التأديب

[georgette]

التأديب

أصيبت كاتبة الترانيم فانى كروسبى بالعمى عندما كان عمرها ستة أسابيع ، فعندما كانت فانى تعانى من برد عادى و عينين ملتهبتين ، حثهم صديق للعائلة أن يستخدموا كمادات ساخنة ، التي دمرت قدرتها على الأبصار .
كتبت فأنى كروسبى فيما بعد عن هذا الاختبار الصعب .
استطاعت فأنى كروسبى أن تقبل العمى الذي أصيبت به كهبة من الله . فلو استثنى الله المؤمنين من المعاناة ،لتوقف الرعاة من الوعظ ، و لتوقف الناس العاديون عن الشهادة باحسانات الرب عليهم .
أن غير المؤمنين سوف يندفعون إلى الكنيسة أفواجا لو أن المسيحية كانت بوليصة تأمين مطلية بالذهب للهروب من الألم . و لكن هذا لا يمثل خطة الله . فلا يعفى أي قرار روحي آي شخص من معاناة الألم .
أن نوعا من المعاناة يمكن أن يكون للتأديب . تقول الآية الموجودة في رؤيا 3 : 19 " أن كل من احبه أوبخه و أؤدبه ...فكن غيورا و تب "
أن أمورا كثيرة في الحياة تجعلنا نتساءل لماذا ؟ فالزوج و الزوجة ربما يهجران العائلة ن و ربما يصبح الشاب مراهقا مدمنا و هناك خوف دائم أننا ربما لا نستطيع أن تتحمل تلك الضغوط .
خلال قرون عديدة ارتبط بالمسيحيين المعاناة عن طريق التأديب و مع أن المعاناة تأتى نتيجة السقوط في الخطية ن فانه فى بعض الأوقات تكون هذه هي الطريقة التي يستخدمها الله لكي يرجعنا أليه .
التأديب هي أوقات الشركة و التعلم من الله الذي لا يقدر بثمن . فالألم و المعاناة يلفتان أنظارنا إلى الله و يفصلان التبن عن الحنطة في الحياة .
وإذا نظرنا إلى ما نعانيه، فإننا لن نجني من تلك الأمور غير نفس ملأنه بالبغضة من الحياة وبرغبة في الانتقام من غدر الأيام، ونعيش في توتر وقلق مملوئين بالخوف من المصائب القادمة وبالتوقعات السلبية للمستقبل.. مملوئين بالرثاء والشفقة على أنفسنا وبالشعور بالنقص نتيجة لذلك.. فنجعل حياتنا مشوشة غير سوية فلا يعرف النجاح طريقنا. ولكن إذا نظرنا إلى تعويضات الله وقبلناها بفرح واثقين فيه، فسنجني النجاح والعظمة وسوف نحصل على ما لم يخطر على بالنا يوماً، وسيكون أعظم جداً مما نطلب أو نتوقع . اخيرا ثق ان التأديب هو علامة على حب الله لنا . هو يسمح بها ليشكلنا لنكون على صورته .