المغفرة يا حبيبتي

[يعقوب لحدو]

الـمغـفـرة يا حـبيـبتي

مذنبٌ أنا
يا حبيبتي ..
قاسي القلب
لا رحمةَ .. لا شفقة
داخل قلبي ...
فقد تجاهلتُ حبِّكِ
وجمالَ وجهِكِ ..
المغفرة يا أيتها الحبيبة ..
فأنتِ مَن رحلتِ
وتركتِ الحبَّ
يحتضرُ ...
كنتُ قد زرعتُكِ
وردةً جورية
في زمن الحبِّ ..
وأرسلتُ لكِ
قلبي وحبّي
مع الأثيرِ ..
كنتُ أسير حافياً
في بساتين حُبِّكِ
وتحت زرقةِ
السماءِ ...
كم رجوتُ
أن يطول
عمرُ الكونِ ..
لأبحرَ في بحرِ
جمالِكِ ...
رحلتِ وأفسدتِ
حلمي الجميلَ ...
سألتُ عنكِ
كلَّ مارٍّ ..
تهامستُ مع الهواءِ ..
عانقتُ المطرَ
لأنه يشبهُ
دموعي ...
كنتُ أهوجاً
بدونِكِ ..
منصهراً في أتونِ
حبِّكِ ..
برحيلِكِ
شاخَ قلبي ..
وأنتِ كما أنتِ
ناعمةٌ .. رائعةٌ
فاتنةٌ
تحملين كلَّ أنواعِ
الجمالِ ... !!!
سألتُ عنكِ
مفرداتي الضائعةَ ..
سافرتُ بعشقي
خارجَ الزمنِ
بعيداً عن دنيايَ ..
أجتازُ كلَّ الحدودِ ...
فحبُّكِ باتَ
جوازَ سفري ...
أصبحتُ أسهرُ
مع النجومِ ..
وأستقبلُ بزوغَ
الفجرِ الهادىء ...
وأنتِ كما أنتِ
رقيقةٌ كالنسيمِ
وكنتُ أنا
كالبحر الذي تتلاطم
أمواجُهُ ...
هذا أنا
يا حبيبتي
عاشقٌ في غيرِ
زمانِهِ ..
أتيتُ إلى عالمٍ
فارغٍ من الحبِّ ...
فرأيتُ نفسي
عارياً من مشاعري
وفاقداً لأحاسيسي ...
وأنتِ كما أنتِ
غارقةٌ في ذلكَ
السُباتِ العميقِ ..
لا تُدرِكينَ ما يحدث ...
فحبُّكِ جعلني
كالمجنونِ ..
أنتظر ابتسامتَكِ
لِتعيدَ لي
ما انسلبَ منّي
تحت شرفتِكِ
العالية ...
أنتظر ذلك
النسيمَ
كي أستنشقَ شيئاً
من رائحتِكِ العالقةِ
فوق جناحيهِ ...
وأنا لم أَمقتْ
حبِّكِ ...
فعشقُكِ استقرَّ
في أعماقي ..
وروحي مازالتْ
تتنفس عبيرَكِ ..
دعيني أغنيكِ
بألحان الصبا
والبياتِ ..
و أُخرجُ من قلبي
كلَّ الآهاتِ ...
وبعدها
سأعلنُ لكلِّ العالمِ
مَن هي الفتاةُ
الشقيّةُ
التي جعلتْ
من قلبي ضحيّةً ...
المغفرة يا مَن كنتِ
حبيبتي ..
فقد حان
وقتُ الرحيلِ ...
سأعود إلى زماني ..
وأعيش مع أحلامي ..
وأكتب ما تبقى
من ذكرياتي
بحروفٍ أشبهَ
برموزِ الصمتِ ...
المغفرة يا مَن كنتِ
حبيبتي
فلا بُدَّ
من الرحيلِ ... ... ...