الحمد لله على سلامتكم يا أولادي
البارحة كان من المقرر حضورنا لحفل أقامه سريان عراقيون في مدينة كارلسروي في ألمانيا وذهبنا في سيارتين وفي طريق العودة إلى البيت وقبل الوصول إلى بلدتنا بحوالي خمس دقائق وحيث كانت الأرض قد تغطت بطبقة من الجليد على إثر سقوط القليل من الثلوج وصارت الطرقات تؤدي إلى تزحلق وفيما كان ولداي نبيل وجوني و إبن عمي رعد في سيارتنا المرسيدس الأمامية وعلى حدود سرعة مائة كيلومتر بالساعة تزحلقت السيارة وانحرفت عن مسارها مصطدمة بسيارة أخرى كانت تسير بجانبها تسوقها امرأة تركية ونجم عن ذلك أن انحرفت سيارتنا أكثر واصطدمت بالجدار الحديدي المقام عادة على طرفي الطرق السريعة بشدة ممّا أدى إلى ارتطام شديد ولقوة الصدمة تغيّر اتجاه السيارة إلى اتجاه السير المعاكس مما أدى إلى تلف سيارتنا بالكامل ولم يعد أي أمل في تصليحها. وكنتُ وزوجتي سميرة وكل من ابني وسيم وابنتي مارتينا في السيارة الثانية التي كانت تسير خلف سيارتنا الأمامية مما أصابنا بذعر شديد وخوف فظيع على مصير أولادنا داخل السيارة الأمامية ونحن ننظر إلى ما جرى لحظة بلحظة. توقفت سيارتنا المصابة وغادرها أولادنا سالمين بحمد الرب يسوع دون أن يصاب أحد منهم بأي خدش أو ضرر. وكان الخوف الشديد الذي تملّكنا وإلى غاية صباح هذا اليوم كبيراً ولا زال المشهد الدراماتيكي الحاصل ماثلا أمام أعيننا. وإني أقول مع زوجتي: ألف حمد وشكر لك يا رب على ما قمت به من عون لنا ومن إنقاذ أولادنا بهذه الصورة العجيبة والتي لم يكن أحد يتوقّع ألا يصاب أي منهم بأذى مع شدّة هذا الحادث الرهيب والمؤلم لقلوبنا والضاغط على مشاعرنا حيث لم تستطع زوجتي ولا أنا النوم طيلة ليلة البارحة فيما انتاب ابننا جوني الذي كان يقود السيارة هلع عظيم مما جعلنا على إثر الحادث وعلى مدى الساعات التي تلت من التخفيف عنه من هول الصدمة التي أصابته وتهدئة أعصابه وهو يتأثر على السيارة بينما قلنا له: إبني المال يأتي ويذهب ولا يستحق أن توليه هذا الاهتمام وأهم أمر كان سلامتك. أرفع إليك يا ربي ألف نداء شكر وحمد على حفظك لأولادي وعدم جعلكم إياهم يصابون بأذى على فترتي عيد الميلاد المجيد هذا ورأس السنة المسيحية. ولكم يا أولادي الأحباء أقول ألف حمد لله على سلامتكم وقد كان قضاء وقدراً لم يكن مهرباً منه لكنه جاء مشمولا بعطف الرب ورعايته فألف شكر لك يا رب وألف حمد على سلامة أولادي وأرجو أي يحفظ الرب أولاد جميع البشر ويبعد عنهم كل مكروه آمين آمين آمين يا ربّ العالمين. إليك أرفع حمدي .. وآيات من الشكر إلهي أنت أنقذت .. أحبائي من الضر فلولا عونك كان .. و لطف منك في يسر لكان الأمر مختلفا .. وعشنا غمة العمر! يقينا قيل من قبل .. مدى الأعوام الدهر بأن اليصنع خيرا .. يجازى عنه بالخير وإني جد مرتاح .. ومسرور لما يجري فأنت القادر الأعلى .. وكل أمورنا تدري وتدري أن داخلنا .. سلام عاطر الذكر وأن قلبنا صاف ..وما في النفس من مكر ومافي الروح من حقد .. وليس فينا من شر. لهذا جئتنا يا رب .. من إكرامك المثري فصنت منا أولادا .. من الأقدار والغدر فشكرا يا أبا الناس .. أرحت هائج الفكر أصلي رافعا صوتي .. خشوعا يملأ صدري!
|