Forum of Fouad Zadieke   Arabic keyboard

العودة   Forum of Fouad Zadieke > المنتدى الأزخيني > ازخ تركيا > من تاريخ البلدة

الملاحظات

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 17-02-2006, 10:14 PM
دكتور سهيل دكتور سهيل غير متواجد حالياً
Super-User
 
تاريخ التسجيل: Dec 2005
المشاركات: 7
افتراضي الحلقة التاسعة الوصية والسبي الآكبر لازخ

وفيما هما في هذه الوقفة الدرامية الأليمة . . استفاقا على صوت المنادي كوركيس ’ كصياح الديك في الصباح الباكر .
- إبراهيم . . إبراهيم . . إن "هلاآزخ " مجتمعين في باحة الكنيسة ويرغبون في حضورك .
هكذا إذن هلآزخ يفكرون بالأجتماعات السطحية في كل شاردة وواردة ’ ولا يفكرون بما ألهمّ من مصائب ’ ولا بوضع الحلول المناسبة ’ التي تعيد الحق إلى نصابه ’ وتزيل رواسب الهجومات المفاحئة .
لا يا أخي ’ لا تفكر سوءا . . لأن جميع الأزخيين منكوبين مثلنا . . ولا أخالك تنسى إننا كلنا في هذه البلدة عائلة واحدة متفقين على السراء والضراء ’ وكل سوء يصيب أحد نا هو إصابة مباشرة لكل أفراد هذه العائلة . . فأرجو أن تفاءل بالخير ’ وتهرع لملاقاة المجتمعين ’ حاملاً إليهم اقترحاتك البناءة وكل ما يجول في ذهنك ’ من أفكار مفيدة في هذه الساعة بالذات .
إن مشاركتك لهم في محنتهم الحالية سوف يخفف عنهم وطأتها وسيشعرهم إنك معهم قلباً وقالباً. . ولو لم يكن لك في قلوبهم مكانة مرموقة مميزة ’ لما سعوا إليك ’ وطلبوا حضورك كي تتناقشوا معا ’ وتضعوا سوية ’ حلولا مقبولة لكل الصدمات التي تلقيناها عنوة ’ والهزات التي ضعضعت الأرض والقلوب على حين غرة في الوقت الذي ما كنا نذوق طعم النوم إلا لماما ’
هكذا قالت حانا لأخيها إبراهيم الذي ما أن سمع كلامها حتى أومأ لها إيجابا .

20
سار إبراهيم إلى باحة الكنيسة ’ وفي عقله يجول ألف سؤال وسؤال ’ في باحة الكنيسة حيث كانت السماء ملبدة بغيوم وسحب تتنقل بحيرة وأسى ’ مشيرة إلى الحدث الأكبر وكأنها تشارك المجتمعين أحزانهم الظاهرة على الوجوه والتحركات ’ هناك فوجئ إبراهيم بمسحة الوجع البادية على وجوه المجتمعين . . فأيقن أن الآزخيين يشعرون بما يشعر به وإن الاتفاق معهم على قاسم مشترك هو الأمر الذي لابد منه . . فصاح من أعماق قلبه .
- ما بالكم يا أخواني ؟ مالي أراكم جميعا ’ في هذه الوجوه الكالحة ’ وكأن مصيبة أدهى من التي نحن فيها ’ قد أصابتكم مجددا . . لقد أسرعت إليكم مجرد أن سمعت مناديكم يناديني وقد أيقنت من حينها ’ أن لا جتماعاتكم هذه مغزى ينطوي على أمور عصيبة ’ من الواجب تداركها ’ لا جتياز المحنة التي نحن فيها . . فرجائي منكم أن تخلدوا إلى الهدوء والراحة وترسموا إشارة الصليب على جبهاتكم ’ فلا تغرقوا في شبر من الماء . . لأن طريقنا طويل وشاقً ’ ولن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا ’ والإنسان المؤمن عليه أن يتحمل الصدمات ’ لا أن يشلّ تفكيره بالقشور العائمة على سطح الماء ’ لقد قيل أن التجارب هي محك ّ الرجال . . ويمكنهم في مثل هذا الحال ’ التصدّي لكل من تسوّله نفسه الإساءة للعائلة السريانية الآزخينية الموحدة ’ المتعاضدة معاً حتى الموت ’ فداء للكرامة وعزّة النفس ’ والمعتقدات الدينية الصادقة ’
صاح المجتمعون فرحين ’ حين شاهدوا إبراهيما يحدّ ثهم بهذه اللهجة الواثقة المملوءة صدقاً وولاءاً.
لقد ترسّخت أقوالك المأثورة هذه في قلوبنا ’ وانزرعت في نفوسنا وتغلغلت في ضمائرنا ’ كأنك قد قرأت أفكارنا ’ ووقفت على واقع حالنا ’ فأنت أدرى بالموضوع وكلّنا سمع وطاعة .
أنتم دعوتموني ’ ولا بدّ أن هناك أكثر من فكرة واحدة ’ قد أوحت إليكم لإنقاذنا من هذه المحنة ’ والتغلّب عليها بإجراءات عقلانية تضمن النجاح .
نعم هذا الذي كنا نفكر فيه ’ حيث رفضنا أن نجتمع دونك . . وقد قادنا التفكير لأن نعمد إلى ترميم وبناء ما تهدّم من منازل البلدة ’ وطرقها ’ وبساتينها وإسطبلات ماشيتها ’ كي نرتاح نفسياً ’ ومن ثم نبادر إلى الانطلاقة التالية . . إذ أن أطفالنا ونساءنا وشيوخنا لن يتمكّنوا من تحمّل قسوة البرد والثلوج ’ إذا بقيت المنازل مهدّمة ولا وسائل للتدفئة فيها إضافة إلى أن الشبابيك والأبواب مكسّرة وفوهات الهواء تفعل فعلها المؤلم في الجدران’ وكأن سكانها يعيشون فوق قمة جبل " جودي " إضافة إلى أن ( المؤونة ) قد شحت . . وكل شئ يدعو إلى الحيرة والقلق .
وماذا بعد ؟
............................... يتبع بالحلقة القادمة

التعديل الأخير تم بواسطة دكتور سهيل ; 17-02-2006 الساعة 10:22 PM
رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 10:59 PM.


Powered by vBulletin Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd
Translation by Support-ar
Copyright by Fouad Zadieke