الأسماء قاموس الشعوب جديد جزء 1، د. جبرائيل

[د. جبرائيل شيعا]

الأسماء قاموس الشعوب جديد

كل إنسان على هذه الأرض له أسم ما، ينادي له والداه وأفراد العائلة وأهله والمجتمع الذي يعيش فيه. فالأسم ليس فقط يكون شفويا لا بل يسجل ويدون في سجلات الاحوال المدنية الشخصية في البلد الذي يعيش فيه. فمن خلال الاسم الذي يحمله الشخص يعرف بان الاخرون يشيرون إليه تحديدا. فعندما ينادى به يستيقظ حامله ويلفت نظره ويعرف أن الكلام هو موجه له. إذا الأسم هو الاشارة التي يجزب إليها الشخص عندما يقع نبرات احرف اسمه في آذان حامله، ويلفت انتباه الاخرون له. الأسم يصطحبه الإنسان معه حتى أنتقاله من هذه الأرض، ويبقى يشار إليه في السجلات الرسمية وبين احاديث الناس، ويقال كان فلان، فيعرف من خلاله ويبقى يذكر في التاريخ ما صنعه في حياته من أجابيات أو سلبيات يقيمه فيها المجتمع.
إن معرفة اسم الإنسان أمر هام، لأنه يحدد شكل الشخص وقوامه. فعندما تعرف اسم شخص، هناك احتمال كبير أن يكون لمستقبل هذا الاسم تأثير عليك أو على غيرك أما أيجابيا أو سلبيا. في الأزمنة القديمة وحتى في هذه الأيام يعتقد أن معرفة اسم الشخص يجعلنا أكثر متفائلين واقرب إلى الحقيقة التي تدور حول هذه الشخصية. فالاسم له دور كبير على الشخص نفسه.
كل الناس والشعوب تكرم الأسماء والبعض ذهب إلى تمجيدها، وهذا ينطبق عند كل الايان والمذاهب وعند الاقوام والعشائر وفي كل المجتمعات المتحضرة كما للمجتمعات النائية. فالاسماء لها قيمته ادبية وتاريخية ودينية وقومية وشعبوية، ولها أرتباط وعلاقة بالكواكب والبروج.
إن للاسم دورا هاما في حياتنا إذ يدل إلى الجانب الروحي من وجودنا ، حيث ندرك مدى تأثيره من خلال ما يلحق به من تغيير خلال حياتنا اليومية، فأحيانا يستعمل الاسم الأول دون اسم العائلة، وأحيانا ينادوننا باسم مختصر، أو كما يسمى بالعامية باللقب، أو (اسم الدلع)، ومن ثم ينادوننا أثناء المحادثة أو في العمل بالاستاذ أو الآنسة أو السيد الدكتور أو الدكتورة أو السيدة مع اسم العائلة فقط، هذا كله يؤثر بشكل أو بآخر على شخصيتنا وحظنا في العمل وفي المجتمع. فمن هذا المنطلق نود أن نوضح بعض النقاط الهامة للاسماء ومكانتها وعذوبة لفظها على الواقع بما فيه من الماضي والمستقبل، وتأصيره على المجتمع والأمة التي ينتمي إليها.
فنحن كشعب سرياني لنا ما لنا من تاريخ وحضارة وتراث، هذا ما يجبرنا على اقتناء الاسماء والتمسك بها وتداولها من جيل إلى جيل. وهذا لأهميتها التاريخية والقومية ومدلولاتها الوثائقية في الارث الحضاري الذي تنتمي له أمتنا السريانية. وهنا تقع مسئولية كبيرة علينا في أعطاء أسماء سريانية لأولادنا وأحفادنا.

تابع جزء 2
بقلم د. جبرائيل شيعا
_________________
د. جبرائيل شيعا
Kulansuryoye.com