بابل.. إحدى عجائب الدنيا السبع
بابل نور وهّاج في ركب الحضارة الإنسانية، ودرّة ساطعة في جبين الشرق القديم، فهي من أشهر المدن القديمة التي أبهجت العالم، لقد انتهضت هذه المدينة عبر خمسة عشر قرناً من عهودها المزدهرة بزمام الحضارة التي طفحت بحياة نابضة بالأصالة والإبداع، فأضحت بابل الأشمخ بين حواضر الدنيا القديمة لما بلغته من رفعة وعظمة، امتازت بجمال مناظرها وروعة عمائرها الفنية بتنوع تصاميمها وتعدد فنون النقش والزخرفة.
لقد تأنقت بابل بدقة تخطيطها ونسق شوارعها وشموخ أسوارها وبواباتها وما فيها من تحصينات منيعة، هذا إلى جانب جلاء وبهاء معابدها وزقوراتها الجبّارة التي كانت تشرف على المدينة، وفخامة قصورها ومرافقها لا سيما الجنائن المعلقة التي تقترن دائماً بعظمتها وزهوها معا سم بابل الخالدة.
تقعد مدينة بابل على بعد 90 كلم الى الجنوب من بغداد، واسمها محرّف من باب ايلي الذي يعني باب الآلهة. ولا تُعرف مدينة استمرّت في هذا المركز المرموق بقدر ما بقيت فيه بابل ماسكة بزمام الحضارة منمية إياها لخمسة عشر قرناً منذ أن ظهر فيها الآموريون في نحو 1850 ق. م.، وكان حمورابي المشرّع العظيم والمصلح الإجتماعي الكبير أحد ملوكه، الى أن اتخذها الإسكندر المقدوني عاصمة لإمبراطوريته. ولما عدّد المؤرخون اليونان والرومان عجائب الدنيا السبع ذكروا من بينها أسوار بابل وجنائنها المعلّقة.
وفي عهد نبوخذنصّر (605 – 563 ق. م) أعيد بناء بابل فصارت أوسع وأجمل وأكثر رخاء من أية مدينة أخرى. ينساب فيها نهر الفرات من الشمال الى الجنوب وهي محاطة بخندق وسورَين. ويشاهد منها اليوم شارع الموكب الذي يمرّ ببوابة عشتار وينتهي حيث كان البرج المدرّج (الزقّورة) وعلى الجانب الغربي لهذا الشارع تقع بقايا القصر الجنوبي الذي يتكّون من خمس باحات كل منها وسط مجموعة من الحجرات والصالات ومن ضمنها قاعة العرش التي كانت مزيّنة بصورة ملونة. وداخل القصر بقايا الجنائن المعلقة. وإلى الشمال قليلاً بقايا القصر الرئيسي الذي ما زال أسد بابل شاهداً على مدخله، وعلى الجهة الشرقية لشارع الموكب يُشاهَد معبد إيماخ الذي أعيد بناؤه خلال القرن الماضي.منقول