمع العربي اليوم لديه ما يكفي من الانفلات الأخلاقي من زنا المحارم و الشذوذ الذي بات يشكل ظاهرة في المجتمعات البدوية المكبوتة ، و ليس خافيا جلب الرقيق الأبيض لفرسان الهوى العذري من الأمراء و الملوك حتى باتت صورة العربي قبيحة و مخزية يظهر فيها لاهثا وراء الجنس في نومه و يقظته و حلّه و ترحاله . لذلك فإن من البله و السخف أن نعيّر الغرب بإباحيته التي يجاهر بها في حين أنها مستترة في المجتمعات العربية كما جرت العادة في ستر المعاصي ، حتى ظن العرب أنهم أمة الطهر و العفاف و الشرف الرفيع . و أذا كانت جواري الخلفاء و الوزراء و علية القوم مثقفات في علوم الفلك و الرياضيات و الفقه و التاريخ و الأدب و الموسيقا فإن عاهرات العالم العربي اليوم لا يتقنّ إلا ثقافة الجنس و التعرّي . و حال المجتمع العباسي التي وصل إليها لا تختلف عن حال باقي المجتمعات التي سقطت في الانحلال الأخلاقي حين بلغت ذروة التحضر ، و لكن يشقّ على عقل العربي الذي ينتسب إلى خير أمة أن يقبل بأن يكون أجداده الميامين قد غرقوا في الإباحية التي يعيّر بها الغرب الكافر و قد يتّهم المؤرخين بالكذب و التزوير ، فهو يفضل الوهم الجميل على الحقيقة البشعة . |
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|