![]() |
Arabic keyboard |
|
#1
|
||||
|
||||
![]()
وافت المنيّة نيافة الحبر الجليل مار ملاطيوس برنابا مطران أبرشيتي حمص وحماه وتوابعهما 18\\ 11 \\ 2004 ،وقد شارك في الجنّاز غبطة بطريركنا الجليل مار اغناطيوس زكا الأول عيواز و بعض المطارنة الأجلاء ورجال الدولة والشخصيات الهامة وقد ألقيت كلمات وأقيمت مشاركات فنية وأدبية تكريما له. ونختار من ذلك النبذة البسيطة التي قدّمها ابن خالي الأب القس شكري توما كاهن كنيسة مار جرجس في حلب للسريان الأرثوذكس وعلى الرغم من أن وفاة نيافته حصلت منذ زمن غير قصير إلا أننا قصدنا من ذلك هذه النبذة عن حياته كواحد من رجالات آزخ الغيارى.
نيافته من بلدة آزخ التي سجلت صفحات مجيدة في سجلات البطولات والعمل المسيحي ، وُلد من أبوين فاضلين في تشرين الاول من عام 1922 ، والد الأب المرحوم القس يوسف كوركيس ووالدته المرحومة ليا آري وقد اهتم كلاهما بولدهما جرجس، وهذا اسمه في المعمودية وربياه تربية مسيحية صالحة . درس جرجس أولاً في آزخ ثم التحق بمدارس الموصل وعاش فيها تحت كنف جدته وخاله وكان مواظباً على الصلاة في الكنيسة حيث رقاه مطران الموصل في عام 1936 إلى درجة قارئ ، وعندما أسس المثلث الرحمات البطريرك افرام الأول المدرسة الاكليريكية في زحلة ، كان هو أول رعاياها حيث التحق بها في آيار 1939 ، وكان مثالا للطالب النشيط والرصين ،وبشكل خاص الطقوس والألحان السريانية لهذا اسندت إليه التعليم السرياني والمسيحي ، وعندما نُقلت المدرسة الاكليريكية إلى الموصل عام 1945 عينته البطريركية الجليلة معلماً فيها ثم ناظراً ولبس الاسكيم الرهباني في 11 \\ 8 \\ 1947 على يد المطرانين مار اثناسيوس توما القصير مطران الموصل ومار طيموثاوس يعقوب مطران دير مار متى . عمل سكرتيراً في الموصل إلى أن عيّنته البطريركية نائباً بطريركياً في القاهرة ثم نائباً في أبرشية حمص وفي السابع من نيسان عام 1957، رسمه قداسة البطريرك مطراناً في كنيسة السيدة ( ام الزنار ) بحمص ، وسماه مار ملاطيوس برنابا وكان خاتمة رسامته . كان نيافته مثال الراعي الصالح في خدمة رعيته ، في زياراته التفقدية للعائلات والكنائس والرعايا في مدينتي حمص وحماه والقرى المحيطة بها ، كما اهتم ببناء الكنائس في حمص وقراها وأضاف أجنحة جديدة إلى المطرانية لزيادة واردات الأوقاف لتكون هذه الواردات في خدمة الأبرشية ولعل اهتمامه بانشاء الميتم السرياني الارثوذكسي بحمص عام 1963 هو من أوليات أعماله العمرانية ، فميتم الصبيان والبنات اليوم يوَضّح البعد الروحي الأبوي في حياة المطران برنابا ، كما شارك في مؤتمرات مسكونية باسم الكنيسة السريانية الارثوذكسية وقد قضى قرابة نصف قرن من العطاء والايمان والوفاء لأبرشية حمص وحماه . أما حياته الفكرية ، فلقد ألّف وجمع وترجم كتباً ومقالات بمواضيع شتى أهمها : كتاب أساس الايمان – العظات الذهبية في المنشورات البطريركية – زيارة قداسة البطريرك إلى أبرشيتي حلب والجزيرة – التدبير الخلاصي لله الكلمة المتجسد – وتاريخ مار ميخائيل الكبير – ميامر مار يعقوب السروجي- مار افرام .... إثر الحادث الأليم الذي سبّب له عجز في نطقه وأطرافه، رسم قداسة الحبر الاعظم مار اغناطيوس زكا الأول مطراناً خلفاً له ( مار سلوانس نعمة) الجزيل الوقار وهو خير خلف لخير سلف للقيام بخدمة الرعية في الأبرشية العامرة ، وبقي المطران مار ملاطيوس برنابا في أبرشيته حفاظاً على مكانته واحترامه حتى صباح يوم الخميس المصادف في 18 \\ 11 \\ 2004 ، حين دخل الشماس ( موريس ) بالفطور وبعد تناوله قبّله الفقيد ثم حضنه ورسم الصليب على جبهته فخرج الشماس من عنده ، ولما عاد إليه بعد قليل رآه مفارقاً الحياة ، لقد فقدنا خلال أشهر قليلة عالمين من أعلام كنيستنا السريانية الأول فارقنا وهو في ريعان الشباب المطران سويريوس صليبا توما مطران زحلة ، واليوم رحل عنا المطران مار ملاطيوس برنابا مطران حمص وحماه ، فليرحمهما الله . الأب القس شكري توما وغداً يوم الاثنين ستقام مراسيم صلاة الجنازة لراحة نفسه وينقل إلى مثواه الأخير . أضاف السيد انور خوري : لقد كان المطران ملاطيوس برنابا الأب الروحي والاستاذ للصيدلاني المثقف السيد نبيل فياض ، د. رزق الله تورو . س1 : هل هناك حضور رسمي يتمثل بأبرشية حلب في جنازة المطران ملاطيوس برنابا ؟ ج1:لا يوجد حضور رسمي يتمثل بأبرشية حلب في الجنازة بل الحضور بشكل فردي . س2 : متى سمينا بالسريان الارثوذكس ، قبل مار يعقوب البرادعي أو بعد ؟ ج2 : سمينا بالسريان الارثوذكس بعد مار يعقوب البرادعي لأننا رفضنا أن ندعى باليعاقبة فسُمينا بالسريان الارثوذكس. وفي يوم الاثنين المصادف في 22 \\ 11 \\ 2004 وفي تمام الساعة الثالثة من بعد الظهر وفي كاتدرائية أم الزنار ، ترأس صاحب القداسة مار اغناطيوس زكا الاول مراسيم صلاة الجنازة لراحة نفس مثلث الرحمات المطران مار ملاطيوس برنابا وبحضور أصحاب النيافة المطران افرام برصوم ( بيروت ) والمطران بهنام ججاوي ، والمطران جورج صليبا ( جبل لبنان ) ، والمطران متى شمعون ( مؤسسات العطشانة ) والمطران متى روهم ( الجزيرة والفرات ) والمطران عيسى كوربوز ( المانيا ) والمطران سويريوس مراد ( الاردن والقدس ) والمطران قرياقس ( الهند ) والاسقف بولس السوقي ( دمشق ) والمطران ايليا باهي ( المعاون البطريركي -دمشق ) ، مع راعي أبرشية حمص وحماه المطران سلوانس نعمة وبحضور أصحاب السيادة ورؤساء الطوائف المسيحية بحمص وعشرات الآباء والكهنة وشارك بهذه الجنازة المهيبة التي لم تعاين حمص مثيلها الأب شكري توما الموقر، راعي كنيسة مار جرجس في حلب – حي السريان ( وبصفة شخصية ) . وقد أبّنه صاحب القداسة بكلمة مؤثرة عدّد فيها مناقب الفقيد الراحل وخصاله الحميدة وأشار لايمانه وتقواه وإدارته الحكيمة لأبرشية حمص وحماه قرابة خمسة عقود ، وكان لكلمة قداسته وقعاً عميقاً ومؤثراً في قلوب الجموع الغفيرة التي جاءت من مختلف المحافظات والأبرشيات السريانية من داخل القطر وخارجه . ثم تقبّل قداسته التعازي من رؤساء الطوائف والوفود القادمة إلى حمص وأخيراً وُضع جثمان الفقيد الراحل بمثواه الأخير بجانب مثلث الرحمات البطريرك افرام برصوم في كنيسة أم الزنار . وفي نهاية المراسيم ، دُعي جميع الحضور إلى مأدبة العشاء التي أقامها راعي الأبرشية المطران سلوانس نعمة والمجلس الملي والمؤسسات واللجان العاملة في النادي السرياني تقديراً واجلالاً للمطران الراحل ، الذي خدم الأبرشية بكل محبة وتواضع خلال نصف قرن من الزمن ، فليتغمده الله بواسع رحمته ويسكنه فسيح جنانه بصحبة الأبرار والصالحين الذين أرضوا الله بأعمالهم وسيرتهم الفاضلة . لوسين كردو . وكنت في 27 كانون الثاني من عام 1984 قد قمت بزيارته مع زوجتي سميرة في حمص وقدمت له قصيدة مني كإهداء وكنت برفقة الملازم المجند الأخ كابي وحيث كانت تلك الأيام مناسبة الذكرى ال 25 ليوبيله الفضّي. نالت إعجابه وأحبّ أن أثبت اليوم هنا بعض أبياتها والتي سأنشرها في الركن الأدبي فيما يأتي من الأيام كتكريم لذكرى رحيله الذي كان قبل ثلاث سنوات وقد أسميت القصيدة ب: "وجه من أمّتي" أعظمْ بحمصَ و قد حوتْ برنابا و بطيبِ عرف منه فاح وطابا في المالكيّة كم أحبّته له شوقاً وحبّاً ذوّبوا الأطيابَ خسروا بشاشةَ وجهه وتكرّماً فإذا بحمص أتاها ذا الإكسابَ ما حاسدون وحقّ عذرة آزخ ذا الجاه في حمص و لا الأسبابَ فبكلّ ثغرٍ ضاحكٍ أنشودةٌ بلغتْ كمالَ الوصف والإطنابَ. يدُه استمدّتْ طيبها من بلدةٍ ذاقتْ مذلّةَ حاقدٍ و عذابا يبدو لناظره لأوّل وهلةٍ سرباً من الأسرار بل اسرابا ومتى أتيتَ تعمّقاً و تمعّناً طرقتْ معالمُ قدسه أبوابا و سمتْ بروحٍ سمحةٍ معطاءةٍ نفسٌ و ما لاقيتُ منها عتابا! وقد بلغ عدد أبيات القصيدة 21 بيتاً. |
![]() |
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|