كــل واحـــد يضـل بـشـــغــلــو

[طيف]

أيــام مــعــركــة الـقـادســيــة كــان ســعــد بـن أبـي وقـاص مـريــضــا و من المعروف أنــه قـاد الـمـعــركــة مـن شـرفــة القـصــر و كــان قــد ســجـن أحــد افـــرس و أشــعر أصـحــابــه و هـو أبــو مـحــجــن الـثـقــفــي لأنــه شــوهــد يــشرب الـخــمــر , و بــدأت الـمــعــركــة و أبــو مـحــجــن قـابــع في سـجـنــه فــحـزن حـزنــا شــديــدا و كــتــب قـصــيــدة يـعـــلـن فــيــهــا تـوبــتـــه, مـنـــها :
كــفــى حـزنـا أن تــلــتــقــي الــخــيــل بالـقــنــا و أ ُتــركُ مشــدودا عـلـيـا وثــاقــيا
لــــلــه عــهـــد لا أخـيـــــس بــعـــهـــده لإن فــرجــت أن لا أزور الحـــوانـــــيــــا
بـلــغــت الـقـصــيـدة ســلــمـى زوجــة ســعد , فأضـمـرت فـي نـفــسهـا شــيــئـا
اتــفـقــت مـع أبـي مـحــجــن أن تـعــيـره فـرس ســعــد و عــدة حـربــه لـيـذهـب بــهــا الــى الـقــتـال بشــرط أن يـعــود الــى ســجــنــه كـل لـيـلـــة حــيــن تـوقـف الـقـتــال و فـي الـيــوم التــالي بـلغ ســعـد أن فــارســا مـلــثــمـا لــم يـعــرفــه أحـــد يـقــاتــل الــى جـانــب جـيـــشــه , أطـل من الشــرفــة و الـتــفــت الــى سـلــمـى قائــلا : يـا ســلــمـى الــطــعــن طــعــن أبــي مـحــجــن و الـقـفــز قــفــز الـغــــبـراء(اســم فـرســه) , صـمـتـت ســلــمــى و فــهــم ســعــد .
و فــي أول الـلــيــل و بــعــد تـوقــف الـقــتــال انــســل أبــو مـحــجــن من صـفــوف المـحــاربـيــن عــائــدا الــى ســجـنــه , وفـــاءً بــوعــده لـسـلــمــى
واتــفــق أن رأتــه احــدى الـنــسـاء فـخــطــر لــهــا أنــه هــارب من الـمـعـركــة فــقــالــت لــه :
مــن فـارس كــره الـطــعــان يـــعــيــرنــي ___ رمــحــا اذا نــزلـــوا بـمــرج الــصـّـُـفــر
(اسم مـكـان المــعــركــة )
فــأجــابــهــا :
إن الـكـــرام عــلــى الـجــيـــاد مــبــــيـتـــهـــم __ فــدعــي الــرمــاح لأهــلــهــــا و تــعـــــطــــري