![]() |
Arabic keyboard |
#1
|
|||
|
|||
![]()
وفيما هما في هذه الوقفة الدرامية الأليمة . . استفاقا على صوت المنادي كوركيس ’ كصياح الديك في الصباح الباكر .
- إبراهيم . . إبراهيم . . إن "هلاآزخ " مجتمعين في باحة الكنيسة ويرغبون في حضورك . هكذا إذن هلآزخ يفكرون بالأجتماعات السطحية في كل شاردة وواردة ’ ولا يفكرون بما ألهمّ من مصائب ’ ولا بوضع الحلول المناسبة ’ التي تعيد الحق إلى نصابه ’ وتزيل رواسب الهجومات المفاحئة . لا يا أخي ’ لا تفكر سوءا . . لأن جميع الأزخيين منكوبين مثلنا . . ولا أخالك تنسى إننا كلنا في هذه البلدة عائلة واحدة متفقين على السراء والضراء ’ وكل سوء يصيب أحد نا هو إصابة مباشرة لكل أفراد هذه العائلة . . فأرجو أن تفاءل بالخير ’ وتهرع لملاقاة المجتمعين ’ حاملاً إليهم اقترحاتك البناءة وكل ما يجول في ذهنك ’ من أفكار مفيدة في هذه الساعة بالذات . إن مشاركتك لهم في محنتهم الحالية سوف يخفف عنهم وطأتها وسيشعرهم إنك معهم قلباً وقالباً. . ولو لم يكن لك في قلوبهم مكانة مرموقة مميزة ’ لما سعوا إليك ’ وطلبوا حضورك كي تتناقشوا معا ’ وتضعوا سوية ’ حلولا مقبولة لكل الصدمات التي تلقيناها عنوة ’ والهزات التي ضعضعت الأرض والقلوب على حين غرة في الوقت الذي ما كنا نذوق طعم النوم إلا لماما ’ هكذا قالت حانا لأخيها إبراهيم الذي ما أن سمع كلامها حتى أومأ لها إيجابا . 20 سار إبراهيم إلى باحة الكنيسة ’ وفي عقله يجول ألف سؤال وسؤال ’ في باحة الكنيسة حيث كانت السماء ملبدة بغيوم وسحب تتنقل بحيرة وأسى ’ مشيرة إلى الحدث الأكبر وكأنها تشارك المجتمعين أحزانهم الظاهرة على الوجوه والتحركات ’ هناك فوجئ إبراهيم بمسحة الوجع البادية على وجوه المجتمعين . . فأيقن أن الآزخيين يشعرون بما يشعر به وإن الاتفاق معهم على قاسم مشترك هو الأمر الذي لابد منه . . فصاح من أعماق قلبه . - ما بالكم يا أخواني ؟ مالي أراكم جميعا ’ في هذه الوجوه الكالحة ’ وكأن مصيبة أدهى من التي نحن فيها ’ قد أصابتكم مجددا . . لقد أسرعت إليكم مجرد أن سمعت مناديكم يناديني وقد أيقنت من حينها ’ أن لا جتماعاتكم هذه مغزى ينطوي على أمور عصيبة ’ من الواجب تداركها ’ لا جتياز المحنة التي نحن فيها . . فرجائي منكم أن تخلدوا إلى الهدوء والراحة وترسموا إشارة الصليب على جبهاتكم ’ فلا تغرقوا في شبر من الماء . . لأن طريقنا طويل وشاقً ’ ولن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا ’ والإنسان المؤمن عليه أن يتحمل الصدمات ’ لا أن يشلّ تفكيره بالقشور العائمة على سطح الماء ’ لقد قيل أن التجارب هي محك ّ الرجال . . ويمكنهم في مثل هذا الحال ’ التصدّي لكل من تسوّله نفسه الإساءة للعائلة السريانية الآزخينية الموحدة ’ المتعاضدة معاً حتى الموت ’ فداء للكرامة وعزّة النفس ’ والمعتقدات الدينية الصادقة ’ صاح المجتمعون فرحين ’ حين شاهدوا إبراهيما يحدّ ثهم بهذه اللهجة الواثقة المملوءة صدقاً وولاءاً. لقد ترسّخت أقوالك المأثورة هذه في قلوبنا ’ وانزرعت في نفوسنا وتغلغلت في ضمائرنا ’ كأنك قد قرأت أفكارنا ’ ووقفت على واقع حالنا ’ فأنت أدرى بالموضوع وكلّنا سمع وطاعة . أنتم دعوتموني ’ ولا بدّ أن هناك أكثر من فكرة واحدة ’ قد أوحت إليكم لإنقاذنا من هذه المحنة ’ والتغلّب عليها بإجراءات عقلانية تضمن النجاح . نعم هذا الذي كنا نفكر فيه ’ حيث رفضنا أن نجتمع دونك . . وقد قادنا التفكير لأن نعمد إلى ترميم وبناء ما تهدّم من منازل البلدة ’ وطرقها ’ وبساتينها وإسطبلات ماشيتها ’ كي نرتاح نفسياً ’ ومن ثم نبادر إلى الانطلاقة التالية . . إذ أن أطفالنا ونساءنا وشيوخنا لن يتمكّنوا من تحمّل قسوة البرد والثلوج ’ إذا بقيت المنازل مهدّمة ولا وسائل للتدفئة فيها إضافة إلى أن الشبابيك والأبواب مكسّرة وفوهات الهواء تفعل فعلها المؤلم في الجدران’ وكأن سكانها يعيشون فوق قمة جبل " جودي " إضافة إلى أن ( المؤونة ) قد شحت . . وكل شئ يدعو إلى الحيرة والقلق . وماذا بعد ؟ ............................... يتبع بالحلقة القادمة التعديل الأخير تم بواسطة دكتور سهيل ; 17-02-2006 الساعة 10:22 PM |
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|