Forum of Fouad Zadieke   Arabic keyboard

العودة   Forum of Fouad Zadieke > المنتدى الديني > المنتدى المسيحي > موضوعات دينية و روحية > قصص دينيّة

الملاحظات

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 18-12-2006, 10:24 PM
الصورة الرمزية فريدة زاديكه
فريدة زاديكه فريدة زاديكه غير متواجد حالياً
Titanium Member
 
تاريخ التسجيل: Jun 2006
المشاركات: 896
افتراضي أحكام الله

أحكام الله
حدث يوما إن شيخاً قدّيساً ابتهل إلى الله لكي يكشف له السّرّ التالي: لماذا معظم الصّديقين والأتقياء فقراء يشقون ويُظلَمون، فيما العديد من الخطأة والظّالمين أغنياء يتنعّمون؟ وكيف تُترجم أحكام الله هذه؟
وإذ أراد الله أن يكشف له سؤل قلبه وضع في نفسه فكراً أن "اذهبْ إلى العالم وسوف ترى تدبير الله".
لم يبطئ الشّيخ في إطاعة الصّوت الإلهي، بل قام وانطلق للحال باتّجاه العالم. إذ ذاك وجد نفسه يسلك طريقاً واسعاً يعبره النّاس بكثرة، وكان هناك مرج فسيح وصنبور ماء عذب. اختبأ الشّيخ في جوف إحدى أشجار المرج مترقّباً منتظراً.
وبعد هنيهة مرّ بالمكان رجل غني، فترجّل عن حصانه وجلس ليأكل. ثم أخرج كيس نقود يحوي مائة ليرة ذهبيّة وأخذ يعدّها. ولما إنتهى من عدّها ظنّ نفسه أنّه أعادها إلى مكانها بين طيّات ثيابه حيث كانت أوّلاً، بيد أنّها في الحقيقة سقطت على الأرض دون أن يلاحظها لعجلته، ثم امتطى جواده من جديد وانطلق في طريقه مخلّفاً وراءه ذهبيّاته الثّمينة.
لم يمضِ زمن قليل حتى مرّ بالموضع نفسه عابر سبيل آخر، هذا وجد النّقود مطروحة على الأرض فالتقطها وحثّ خطاه مبتعداً.
وبعد ذلك أتى ثالث وكان فقيراً متعَباً ينوء تحت حمله الثّقيل، يسير على قدميه متمهّلاً، فجلس هو أيضاً هناك ليرتاح. وفيما هو يخرج خبزة يابسة ليأكلها، جاء الغني ووقع عليه قائلاً بغضب: "أسرع وأعطني النّقود التي وجدتَها ". فأجاب الفقير بيمين معظّمة بأنّه لم يجد شيئاً من هذا القبيل. حينئذ ابتدأ الغني يضربه بسير الحصان الجلدي. وبضربة على أمّ رأسه أصاب منه مقتلاً فأرداه صريعاً، ثم شرع يفتّش ثياب الفقير وأغراضه كلّها. ولمّا لم يعثر على شيء ذهب والنّدم يتأكّله.
أمّا الأب الشيخ الذي كان يشاهد كلّ شيء، فأخذ ينتحب مدمّى الفؤاد من جرّاء القتل الجائر، متوسّلاً إلى الرّبّ: "يا ترى ما هي مشيئتك يا ربّ، وكيف يحتمل صلاحك هذا الأمر؟!!" للحين حضره ملاك خاطبه قائلاً: "لا تحزن أيّها الشّيخ، لأنّ جلّ ما يحصل إنّما يحصل بحسب مشيئة الله وتدبيره من أجل التّأديب والخلاص. اعلم أنّ الذي أضاع المائة الذّهبيّة هو جار لذاك الذي وجدها. هذا الأخير هو صاحب بستان يساوي مائة ليرة ذهبيّة، وقد أخذه منه الغني الجشع بخمسين فقط وبطريقة غير قانونيّة. وبما إن البستاني الفقير توسّل إلى الرّبّ أن يأخذ العدل مجراه، فشاء الله أن ينال مطلبه مضاعَفاً إذ حصل على مائة بدلاً من خمسين. أمّا ذاك الذي قُتل ظلماً، فكان ارتكب جريمة قتل هو نفسه في الماضي، فإذ أراد الله أن يخلّصه ويطهّره من خطيئة القتل ( لأن قام بأعمال حسنة قد أرضت الله) دبّر أن يُقتل هو ظلماً لتخلص نفسه.
أمّا الجشع الطّمّاع الذي سبّب القتل، فقد كان مزمعاً أن ينتهي أمره في الجحيم بسبب محبّته للفضّة. لذا سمح الله أن يقع في خطيئة القتل لكي تتوجّع روحه فيطلب التّوبة والرّحمة. وها هو الآن قد ترك العالم وذهب يطرق باب أحد الأديار ليترهّب.
أما أنت فعد الآن إلى قلايتك ولا تكثر من فحص أحكام الله لأنّها بعيدة عن الكشف والتّنقيب".
إنّا نحن معشر البشر نحاول أن نبحث عن أمور لا تُحدَّد تفوق قدراتنا. فحيث يضع الله نقطة مثلاً، لا نستطيع نحن أن نستبدلها بعلامة استفهام. وكخاتمة فلنسمع القدّيس يوحنّا الذّهبي الفم يدعونا قائلاً: "الأحزان تولّد الصّبر، ومحبّة الله تعرف مقدار تحمّلنا للأحزان. العناية الإلهيّة لا تُفسَّر واهتمامه بنا لا يُدرَك. إنّ أحكام الله عميقة جدّاً ".

منقول

رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:33 PM.


Powered by vBulletin Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd
Translation by Support-ar
Copyright by Fouad Zadieke