Forum of Fouad Zadieke   Arabic keyboard

العودة   Forum of Fouad Zadieke > المنتدى الادبي > نبض الشعر > منتدى فرعي خاص بالأديب الشاعر صبري يوسف > حوارات

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 17-06-2008, 08:08 AM
SabriYousef SabriYousef غير متواجد حالياً
Silver Member
 
تاريخ التسجيل: Jun 2005
المشاركات: 594
افتراضي الصحافي عادل محمود يحاور صبري يوسف عبر جريدة العرب اليوم الأردنية 2

حوار مع صبري يوسف
أجرى الحوار الصحافي عادل محمود
2
طقوس فرحكَ، متى تهبُّ .. ومتى تغيب؟
تهبُّ طقوس فرحي، عندما تندلع أفراح الآخرين فتتلألأ روحي فرحاً، فأنا أستمدُّ طقوسي الفرحيّة من بسمةِ الحياة، من أفراح الأصدقاء والصَّديقات والأطفال والشَّباب، من فرحِ الطَّبيعة، من فرح الأشجار والطّيور وهي تعانق خيوطَ الرّبيع، أستمدُّ فرحي من براعم قصيدة، من كتابة رسالة إلى صديقة من لونِ البحرِ والنَّوارس!
أغلب قصائد هذا الدِّيوان كتبتها من وحي تواصلي مع صديقة من لونِ الفرح، شاعرة شفّافة تعانقت مع نصّي عناقاً إنسانياً راقياً، و"طقوس فرحي" عنوان ديوان شعري، وهو عنوان أطول قصيدة من قصائد الدِّيوان، وهذه القصيدة كانت رسالة حميمة أرسلتها لها في ليلة قمراء، أتذكّر جيّداً أنّني قبل أن أضع هذه الرِّسالة في صندوق البريد، راودني حالة من (الغيرة) منها هاهاهاهاها، فهمستُ لنفسي، كيف أرسل هذه الرِّسالة المعبَّقة بالفرح وأنا لا أملكُ نسخة منها، فلِمَ لا أرسلها إلى نفسي أولاً ثم أرسلها لاحقاً لها، وفعلاً عدتُ أدراجي متوجّهاً إلى مكتبة الضَّاحية التي أقطن فيها وفتحتُ الرِّسالة وبدأت أقرأها بلذّة غريبة وكأنّي أستلمها من إنسان عزيز عليّ، شعرتُ أنَّ الرِّسالة هي نصّ شعري يحتاج فقط إلى رتوشات خفيفة، أمسكت قلمي وبدأت أبوّب النصّ وأعيد كتابته بطريقة شعريّة، وهكذا ولدت قصيدة من رحم رسالة فرحية، أشكر صديقة غربتي على قدرتها الشَّفيفة في عبور أعماقي الإنسانية، كنتُ أتواصل معها بطريقة منعشة، لا (أفهم) أغوار هذا التّواصل، لكن الَّذي أفهمه أنّها كانت تتواصل مع هذه الرّوح المرفرفة بشهوة الشِّعر، لهذا أحببتُ أن أهديها الدِّيوان عبر مقطع شعري "صديقتي، ويبقى الشَّوقُ إلى محيّاكِ/ قصيدةً معلّقةً/ بين أحضانِ اللَّيل!"، كنتُ حريصاً وما أزال على تقديم طقوس فرحي هدية لها بطريقة إنسانية، عربون تواصلي الحميم كي أخفِّف ولو قليلاً من الأحزان المتهاطلة فوق روحها الطيّبة وقلبها المفعم بالآهات، يكفي أن نقول أنّها من جذور عراقية ولبنانيّة كي تنساب دمعة ساخنة على خدود غربتنا ونحن في أوج تدفُّقاتنا الشِّعرية!
وهكذا ولد ديوان طقوس فرحي من خلال تواصلي مع شاعرة صديقة، مع أفراحِ الحياة، وأريدُ أن أشير إلى أنّني كنتُ وما أزال مَمَّن يعشقون كتابة الرَّسائل الطَّويلة ذات النَّفس السَّردي الشِّعري الاسترسالي، وعندما كنتُ أنتهي من رسائلي، كنتُ أكتب حتّى على الهوامش وعندما كنتُ أملأ الهوامش، أرسمُ سهماً، يتبع! وأرفق ورقة جديدة مكثَّفة بخطٍّ دقيق، شراهة مفتوحة على كتابة الرَّسائل، على كتابة الشِّعر! شراهة مفتوحة على الحوار، على احتضان الفرح والحزن على حدِّ سواء، يتجلّى فرحي بظهور أفراح الأحبّة ويتوارى حالما تظهر أحزان الأحبّة، وهكذا فإنَّ طقوس فرحي وحزني تنبعان من الحياة، من الصّداقة، من الإنسان من جغرافية الكون الّذي أتواصل معه بكلِّ مشاعري وكينونتي!
هذا الدّيوان ترجمته إلى اللُّغة السُّويدية ونشرته بالعربية والسّويدية معاً.
ومن أجواء الدِّيوان أقتطف المقاطع التَّالية من قصيدة طقوس فرحي:

"روحي تحملُكِ بعيداً
عنِ الموجاتِ الصَّاخبة
أريدُ أنْ أبني جسرَ فرحٍ
بيني وبينَ عينيكِ

أريدُ أن أمسحَ دموعَ قلبِكِ
بأهدابِ روحي ..
أنتِ شاعرة دائمة الاشتعال ..
صوتُكِ مسموعٌ من هناك
حتّى قطبِ الشِّمال!

أنتِ وأنا قطراتُ ندى
فوقَ الزُّهورِ البرّية ..

(قلمي يرتشفُ ضجيجَ الرُّوح)
هل قرأتِ ضجيجَ روحي؟!

أنا وأنتِ جئنا
في زمنٍ مشروخ! ..

.... ... ... ...
فيما كنتُ أمارُسُ طقسي
شعرتُ وكأنّي
أسمعُ تنهيدةً طويلة
من تنهُّداتِكِ!
تتواصلينَ معي تنهُّدياً!

البارحة لمحتُ خدَّكِ مدبَّقاً
بالنَّرجسِ البرّي!
هل استضافَتْكِ الزُّهورُ البرّية؟!
... .. ... ... .... ...."

هل ما يزال الإنسان ـ الأرض، جنون الصَّولجان في دفاترِ بوحِكَ؟

نعم، وسيظلُّ إلى آخر رمق في حياتي!
هذا الدِّيوان الذي يتألَّف من قصيدة طويلة واحدة، الصَّادر في استوكهولم عام 2000، أيضاً ضمّيته إلى أنشودة الحياة الجزء السّادس، بعد أن اشتغلت عليه إلى أن أصبح مائة صفحة، لأنَّ كلّ جزء من أجزاء أنشودة الحياة يتألَّف من مائة صفحة وسأدخل في بعض تفاصيل هذه الأنشودة عبر سؤالك الأخير حول جديدي الإبداعي.
يدور محور هذا الدّيوان حول كلمتين، الإنسان ـ الأرض وما بينهما، وهذا الذي بينهما هو جنون الصَّولجان، الَّذي لا يعجبني إطلاقاً، فأفرش فضاءات الدّيوان على أركانِ الإنسانِ والأرضِ، وقد جسَّدتُ في سياق بناء النصّ الشِّعري أنَّ الإنسان قزم جدّاً وضحل جدّاً مقارنة بالأرض، هذه الأرض الحبلى بالخير والعطاء، بينما يبدو لي الإنسان أكثر افتراساً حتَّى من الوحوش الضَّارية، لأنني أراه يتوغّل يوماً بعد يوم في متاهات شرِّيرة وكأنَّه ينافس أنياب الضَّواري شرّاً وافتراساً!
ومن أجواء الدِّيوان أقتطف المقاطع التَّالية:

حزنٌ مكعَّبُ الأطْرَافِ
يَشْطَحُ صَوْبَ خُصُوْبَةِ الرُّوحِ
حُزْنٌ كَطَعْمِ التّرياقِ
أكْثَرَ مرارةً مِنَ الْعَلْقَم
عيونٌ تتورَّمُ بؤساً
جحوظاً
غيظاً
الإنسانُ ومضةُ حزنٍ
وخزةُ عارٍ في صنعِ المعارك
الأرضُ سهولٌ ممتدّة
تستقبلُ أوجاعَ الضَّمير
تلملمُ شيخوخةَ هذا الزَّمان
صامدة
غير قلقة من جموحِ البشرِ
من غليانِ الكائنِ الحيِّ
من جراحِ المحبّةِ
من قدومِ الطُّوفان!
الإنسان مشروعٌ فاشلٌ
في محرابِ الحياةِ
تائهٌ خلفَ لذائذٍ من سراب
غير مبالٍ بأرخبيلِ المحبّة
يرمي قنابلَهُ
على شفاهِ الكونِ
الأرضُ عروسُ البحارِ
عروسُ اللَّيلِ والنَّهار
الأرضُ مرصَّعةٌ برداءِ الرَّبيعِ
باخضرارِ الصَّباحِ
بخصوبةِ السَّلامِ كلّ مساء
الإنسانُ كتلةٌ نافرة
مؤرّقة بالضَّجرِ
متعطِّشة لرشرشةِ وجهِ الدُّنيا
بالسَّوادِ
دموعي تلتقي
معَ رذاذِ اللَّيلِ
حزني يضاهي تخومَ المراراتِ
يقارعُ سماءَ الحلقِ
يصبُّ في تقعُّراتِ الحلمِ
الأرضُ تلملمُ جراحي
تسقي غليلَ الشَّوقِ
تهدِّئُ اصطراعَ القلبِ
من وجعِ الأيّامِ
وحدُهَا الأرضُ
تداعبُ لُجّةَ الأحلامِ
تفرشُ بساطَ الأمانِ
لأعشابِ الرُّوحِ
***
... .. ... ......
حضارةُ الإنسان تجنحُ
رويداً .. رويداً نحوَ الظّلام
آهٍ .. ظلمةٌ ظالمة
تغمرُ جبينَ الصَّباحِ
حروبٌ منشطرة من قبَّةِ الأبراجِ
تهرسُ أغصانَ الحياة
... .... .....
حروبٌ على مشارفِ الكهولةِ
متاخمة لحافّاتِ القبورِ
حروبٌ مدمِّرة لأبجدياتِ العمرِ

تنبتُ مع الإنسانِ
وتمتدُّ حتّى ما بعدَ الموتِ
تفرشُ شراراتها المسمومة
فوقَ قبورِ الموتى

تتسرَّبُ إلى عظامِهِم
تفتِّتُ مفاصلهم
تثير الرُّعبَ في عتمةِ القبورِ
تخيفُ دبيبَ اللَّيلِ الزَّاحفِ
على غيرِ هدى

الإنسان رحلةُ بكاءٍ
على أكتافِ الجنِّ!
****

حدِّثنا عن جديدكَ الإبداعي؟
جديدي الإبداعي هو اشتغالي منذ أكثر من ثلاث سنوات، على، أنشودة الحياة: نصّ مفتوح، قصيدة ملحميّة طويلة جدّاً، تتألّف من عدّة أجزاء، كلّ جزء (مائة صفحة)، بمثابة ديوان مستقل ومرتبط مع الجزء الّذي يليه، أنجزتُ حتّى الآن الجزء الثَّامن، وأشتغل على الجزئين التَّاسع والعاشر معاً وأخطِّط لإصدار الأجزاء العشرة دفعةً واحدة. تتضمّن الأنشودة مواضيع حياتية عديدة، الحرب، السّلام، المحبة، الصَّداقة، التَّواصل، المرأة، العشق، الغربة، التَّشرّد، الإنسان، الحياة، الموت، الرّثاء، الطُّفولة، الطّبيعة، تفاصيل حياتية عديدة، صراع الإنسان مع أخيه الإنسان، الشَّرق، الغرب، الموسيقى، الشِّعر، الكتابة، الحنين، الشَّوق، الفرح، الحزن، الأمل، الطُّموح، الحلم والقائمة مفتوحة …
أكتب النصّ من خاصرة الحياة، من لبِّ النّهار ودكنةِ اللّيل، وأنسج النُّصوص بكلِّ مذاقاتِ تلاوينها وأبوِّبها ضمن سياقٍ يتلائم مع فضاءات كلِّ جزءٍ من الأجزاء ثم أربط الأجزاء مع بعضها بعضاً وكأنَّها صرخة عشقٍ منبعثة من بواطن الحلم!
نشرتُ الأجزاء السِّتة الأولى عبر بعض المواقع الالكترونيّة وفي بعض الصُّحف والمجلات كأجزاء ومقاطع وقصائد.

وإليكم مقاطع من بعض أجزاء هذه الأنشودة:

مقاطع من الجزء الأوّل
فقدَ الزَّمنُ بياضَهُ
فقدَ الجَّبلُ شموخَهُ
فقدَ الرَّجلُ ارتفاعَهُ ..
كلامَهُ
فقدَ الزَّهرُ عبقَهُ..
فقدَ اللَّيلُ ظلامَهُ
فقدَ البلبلُ تغريدَهُ
فقدَ الماءُ زلالَهُ
فقدَ الهواءُ تموُّجات نسيمه
فقدَ الجمالُ بهاءَهُ
فقدَ العلمُ بهجةَ الارتقاء
فقدَ الإنسانُ خصالَهُ!
اعوجاجٌ لا يخطرُ على بال!
... ... ... ...
مقاطع من الجزء الثاني:
... ... ....
زهرةٌ بيضاء
كقلوبِ العذارى
وشاحٌ بنّي ضاربٌ إلى السّمرةِ
يعانقُ ضفائرُهَا
المتدلّية على خدودِهَا
في وسطِهَا دائرة صفراء
منقطّة بزهورٍ ناعمة
ملوِّنة بالمرجانِ والنِّعناعِ البرِّي
تضحكُ الزَّهرة
في وجهِ ناظرها
تنطقُ براءةً ..
عذوبةً
زرقةٌ شفّافة فاتحة
بضعةُ بتلِّات غامقة الزُّرقة
في وسطِ زهرة
مكثَّفة بالنَّقاءِ والهدوءِ
... .... .... ...
مقاطع من الجزء الثالث:
... ... ...
جان دمّو
روحُكَ مرفرفة
فوقَ جبهةِ الشِّعرِ

أيّها المتمرِّدُ في وجهِ الرِّيحِ

أيّها المفهرس
فوق أوجاعِ الوطنِ المذبوحِ
أيها الجامح فوقَ عذاباتِ الرُّوحِ

كم من مرّةٍ حلمْتَ
أن ترخي جسدكَ المثقل بالجراحاتِ
فوقَ الشَّواطئِ النَّاعمة

آهٍ .. لماذا تهربُ منّا شواطئُنا
نخافُ أن نرخي أجسادَنا
المعفرّة بالأنينِ فوقَ رمالِنَا

.. أينَ فرَّتْ رمالُنا
مَنْ أحرقَ خاصراتِ النَّخيلِ
ومَنْ رمى جان دمّو
فوقَ رصيفِ المنافي؟!
... ... ... .....

مقاطع من الجزء الرابع:
… … … …
الإنسانُ أنانيّةٌ بغيضةٌ
بحيرةُ المتاهاتِ
طاؤوسٌ أهوجٌ
جوعٌ يجنحُ
نحوَ جوعِ الضِّباعِ
الأرضُ أمٌّ مباركةٌ
صامدةٌ في وجهِ الأعاصيرِ
في وجهِ شرورِ الإنسان
سفينةٌ شامخةٌ
تقودُكَ إلى برِّ الأمانِ
متسامحةٌ
غزيرةُ العطاءِ
جليلةٌ
فوقَ وجهِهَا
تركنُ خصوبةُ الوجودِ
الإنسانُ طاقةٌ مهدورة
مُسخَّرة لبناءِ هيكلِ الشَّيطانِ
طريقٌ مكلَّلة بشوكِ الصّبّارِ
وجعٌ يؤذي بهجةَ المحبّين
ورمٌ ينمو ليلَ نهار
الأرضُ بحيرةٌ مكلَّلةٌ بالورودِ
مشبَّعةٌ بنكهةِ الحشيشِ
برحيقِ البيلسان!
كوكبٌ منبعثٌ
من وهجِ الآلهة
مرتكزٌ على شهيقِ السَّماءِ
الإنسانُ بؤرةُ فسادٍ
ثورٌ فاسقٌ
يُشْبِعُ بوهيميته الشَّرهة
تحتَ قميصِ اللَّيلِ
غير مبالٍ بنقاوةِ الصَّباحِ
ولا بجنوحِ الأجيالِ!
… … … … …

مقاطع من الجزء الخامس:
... ... ... ....
السَّلامُ شهيقُ الحياةِ ..
رحلةُ فَرَحٍ يعيشُها الإنسان
في حالات التجلّي ..

مَنهَجٌ إنسانيّ
كَزُرقةِ السَّماءِ
يَهْدفُ إلى تغييرِ
رُقَعٍ مَهمومة من الكونِ
من حالاتِ الخصومِ
إلى حالاتِ الوئام!

السَّلامُ محرقةٌ متوهِّجةٌ كالجمرِ
منخلٌ كبيرٌ
يُصفِّي شوائبَ هذا الزَّمان
يستأصلُ أحقادَ ملايين البشر
يحوِّلُهَا إلى عناقٍ حميم
إلى تغريدةِ بُلْبُلٍ
في وجهِ الطُّفولة!
... ... ... ....

مقاطع من الجزء السَّادس:
... ... ....
تشمخُ قامَتُكِ
في بساتينِ الحلمِ
فوقَ نوافيرِ الهدى
تمنحني لذائذَ الوفاءِ
تغدقُ فوقَ لجينِ العمرِ
رغدَ النَّومِ
سُطُوعَ البهاءِ!

هطلَ الدُّفءُ علينا
مثلَ غيماتِ المساءِ
حبورُ القلبِ يتماهى
معَ ينابيعِ الصفَّاءِ
أديمُ الشِّعرِ يتمايلُ
حولَ أجراسِ السَّماءِ

قيثارةُ الرُّوحِ تهفو
إلى حناجرٍ منبعثة
من خيوطِ الضِّياءِ!

يا أنشودةَ اللَّيلِ
يا صديقةَ البحارِ الهائجة
تعالي بين جوانحي
كي أزرعَ قبلةً
على تواشيحِ الرُّوحِ
وأخرى على عذوبةِ الشَّوقِ
صديقةٌ مندلقة
من حفيفِ الجنّةِ
من سماواتِ البهاءِ!
... .. .... .... ...

مقاطع من الجزء السَّابع:

أيّتها المبرعمة
من رحمِ الغابات
أيّتها القدر المفهرس
على قميصِ اللَّيلِ
على مساحاتِ المناهل!

أيّتها الوشم الباذخ
فوقَ روحِ آدم
أيّتها القمر الرَّاعش
فوقَ خدودِ النَّسيمِ
فوقَ أرتالِ القوافل!

تشبهينَ ومضةً هائجة
مندلعة من بوّاباتِ الجنّة
نجمةًحُبلى بالشُّموعِ
ساطعةً مثلَ ضياءِ الرُّوحِ
مثلَ خيوطِ الهلاهل!

أيّتها الجنّة الدافئة
بوشاحِ التمرُّدِ
بوشاحِ الدُّفءِ والبهاءِ
أيّتها المعطّرة بأريجِ السموِّ
بتغريدِ البلابل!

تشمخينَ مثلَ نداواتِ المروجِ
مثل ابتساماتِ الطُّفولة
تلوِّنينَ وجهَ الدُّنيا عطاءً
كأنَّكِ مبرعمة
من اخضرارِ السَّنابل!

ليليت يا شهقةَ الأرضِ
يا أنوثةَ الأزلِ
يا قدراً مفروشَ الجناحينِ
يا أنيسةَ القلبِ
يا روحَ البواسل!

لا يفلتُ باشقٌ
من خصوبةِ نهديكِ
من بريقِ عينيكِ
يا عسلاً منثوراً
فوقَ أغصانِ الخمائل!
.... .... .... .....

مقاطع من الجزء الثامن:
... .. .... ... .....
تشتعلُ الذَّاكرة شوقاً
إلى معابرِ الصِّبا
إلى بيادرِ الرُّوحِ
إلى فيروز وهي تغنّي
لنجيماتِ الصَّباحِ!

فيروز يا موجةَ فرحي
يا غصناً دائمَ الاخضرارِ
يا صديقةَ المحبّةِ والسَّلامِ
يا صديقةَ الشَّجرِ والعصافيرِ
يا وجعَ الإنسانِ المضرّجِ
بغبارِ الحروبِ!

فيروز
شمعةٌ متلألئة
من زخّاتِ المطرِ
من نداءِ الذَّاكرة
من خيوطِ الصَّباحِ!

بستانٌ مكتنزٌ
بأزاهيرِ الكرزِ
بكنوزِ البحرِ
بحبّاتِ اللَّوزِ
بزخّاتِ المطرِ!

ترتيلةٌ منبعثةٌ
من ظلالِ الجنّةِ
من الحلمِ الآفلِ
غفوةُ طفلٍ
فوقَ أعشابِ المروجِ!
... ... .... ... ...

... كما أشتغل على مجموعة قصصيّة، تحمل روح السُّخرية والفكاهة والكوميديا، ونصوص مسرحية وسيناريوهات لمسلسلات وأفلام قصيرة.، إضافةً إلى اشتغالي بعوالم اللَّون، فقد ظهر منذ أكثر من عامين جموح غريب نحو رحابِ الألوان فأمكستُ فرشاتي وفرشتُ ألواني على بياض الرُّوح وبدأتُ أرسمُ من وحي عشقي وفرحي في الحياة فولد العديد من اللّوحات أغلبها تعكس حالات عشقية اشعالية شوقية إلى عوالم المرأة والشِّعر وبهجة الحياة!

أرسم لوحاتي وكأنّني أكتب قصيدة شعرية وبعفوية مفتوحة دون التقيّد بأيّ تيار فنّي، وإنما بعشق مفتوح نحو عوالمِ مُراقصةِ اللَّونِ واحتضانِ خصوبةِ التَّلاوين بحميمية متوهّجة، مرشرشاً تدفُّقات الألوان على خدِّ زهرة، على خدودِ السَّماءِ، على خدودِ القصيدة وعلى خدود صديقة من لونِ شفقِ الصّباح!


نُشرَ الحوار في صحيفة "العرب اليوم" الأردنية

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:23 AM.


Powered by vBulletin Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
Translation by Support-ar
Copyright by Fouad Zadieke