![]() |
Arabic keyboard |
|
#1
|
|||
|
|||
![]()
خرج منيرإلى حديقة المدينة كي يتجول فيها ، أتعبه السير ! جلس على أحد المقاعد في الحديقة ، فلمح فتاة فائقة الحسن والجمال سبحان من صور هذه الأشكال ، وإذا به ينهض من مكانه وكأن جاذبية تجره وراء هذه الفتاة ، متتبعا خطاها دون أن يتركها تشعر بذلك ، تتوف يقف ! تمشي يمشي ، وسرعان ماتوقفت ملتفتة إليه قادمة نحوه ، متسائلة لماذا تتعقبني يامنير؟ .
أذهله سؤالها فتمتم بالرد ، (كي.ف )(عرفت..ي) (إسم..ي )؟ لم تكترث لجوابه بل تابعت سيرها ، مما زاده تعلقا بها ، لم يعد يتذكر لماذ يتبعها ، بل بقي هدفه كيف عرفت إسمه ، لأنه لم يرها بحياته قط . تابع وراءها وهو لا يشعر ولا يحس أين يذهب ، كل مايعرفه أنها دخلت إلى مغارة مرعبة يخشى دخولها الإنسان في عز الظهر ، لم يبالي دخل وراءها دون أي خوف حتى أن وصلت إلى نهاية المغارة ، وإذا به يرى كرسيان مرصعان بالذهب الخالص ، جلست على أحدهما وأشارت عليه بإصبعها وكأنها تقول تعال وأجلس بجانبي ، تقرب نحوها فقالت : إجلس يامنير هذا الكرسي جهزته لك قبل 25سنة ، جلس متلعثما لا يفهم ماذا يجري ، بدأت تحدق به قابضة يده بيديها ، أرعبته نظرتها ! بدأ شكلها يتغير رويدا رويدا ، حتى أن أصبحت إمرأة عجوز قبيحة المنظر ،كاد أن يقع صريعا من هول المشهد ، أراد الهروب إلا أنها أغلقت باب المغارة ، سلم أمره لله منتظرا النهاية . جرته وراءها حتى أن وصلا إلى شبه مقبرة ، لايوجد فيها إلا حجرة كبيرة واحدة ، توقفت عند تلك الحجرة قائلة : يامنير ستنفذ ماأقوله لك بالحرف الواحد ، سأستلقي على هذه الحجرة ستنتظر حتى أن أقول لك إطعنني بهذا الخنجر ، أخرجت الخنجر وأعطته إياه وإستلقت على الحجرة . قال لها إنني أتممت الثلاثين من عمري وحتى هذا اليوم لم أقتل ذبابة فكيف أقتلك أنتي ؟ قالت ستفعل غصبا عنك . إنتظر ساعات منتظرا إشارة منها ، وإذا بها تقول إطعنني يامنير! إطعن !! إطعن !! شعر بأنها تتألم فرفع الخنجر وطعنها في قلبها ، بدأ جسمها يتلاشى رويدا رودا وتخرج منه طيور منوعة الأشكال لم ير مثلها أبدا ، حتى أن تلاشى جسدها كله وإذا بتلك الحجرة الكبيرة تنشق نصفين وتخرج منها فتاة أحلامه التي من أجلها جاء إلى هنا قائلة : لاتخاف ياحبيبي إنتهى كل شيئ تعال وخذ بيدي فقال : ما الذي يجري ؟ قالت إنها قصة طويلة ، قصيها علي !!! فقالت : حكت لي تلك الجنيه الساحرة بأنها كانت يوما جالسة بين أباها وأمها وإخوتها الجن ، دار الحديث بينهم على الأنس أي علينا نحن البشر ، توصل الموضوع إلى نقطة الزواج بين الجن والأنس بأنه غير مسموح وغيرمرغوب به ، فقالت الجنية لوالدها أنا سأتزوج واحدا منهم ، قال الأب والأم هذا لايجوز ولن يتم ، أصرت الجنية على كلامها ، أخيرا قال لها أباها سأعطيك مدة ربع قرن أي 25 سنة خلالها إذا إستطعت الزواج من أحدهم قد نغير رأينا بهم وإلا سأجعل نفسي خنجرا وأدخل قلبك إذا فشلتي ، فوافقت على ذلك . ثم ودعت الجنية أهلها وجاءت إلى أرض الخطيئة ، وبدأت تحكي لي قصتها مع والدي قائلة :رأيت أباكي أحببته حبا إلى الجنون ، وأباكي لم يتجاوب معي ، لاحقته سنوات دون جدوى ، حتى أن تعرف أباكي على أمكي وتزوجا ، ومازلت ألاحقه قائلة له : لن أتركك تتهنى بأولادك . بيوم ولادتكي خطفتنكي مسحرة إياكي ووضعتكي تحت هذه الحجرة ، ذاهبة كل يوم مهددة أباكي قائلة : إما طلاقك وإما إبنتك ، لم يرضخ أباكي لتهديداتي حتى هذا اليوم ، عند عودتي من رحلتي الشاقة مع أبيكي كنت كل يوم أنتقم منه بضربكي ، إقترب الوقت الذي حدده لي أبي لم أستطيع نيل مرادي من أبيكي ، فقررت أن أقدم نفسي ضحية لكي على إخلاص أبيكي لزوجته ،سأبحث لكي أنا بنفسي على الرجل المناسب لكي ، سأتقمص شخصيتكي وسأخرج بين الشعب والشخص الأول الذي ألفت إنتباهه سيكون زوجكي ، فوقعت عليك القرعة وهذا كل ماجرى . وتوقفت البنت عن الكلام بضع دقائق ، ثم نظرت لمنير قائلة له : هل تقبلني زوجة لك ؟ نظر إليها نظرة كلها حب وحنية وقال : تعالي إلي !!أنتي ستصبحين زوجتي إلى الأبد . وتزوجا وأنجبا أولادا وعاشا بسعادة لا توصف . ماأحلى وأروع إخلاص الزوج للزوجتة وبالعكس ، لم يرضخ حتى للجنية الساحرة وإستغناءه عن إبنته من أجل حفاظ الأمانة الزوجية ، ولا أعظم من هذا . من تأليف الياس زاديكه |
#2
|
||||
|
||||
![]()
سلمت يداك وقريحتك يا أخي الياس على هذه الحبكة الجميلة وهذا التناغم بين المواقف والإثارة في طرح المفاجأة ولطالما كانت النهاية سعيدة بهذا الشكل فبكل تأكيد سيسرّ القراء لهذه النهاية. دمت لنا مؤلفاً ومبدعاً من قريحتك كل ما هو جميل.
|
#3
|
|||
|
|||
![]()
تشكرا اخ الياس على سردك لنا هذه القصة الحلوة والجميلة ونهايتها
مثلما ذكر اخينا الغالي فؤاد مشكور احلى واسعد تحية لك ونتمنى دوما تسعدنا وتمتعنا بهذه القصص والمقالات الرائعة |
#4
|
|||
|
|||
![]()
أخي فؤاد .
أختي بهيجة . كلماتكما تزيد وتنشط قوة التألق والإبداع بالكتابة عند كل من يقرأ ما تخطه أناملكما من تقدير وتشجيع . أشكركما على مروركما الجميل كجمال قلبيكما . وشكركما أخوكما ألياسكما زاديكما كي تضحوكما |
#5
|
|||
|
|||
![]()
أنا أصدق قصص الجن قصتك حلوة كتيرياأبوفرانس فظعت يعطيك العافية!
|
#6
|
|||
|
|||
![]()
شكرا عزيزتي سميرة على إطراءك المذوق
أخوكي ألياس زاديكه |
![]() |
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|