![]() |
Arabic keyboard |
|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() تَبَادُلُ الْمَشَاعِرِ بَيْنَ الذَّكَرِ وَ الْأُنْثَى بقلم: فؤاد زاديكي يَبْدَأُ تَبَادُلُ الْمَشَاعِرِ بَيْنَ الذَّكَرِ وَ الْأُنْثَى بِنَظْرَةٍ خَجُولَةٍ، أَوْ لَمْسَةٍ خَفِيفَةٍ، أَوْ كَلِمَةٍ تَنْفَلِتُ صَادِقَةً مِنْ أَعْمَاقِ الْقَلْبِ. فِي الْبِدَايَةِ، يَكُونُ الْخَوْفُ طَاغِيًا، وَ الْخَجَلُ يَحْفُرُ مَسَارَهُ عَلَى تَعَابِيرِ الْوُجُوهِ. لَكِنَّ الْقُلُوبَ الصَّادِقَةَ تَعْرِفُ طَرِيقَهَا إِلَى بَعْضِهَا، وَ تَتَفَتَّحُ الْكَلِمَاتُ كَأَزَاهِيرَ رَبِيعِيَّةٍ عَلَى طُرُقَاتِ الْعِشْقِ. لَا بُدَّ أَنْ تَكُونَ هُنَاكَ مَوَانِعُ أَخْلَاقِيَّةٌ أَوْ اجْتِمَاعِيَّةٌ تَضَعُ حُدُودًا لِهٰذَا التَّبَادُلِ. فَالتَّرَبِّيَةُ وَ الْعَادَاتُ وَ الْقِيَمُ الْمُجْتَمَعِيَّةُ تَفْرِضُ قُيُودَهَا، وَ تَسْتَلْزِمُ أَنْ يَكُونَ التَّعْبِيرُ عَنِ الْمَشَاعِرِ مُهَذَّبًا وَ مُحْتَرِمًا. وَمَعَ ذٰلِكَ، فَإِنَّ الْمَشَاعِرَ الْحَقِيقِيَّةَ لَا تَحْتَمِلُ الْكَبْتَ وَ الْقَمْعَ. إِذَا كَانَ التَّعْبِيرُ نَقِيًّا وَ صَادِقًا، فَلَا ضَيْرَ مِنَ التَّمَرُّدِ عَلَى بَعْضِ الْمَوَانِعِ، الَّتِي تَخْنُقُ الرُّوحَ وَ تُحَاصِرُ الْإِحْسَاسَ. فَالْحُبُّ يُرِيدُ فَضَاءَهُ الْوَاسِعَ، وَ الْعِشْقُ يَحْتَاجُ إِلَى حُرِّيَّتِهِ كَمَا تَحْتَاجُ الْأَزَاهِيرُ إِلَى الضِّيَاءِ وَ الْمَاءِ. لَا يَجِبُ أَنْ نَكْبِتَ نَبْضَ الْقُلُوبِ، وَ لَا أَنْ نَحْبِسَ حُرِّيَّةَ التَّعْبِيرِ النَّقِيِّ الْمُعَبِّرِ عَنْ صِدْقِ الْإِحْسَاسِ. وَ فِي الْمَقَابِلِ، يَجِبُ أَنْ نَحْتَرِمَ الْمَوَانِعَ، الَّتِي تَكُونُ مَبْنِيَّةً عَلَى الْقِيَمِ الْإِنسَانِيَّةِ السَّامِيَةِ، كَحُرْمَةِ الْجَسَدِ، وَ كَرَامَةِ الْمَشَاعِرِ، وَ أَدَبِ الْخِطَابِ. فَالحُرِّيَّةُ الْحَقِيقِيَّةُ لَا تَعْنِي الْفَوْضَى، بَلْ تَعْنِي أَنْ نَكُونَ صَادِقِينَ وَ مُحْتَرِمِينَ فِي مَا نُبَادِلُهُ بَعْضُنَا بَعْضًا. وَ مِنْ هُنَا، يَكُونُ الْحُبُّ جَمَالًا وَ نُبْلًا، وَ يُصْبِحُ الْعِشْقُ سَبِيلًا إِلَى سَعَادَةٍ صَافِيَةٍ، تَتَفَجَّرُ فِيهَا الْمَشَاعِرُ صَدْرًا وَ عِطْرًا. التَّمَرُّدُ مَطْلُوبٌ، لَكِنَّهُ يَجِبُ أَنْ يَكُونَ تَمَرُّدًا حُرًّا مَسْؤُولًا، يَحْفَظُ الْحُبَّ وَ يَصُونُ الْكَرَامَةَ، وَ يُحَقِّقُ الْوِئَامَ بَيْنَ الرُّوحِ وَ الْجَسَدِ. فَتَبَادُلُ الْمَشَاعِرِ هُوَ أَجْمَلُ مَا يُمْكِنُ أَنْ يَحْدُثَ بَيْنَ رَجُلٍ وَ امْرَأَةٍ. وَ هُوَ ذٰلِكَ الْمَوْعِدُ الْمُقَدَّسُ، الَّذِي فِيهِ تَتَكَلَّمُ الْعُيُونُ قَبْلَ الْكَلِمَاتِ، وَ تَنْطِقُ الْأَيْدِي قَبْلَ اللِّسَانِ، وَ تَرْتَجِفُ الْأَرْوَاحُ فِي مَرَاحِ الرَّغَبَةِ وَ الشَّوْقِ. فَلْيَكُنْ لِلتَّعْبِيرِ مَجَالُهُ، وَ لْتَكُنْ لِلْمَوَانِعِ مَكَانَتُهَا، وَ عَلَيْنَا أَنْ نَزِنَ الْأَمُورَ بِحِكْمَةٍ، وَ نُعَبِّرَ عَمَّا نُحِسُّ بِهِ بِصِدْقٍ وَ رُقِيٍّ. التعديل الأخير تم بواسطة fouadzadieke ; 29-04-2025 الساعة 03:30 AM |
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|