Arabic keyboard |
|
#1
|
||||
|
||||
الانتصار الكاذب تحت الرماد اللاهب. بقلم: فؤاد زاديكه
الانتصار الكاذب تحت الرماد اللاهب بقلم: فؤاد زاديكه متى؟ ... متى؟ ... متى؟
متى سيفيق العرب من سبات وهمٍ أقنعوا نفوسهم بصوابه و بصحته على الرغم من كلّ ما جرّه هذا السبات من ويلات و من تقهقر و من تخلّف على هذه الأمة العمياء؟ متى سيعيش العرب في هذا العالم غير حالمين في أنهم يعيشون في عالم آخر خارج محيط هذا الكون و أنّهم خارج حدود النقد و فوق الجميع؟ متى سيشعر العرب بحالة الجهل التي لازمتهم قروناً طويلة و هي لا تزال تقطع عليهم و أمامهم طريق أي مسعى من أجل التغيير أو التحوّل نحو ما يمكن أن يكون خطوة إيجابية و منطقية معقولة؟ أسئلة لن تجد إجابات لأنّ الرغبة في أي تغيير غير واردة و المسعى إلى التفكير في التغيير غير مسموح فهي ضربٌ من الخيانة لتراث العرب "المجيد" و فيها خطر كبير على مستقبل هذه الأمة الميّتة فكرا و حضارة و علوماً. عندما تسبب حسن نصر الله بالدمار و الخراب و الموت في الحرب التي جلبت إلى لبنان و بالرغم من كل هذا الدمار زعم نصر الله أن ما حققه تنظيمه الإرهابي هو بمثابة انتصار بل تجاوز حدود المعقول حين أطلق عليه صفة الإلهي أي نصر حزب الله كان نصرا إلهيا. منذ ذلك اليوم و بسبب طيش نصر الله و حزبه المجرم لا يزال الشعب اللبناني يعاني من مآس كثيرة و منذ ذلك التصرف غير المسئول تم عزل هذا الحزب و تقييده فلم يتمكن من إطلاق صاروخ واحد باتجاه إسرائيل. اللهم سوى بعض المحاولات التي قام بها هذا الحزب من أعمال تفجير ضد القوات الدولية في محاولة لتخويفها أو ما ظل مستمرا في قتل اللبنانيين الشرفاء على يد هذه العصابة الإجرامية. أما بشأن حماس التي أظهر إعلامها كذبا واضحا في أكثر من تصريح و دعاية إعلامية في أنهم قتلوا جنودا إسرائيليين و أسروا آخرين و كبدوا إسرائيل خسائر فادحة في الأرواح و العتاد. إنه لأمر مشين و مفزع أن يستمر هؤلاء الجهلة الحمساويون أذناب الإخوان المسلمين في مصر الذين تشربوا الدم, حتى الفلسطيني منه و الكل يعرف ما فعلته هذه العصابات الإجرامية بتنظيم فتح في غزة. إنه فاق فظاعة ما فعلته إسرائيل بهم. خرج علينا قادة حماس يخرفون و يتشدقون بما يسمونه نصرا, و لكن لم يعد هناك نصر إلهي بعد فقد أخذه منهم نصر الله فلم يبق أمامهم إلا أن يسموه نصرا نبوياً إي نسبة إلى نبيهم محمد الذي غرس في قلوبهم الأحقاد و أعمى عقولهم بما أسماه الجهاد في سبيل الله و كأن الله شخص ضعيف يحتاج إلى مساعدة و عون من حزب الله أو من حماس أو طالبان و غيرهم. آلاف القتلى وقعوا ضحية الاعتداء الإسرائيلي و آلاف الجرحى و تهديم مئات الآلاف من المنازل و تدمير شامل و تام للبنى التحتية في غزة و لا يزال الحمساويون يرفعون إصبعي النصر. يا إلهي ما هذا؟ لا شك أنهم عرب. لقد خسر العرب جميع حروبهم مع إسرائيل و كانوا في كل مرة يتحدثون و بثقة عن النصر الذي حققوه. إن حماس بفعلها غير المحسوب و غير المسئول هذا إنما هي التي تسببت في جلب كل هذا الدمار و الخراب و القتل إلى الشعب الفلسطيني المسكين في غزة لكي تقوم حماس بتنفيذ مخطط إيراني معروف و لكن الذي حصل لم يكن أبدا متوقعا. لقد توقعت حماس بأن أمهم تنظيم الإخوان المسلمين في مصر سيقوم بدعمهم بالمال و السلاح و بأنه سينزل إلى الشارع و أنه سيقلب نظام الحكم في مصر و أن صواريخ شهاب ستنطلق من إيران على كل البلدات الإسرائيلية لتلحق بها الدمار التام و تنتهي دولة إسرائيل و تزول من الخارطة. لقد خدتع إيران حماس فحتى محاولات التطويع التي رغب بها بعض المتشددين الإيرانيين للذهاب إلى غزة و تفجير أنسهم تم قمعها بفتوى من آية الله خامنئي. أليس هذا تواطؤاً واضحاً و مكشوفاً لتصفية القضية الفلسطينية؟ الم يكن هذا تلاعبا بمصير هذا الشعب المسكين من أجل تحقيق مكاسب تنتظر القيادة الأمريكية الجديدة؟ كيف يمكن القول بأن إسرائيل تقصف المدارس و المستشفيات و المساجد و المباني السكنية و بأن هذا جريمة حرب؟ أليست جريمة حرب أن يتم إطلاق صواريخ حمساوية من حفل عزاء على إسرائيل؟ لقد كانت العربية في نقل مباشر لمراسلها الذي كان يقوم بتغطية أحداث جلب جرحى من عملية قصف حقل العزاء و حين ذهب المصور إلى بعض الجرحى الذين كانوا على نقالات قال أحد هؤلاء الجرحى بألم: ليش ما نقول الصراحة؟ لقد أطلقت المقاومة صاروخين من العزاء على إسرائيل و لم نشعر إلا بأربعة صواريخ إسرائيلية تهطل علينا مما أحرج المصور و المراسل و وجدنا كيف توجه شخصان بلحى إلى الرجل على الفور و وضعا أياديهم على فمه لإسكاته (ربما يكون قتل بعد ذلك من قبل عصابة حماس الإرهابية لأنه قال الحقيقة) و من ثم طلب من مصور العربية أن يغيّر الصورة. فيما كذب أكثر من عشرة أشخاص آخرين في نفس الموقف حين قالوا لم يكن هناك إطلاق صواريخ من المقاومة. إن العصابة الحمساوية التي استخدمت البشر دروعا بشرية و أطلقت صواريخها من المدارس و من المساجد و من المستشفيات و من بين الأحياء السكنية هي التي يجب أن تحاسب على هذا و تعتبر مجرمة حرب. فلكل نتيجة سبب. في النهاية و كما يبدو واضحا من أن إسرائيل حققت كل ما كانت تنوي من حربها هذه على غزة فقد نهض العالم الغربي كله لعونها و أبدى استعداده في التضييق على حماس بحرا و برا و جوا, و هو لن يسمح بأية عمليات تهريب للأسلحة مستقبلا و ستعيش حماس في غزة, التي احتلتها بقوة السلاح في سجن هذه المرة ليس إسرائيليا بل سيكون سجنا عالميا خانقاً. كما و سوف تقام أجهزة متطورة على الحدود مع مصر لمراقبة الأنفاق و تفجيرها. و بعد اليوم لن تقوم حماس بإطلاق صاروخ واحد على إسرائيل. فهل هذا هو النصر الذي حققته حماس؟ و اليوم نسمع إسرائيل تقول أنها لن تسمح بفتح المعابر إلا متى تمّ الإفراج عن الجندي المعتقل جلعاد شاليط. العرب هم العرب البارحة و اليوم و سيكونون كذلك غدا و بعد غد. لا يستفيدون من أخطائهم. لا يقيّمون تصرفاتهم. لا يريدون الخروج من قوقعة جهلهم. و الأنكى من كل هذا و ذاك أنهم يدفعون في كل مرة أثمانا باهظة و تسمعهم يتحدثون عن النصر. هل الهزيمة و الانكسار الذي لا يزال منبعثا من تحت هذا الرماد الذي يلتهب نصرا؟ و إذا كان هذا هو النصر فكيف هي الهزيمة؟ العربي يسقط من فوق الجمل و يصير هوب هوبه! هذا مثل صحيح و هو من واقع معاش في عالم العرب المتخلف و الجاهل و الذي يكذب على نفسه و على الآخرين. |
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|