|
Arabic keyboard |
|
#1
24-05-2006, 07:28 PM
|
||||
|
||||
ستوكهولم القصيدة 1 شعر: فؤاد زاديكه
ستوكهولم القصيدة 1 عبقُ الماضي ينتشرُ بخوراً أرجوانيّاً على مذبح الجمال فيتجسّد ألواناً ستوكهولميّة تبعثُ على السعادة المفرطة وتغسلُ حدقات العيون بصفاء التاريخ منتشياً متماوجاً متسربلا بالعشق... تحلّق نوارس الفجر عابثة تستنشق هواء (الفايكنج)2 وهو يعلن عن فتح خطوط الشفق إلى عمق تاريخ القرصنة, وتنسج من أساطير الجبابرة رداء تتحلّى به مزهوّة متباهية بغنج محسودة عليه! يفوح من كلّ هذا أريجُ أيام غابرة موغلة في قدم الزمن فتتكسّر البهجة على صفحات أسطورة الماء فترسم دوائر عبقريّات تأخذ من عوالم الجمال المحيطة بها منعتها... ثباتها ... ودوامها. تخفق القلوب مشدودة إلى هذه اللوحات المتناغمة والبديعة من صنع الكون وتتهالك الأنفاس لتعانق نسمات الهواء العليل المنطلق من جميع الجهات شغف الوجوه وتداعب رقة الشعور وتغسل النفس من أدران الملل وتشبع الرّغبة المتوهّجة القابعة في زوايا الحسّ. تنطلق البسمة متدحرجة على شفتي الضباب وتحلّق النظرة مأخوذة مشدوهة تعانق الجمال ويبحلق الفجر متنقلا ولا تعي الأقدام المسافات ولا تستوعب الأفكار الطموحات. تغوص بنا الذاكرة في جوف الماضي نستشفّ منه أريجه الخالد يُنطق الكون برمّته بحسن البديع وروعة البلاغة! وهو يزاوج بين عبقرية الماضي وجنون الحاضر والتحفّز إلى ما وراء المستقبل ليصوغ لحناً متناسقاً ويبدعُ لوحة أسطوريّة تملك عليك كلّ نفس وتشغل منك كلّ بال... إنّها ستوكهولم.. واحدة من عباقرة التاريخ فارسةٌ لم تترجّل عن حصان المجد تنسكبُ غديراً وتنفتحُ تطلّعاً وتتعالى تواضعاً! إنّها ستوكهولم... حديقة الكون الموشّاة بأبجدية اللازوردي تحدّث عن ديمومة مستجدّة وعن سرمدية تمخر عباب المتعة معتّقة... جديدة مبعثرة ... متناسقة غارقة في تأملاتها الروحيّة تتحدّث بجميع لغات العالم تقودك إلى روح إحساس مُشبع بروائح العظمة ومُنطق بلسان الفضول مقتحماً عليك عالم هدوئك دون استئذان وهو يجرّك إلى شموخ سراب لا تشبعُ عيناك منه.. ستوكهولم... أيّتها الفاتنة العابرة قارّات الشّغف والمأخوذة بروائح الأمس والمغرورقة بأمواج الفضاء يتعانق الجمال والدهشة وتتلاسن نفحات النسيم العابثة بصحن الخدود راسمة خطوط سعادة غامرة. أحببتك... احترمتك فأنت جميلة أكثر من الجمال عبقة أكثر من العبق والعطر فرحة بكل ما في الفرح من بهجة وروعة وبهاء. أنت معشوقة الشعراء والأدباء أنيسة الزوّار والجلساء جليسة العباقرة والخطباء محاورة العظماء والبسطاء. ستوكهولم ... أيّتها الوردة المتعدّدة الألوان... المتناغمة الهمسات... المقروءة التاريخ... تحيّة شكر لك لأنك استضفت فضولي الشّعريّ. لقد كان لقاءً مخضرّاً بأوراق العطف أمتعنا وفاض بروح العشق الصّرف فعانق خلجات نفوسنا وسكب كلّ متعة في دنان تصوّفنا فكنت أنت "ستوكهولم القصيدة"! 1: قصيدة من وحي الزيارة الأولى لي ولسميرة لمدينة ستوكهولم الجميلة من 8 لغاية 10 مايو من هذا العام وهو 2006م.
2: الفايكنج: هم قراصنة البحار وحيث تحيط المياه بالمدينة من كل صوب وجهة ولها صلة عريقة بتاريخ القرصنة والقراصنة وقد رأينا متحفها الجميل وأسعدنا بكل ما فيها من روعة. التعديل الأخير تم بواسطة fouadzadieke ; 25-05-2006 الساعة 02:53 PM 
|
| مواقع النشر (المفضلة) |
|
|
العرض الشجري