قصة من روسيا معجزة للعذراء

[فريدة زاديكه]

موضوع: قصة من روسيا معجزة للعذراء
بعد أن خرج الراهب أرسانى(1893 – 1973م) من سجن العذاب ومعسكر معتقل الموت فى سيبيريا ابان الحكم الشيوعى، استقر يخدم فى بلده تسمى روستوفـ وفى يوم استدعى واحدة من بناته الروحيين وطلب منها أن تأخذ القطار الى موسكو لتقوم بتوصيل بعض الرسائل الى أولاده الروحيين، على أن تسلم لهم الخطابات باليد.
بعد أن ركبت الفتاه "ناتاشا" القطار لاحظت أن هناك امرأة تقتفى اثرها اينما ذهبت، وتوقعت أن تكون من البوليس السرى. حاولت أن تختفى وتهرب منها، ولكنها كانت تلاحقها طظلها. فكرت الفتاة فى أن تمزق الخطابات ولكنها تريد أن تكون أمينة فى توصيلها، كما كانت تفكر فى أنه لو قبض عليها ومعها الخطابات فسوف تتسبب فى أذى للجميع. أخذت الفتاة تصلى فى قلبها بحرارة لتنقذها والدة الاله ولكى تتدخل فى هذه الورطة، وبينما هى تفكر، اذ بها تجد فتاة بجوارها تشبهها تماما وكأنها صورة فى مرآة منها هى شخصيا، ملابسها كملابسها، والمنديل الذى على رأسها هو نفسه منديلها، نفس الحذاء، نفس البالطو، نفس الشنطة التى تحملها،نفس حركة الرأس، ونفسطريقة المشى. ففهمت ناتاشا القصة وتأكدت من أن حضور والدة الاله وأنها أخذت شكلها تماما.
وهنا احتارت عميلة البوليس السرى، من تتبع؟؟! فالاثنتان صورة طبق الاصل، ولكن العذراء تحركت بخطوات سريعة وتقدمت عن ناتاشا، فتبعتها عميلة البوليس السرى ظنا منها أنها ناتاشا، وتتبعتها وسارت وراءها. فأخذت العذراء تسير من شارع لشارع، ومن طريق الى طريق، الى ان اطمأنت العذراء أن ابنتها ناتاشا قد أتمت مهمتها وسلمت الخطابات الى أصحابها واستقلت القطار عائدة الى الاب ارسانى، ثم اختفت فى دائرة فى الهواء امام حيرة عميلة البوليس السرى.
تم القبض على ناتاشا بعدها بسنتين بتهمة انها تخفى المسيحيين، ووجدت هذه القصة مسجلة فى الملف الخاص بها، وعندما سألوها عن هذه الفتاه التى اتخذت شكلها وأتاهت العميلة فى الطريق أجابتهم: لقد كانت العذراء!