Forum of Fouad Zadieke   Arabic keyboard

العودة   Forum of Fouad Zadieke > المنتدى الادبي > زجل و شعر عامي

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 03-09-2006, 12:55 PM
Fadi Fadi غير متواجد حالياً
Titanium Member
 
تاريخ التسجيل: Jul 2005
المشاركات: 995
افتراضي شاعر البادية عمر الفرّا

شاعر البادية عمر الفرّا

ولد الشاعر الشعبي السوري عمر الفرا في مدينة تدمر ذات الطبيعة التاريخية والصحراوية ، وله طريقة أداء مميزة في الشعر، جعلت له جمهورا ً عربيا ً كبيرا ً بدأت علاقته به بعد قصيدته الشعبية المشهورة " قصة حمده " .

وعرف عن الفرا نظمه للقصائد التي تمس القضايا الاجتماعية، وتحكي قصصا ذات أهداف وأبعاد تثقيفية .

وراجت قصائده عبر شرائط " الكاسيت " لقدرته الأدائية المحببة ، ذات اللهجة البدوية الخاصة ....

ومن قصائده أيضا ً :
حديث الهيل ، الأرض إلنا ، كل ليلة ، وأصدر ديوان ا لغريب ، باللغة الفصحى .



قصيدة حمدة لشاعر البادية عمر الفرّا

مــــا أريـــــدك …
مـا أريـدك حـتـى لــو
تـذبـحـنـي بــيـــدك
مـــــا أريــــــدك
إِبن عمي … ومثـل اخـويَ
ودم وريـــــــــدي
مـــــن وريـــــدك
أمـــــا خـطــبــه
لا يـــــا عـيــنــي
لانـــــي نـعــجــه
تــشــتــريــهـــا
ولانــــي عــبـــده
مـــــن عـبــيــدك
مـــــا أريــــــدك

هــــذي الـكَُــصــه
كَُــصــة حــمـــده
حـمـده الـرمـش الـلـي
يــــتــــحـــــدّا
الرمش اللياخذ كَلـب النـاس
الــرمــش الــلـــي
مــــا عــمــرو ودّا

* * *

حــمــده جــانـــت
أجــــمـــــل ورده
بوجه الريح .. وصمدت مده
حــمــده جــانـــت
نـكَـطــه بـمـصـحـف
تحدت كـل سيـوف الـرده

الــــيـــــوم الأول
تــحــدت حــمـــده
الــيــوم الـثــانــي
صــرخــت حــمــده
الــيــوم الـثــالــث
نــزلــت دمــعـــه
اليوم الرابع .. يوم الجمعـه
دخلت أمهـا غرفـة حمـده
انـــشــــدهــــت
رجــــــفــــــت
عــيــون تــجـــذّب
كَــلـــب يـلـجـلــج
خـافــت … شــافــت
جــســـم مـثــلــج
شَــعـــر تـنــاثــر
فـــــوكَ مــخـــده
صــــاحـــــت …
جــاوب مِــرْوَد كحـلـه
ماتت حمده .. ماتـت حمـده

* * *

ثـــوب الـمـخـمـل ..
مــرايــة حــمـــده
الـمـشـط … الـبـكـلـه
كـلـهـم صــاحــو …
والـصــوت الــرايــح
مــــــــــــا ودّا
تبجي كـل رمـال الصحـرا
وتبجـي كـل بنيـه حــرّه
حـتـى طـيـر الــورور
نــــــــــــــاح
وفــــوكَ تــرابـــج
مـــــرّغ خـــــده
تـغـطّــي حــمـــده
بــــرد الـصــيــف
الـمـثــل الـســيــف
يــمّــرض عـيــنــج
خايف إنهـا تمـرض عينـج
تـعـطّــي حــمـــده
تـهـنّــي حــمــده …
هــــالأرض الــلــي
تــحــت اجـريــنــا
أكرم مِ للـي .. فـوكَ بمـده
تـهــنّــي حــمـــده

* * *

حـلـفــت أمــــي …
وكـل نـسـوان الـحـاره
شــــــهــــــدن
إنــهـــن شــافـــن
بـلـيـلــة جـمــعــه
فوكَ الكَبـر الضامـم حمـده
حلـفـن إنـهـن شـافــن
شــــمــــعــــه
الشمـعـه شمـعـة نــور
وعــــلــــيَّــــت
عليَت. عليَت .. فوكَ .. لفوكَ
لــفـــوكَ الــلـــي
مــا تـعــرف حـــده
وحلفن إنهـن سمعـن حمـده
من جـوّات الكَبـر تصيـح
تـصـيــح وتــنـــده
مـــــا أريــــــدك

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 03-09-2006, 02:12 PM
athro athro غير متواجد حالياً
VIP
 
تاريخ التسجيل: May 2006
المشاركات: 1,746
افتراضي

لا يـــــا عـيــنــي
لانـــــي نـعــجــه
تــشــتــريــهـــا
ولانــــي عــبـــده
مـــــن عـبــيــدك
مـــــا أريــــــدك

كان الها عز هالقصيده - بتذكر كانت كل الناس تردد هالقصيده بالثمانينات متل أي غنيه لما بتنشهر
شكراً لنقلك للقصيده لهالقصيده الجميله يلي ضليت اقراها أكتر من مره قبل ما أشكرك عليها
مع تحياتي أخي فادي

اثرو
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 03-09-2006, 02:20 PM
الصورة الرمزية Sabah Hakim
Sabah Hakim Sabah Hakim غير متواجد حالياً
VIP
 
تاريخ التسجيل: May 2006
المشاركات: 1,315
افتراضي



حدثتني عيناك سبع لغـــــات
يعجز الشعر عن حديث العيـون
مثلها الصبح في شروق الصحاري
مثلها السحر في الغمام الهتــون
كخيول من مطلع الشمس همـت
بوثوب أو باقتحام الحصـــون
رب سـهم بنظرة منك يغــزو
جيش فتح الإسكندر المقدونــي
فتعالي ومزقي وجه حزنـــي
وأقلقي هدأتي وفكي سجونــي
أيقظيني مللت في الصحو نومي
إن قلبي يموت عند السكـــون
وأطلقيني في عالم ليس فيـــه
من سبيل إلا طريق الجنـــون
أبعدتني شواطئ عنك كانـــت
أرهقتني وحطمت لي سفينــي
ضيعتني وتاه عني طريقـــي
شردتني ممزقا في ظنونـــي
جئت طوعا أسلمتك اليوم أمري
تستحيل الحياة إن لم تصونــي
متعب الخطو أستميحك عــذرا
لجناحيك لاجئ ظلليـنــــي
أنت أمر مقدر لوجـــــودي
كيفما شئت بعد هذا فكونـــي

محبتي


____________________
مــالــي أرى الــشــمــع يــبــكــي فــي مــواقـــده

مـن صــحــبــة الــنــارأم مــن فـــرقـــة الــعــــســـــل
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 03-09-2006, 03:24 PM
Fadi Fadi غير متواجد حالياً
Titanium Member
 
تاريخ التسجيل: Jul 2005
المشاركات: 995
افتراضي

الأخت صباح شكرا ً لإضافتك الكريمة و أتصور أنها أيضا ً للفرا ... ؟

الأخ أثرو :
بالفعل كان لهذه القصيدة ( قصة حمدة ) عز في الثمانينات ولحد الآن في كل مقابلة مع عمر الفرا يُطلب منه القاءها ... يسعدني أني ذكرتك بها وشكرا ً لمرورك


برأيي إن الشعر البدوي يبدو ظاهريا ً بسيط كبساطة بيئته لكنه في الواقع سهل ممتنع إذ لا يكفي ترديد بضعة كلمات بلهجة البدو لأنظم شعرا ً منها ، لا بد أن يكون هناك مضمون جيد و منتقى بعناية ليحاك شعريا ً بإتقان و دراية .....
رد مع اقتباس
  #5  
قديم 03-09-2006, 03:33 PM
الصورة الرمزية Sabah Hakim
Sabah Hakim Sabah Hakim غير متواجد حالياً
VIP
 
تاريخ التسجيل: May 2006
المشاركات: 1,315
افتراضي

الأخت صباح شكرا ً لإضافتك الكريمة و أتصور أنها أيضا ً للفرا ... ؟




نعم يا أخ فادي انها قصيده لعمر الفرا
محبتي




____________________
مــالــي أرى الــشــمــع يــبــكــي فــي مــواقـــده

مـن صــحــبــة الــنــارأم مــن فـــرقـــة الــعــــســـــل
رد مع اقتباس
  #6  
قديم 03-09-2006, 03:44 PM
الصورة الرمزية fouadzadieke
fouadzadieke fouadzadieke غير متواجد حالياً
Administrator
 
تاريخ التسجيل: Jun 2005
المشاركات: 46,016
افتراضي عمر الفرّا.. التمزق المتكرر لبنطالي الوحيد كان يسبب لي مواقف محرجة

شكرا لك يا فادي وشكرا لقريبتي صباح لإضاقتها وإني أنقل إليكم نصا يتحدث فيه الشاعر عمر الفرّا عن نفسه وشخصيته:


عمر الفرّا.. التمزق المتكرر لبنطالي الوحيد كان يسبب لي مواقف محرجة

رحلتي مع الفشل كانت طويلة وشاقة والطريق إلى النجاح تخللته مطبات، وإحباطات كثيرة، ذقت خلالها ألوانًا من المرارة والمفارقات.. وكان سلاحي وزوادتي آنذاك الصبر، والمضي قدمًا في سبيل المعرفة والثقافة.
أذكر أنني حين انتقلت والأهل إلى المدينة (حمص) تاركين القرية كنت نجحت إلى الصف الخامس، وهناك ولعت بالمركز الثقافي وبالنشاطات الثقافية، والشعرية على وجه التحديد وكلما حضرت أمسية شعرية كان يزداد شعوري بأنني أستطيع أن أقول ما يقوله الشعراء وأستطيع أن أكتب ما يكتبون.. لكني لم أفعل يومها ليقيني أن ما يقوله الشعراء سهلاً عليّ..
في أثناء سيري في شوارع «حمص» كانت تتملكني رغبة التوقف عند «البسطات» التي يبيع أصحابها الكتب.. أتفحص العناوين فاختار كتابًا وأقرأ حتى أشعر أن الرجل صاحب البسطة بدأ يتضايق مني، عندها أترك الكتاب وأمضي لأعود بعد يومين أو ثلاثة لأبدأ القراءة من حيث كنت انتهيت. وهكذا حتى أنهي الكتاب، وكنت ألجأ إلى هذه الطريقة المجزأة المتقطعة في القراءة لأنه لم يكن لدي وقتها ثمن الكتب.
منذ طفولتي وأنا ذو جسم قابل للسمنة وبسرعة، الأمر الذي يؤدي دائمًا إلى تمزق مؤخرة بنطالي، وكنت أطلب من أمي أن ترقعه لي - ذلك أن والدي كان رجلاً بسيطًا وفقيرًا ولم يكن بمقدوره أن يؤمن لنا حتى الحاجيات الأساسية - والتمزق المتكرر لبنطالي الوحيد كان يسبب لي مواقف محرجة أتحاشاها قدر المستطاع، فكنت مثلاً أذهب إلى المدرسة مبكرًا كي أكون أول من يدخل قاعة الدرس لأختار المقعد الأخير، وفي نهاية الدوام أخرج آخر طالب، وعندما يسأل المدرس سؤالاً أعرف جوابه، وغالبًا ما كنت أعرف، لكنني أتجنب رفع يدي خجلاً متحسرًا كي لا يستدعيني المدرس إلى «السبورة» ويرى الطلاب بنطالي المرقع.
ورافقتني حالة الفقر إلى فترة المراهقة فكنت أتحاشى التعرف على أصدقاء كي لا أضطر إلى مصروفات زائدة، حتى إني فشلت في علاقتي العاطفية كي لا أضطر إلى الذهاب إلى أمكنة تستدعي دفع النقود (سينما، مسرح، مطاعم... عدا وسائط النقل) وكنت أقضي (مشاويري) وتنقلاتي سيرًا على الأقدام.
فشلت في إتمام أو إكمال دراسة الحقوق في جامعة دمشق؛ ذلك أنه لم يكن بمقدوري تحمل نفقات الدراسة والسكن. وبعد ما فشلت في الانتساب إلى الكلية الحربية وفي القبول في معهد إعداد المعلمين ( وكان اسمه آنذاك الصف الخاص) سعيت للحصول على وكالة تعليم في حمص، وإذا أردتم الدقة، فأنا قبلت كمدرس وكيل في مدرسة لا أقول بعيدة بل بعيدة جدًا في قرية اسمها «بيارات تدمر»، ولم يكن أي من المدرسين يقبل التعليم فيها نظرًا لبعدها وظروفها الطبيعية القاسية وافتقارها إلى أدنى الخدمات. أما بالنسبة لي فكانت فرصتي الوحيدة المتاحة أمامي، فقلت لا بأس معها أتابع دراستي الجامعية وأغطي تكاليفها. وواظبت يوميًا على الذهاب إلى المدرسة ولم أتخلف يومًا واحدًا أو أتأخر ولو خمس دقائق، على الرغم من بعد القرية وافتقادها لوسائط النقل وبعدهاعن الرقابة والتفتيش التربوي. وأتذكر أنه في أحد

الأيام نزلت من الطريق العام باتجاه المدرسة (8 كم) وإذ بـ( الطوز) هذا الذي يملأ الدنيا غبارًا - نزلت وأنا لا أرى أي شيء، بدأت السير وأنا أضع (الشماخ) فوق عينيّ.. واعتقدت أني في الاتجاه الصحيح. بعد مدة وجيزة صدمني رجل يركب دراجة، لم يكن كلانا يرى الآخر فسألني من أنت؟ قلت له: أنا مدرس «بيارات تدمر» فقال لي: إنك تسير في الاتجاه الخاطئ ودلني على الطريق الصحيح، هو ابن المنطقة ويعرفها. كانت الرمال الهائجة قد غيرت معالم كل شيء وكميات منها تكومت في غرفَتَي المدرسة ( غرفة التلاميذ وغرفتي)، المدرسة التي تقبع في العراء لا سور لها ولا جدار ولا ساحة. واليوم وبعد كل هذه السنوات أتساءل ما الذي كان يدفعني لعدم التأخر أو التغيب عن المدرسة.. هل كانت التربية والأخلاق، أم الفقر الذي كنت أعيشه؟ وخشيتي أن يعرف ذلك مفتشو التربية والتعليم وأطرد من وظيفتي.
في نهاية العام الدراسي سافرت إلى دمشق إيذانًا بالتقدم إلى الامتحانات الجامعية وفي اعتقادي أن الامتحان الجامعي مثل امتحان «البكالوريا» أو «الكفاءة»، وإذا كان وصولي إلى قاعة الامتحان تطلب في اليوم الأول الكثير من السؤال والركض والضياع هنا وهناك فإن اليوم الامتحاني الثاني كان مختلفًا، فقد ذهبت فيه واثقًا إلى المكان والمقعد نفسيهما وإذ بالمراقب يقول لي: «مكانك ليس هنا... عليك أن تذهب إلى المعرض» ذهلت وبدأت أفكر أي معرض يقصد؟ وأين يكون هذا المعرض؟
وبدأت رحلة الركض مجددًا إلى أن وصلت بعد استقصاء وتقص لكن الوقت كان تداركني والامتحان بدأ ومنعت من الدخول.. حاولت ففشلت. وهنا كانت نهاية علاقتي بالجامعة ذقت خلالها في دمشق مرارة التعب والإرهاق جوعًا وبردًا والتسكع في الشوارع والنوم في الجوامع، وما زلت أذكر لحظات الجوع واشتهاء سندويشة الفلافل، ولحظات الإرهاق والحاجة إلى الراحة، فكنت أعود في اليوم نفسه بعد أن أتمم ما عليّ إتمامه وأستقل باصات (الهوب هوب) المزدحمة والمتكررة التوقف.. وهي نفسها الباصات التي كنت استقللتها فيما بعد لأنتقل إلى المدن الأخرى حينما أدعى إلى المشاركة في الأمسيات الشعرية التي كنت أحصل في كل منها على مبلغ/150/ ل.س، أدفع نصفه تكاليف السفر ويبقى لي نصفه الآخر.. وكنت أعتبره مبلغًا كبيرًا أقدمه كمصروف بيت لزوجتي التي تسعد وإياي بهذا المبلغ الذي هو في حقيقته مبلغ ضئيل جدًا.
أما اليوم فالأمور تغيرت، الشهرة تغير كل شيء، يقال (إذا كنت مسمار لازم تلقى وإذا كنت مطرقة لازم تدق) وقد وصلت إلى مرحلة (المطرقة) والحمد لله. وكما قلت سابقًا كانت أمنيتي أن يكون لدي مكان في دمشق لكي أرتاح فيه قليلاً، وعندما صار عندي بيت أصبت بالتهاب مفاصل يمنعني من السفر والحركة، وبهذه المناسبة أتقدم بالشكر إلى صاحب السمو الملكي الأمير عبد العزيز بن فهد، الأمير الفارس، فعند علمه بأني مصاب باحتشاء في القلب عام 2002م أرسل إلي دعوة للسفر إلى المملكة العربية السعودية أنا ومن أشاء لمرافقتي فأخذت أسرتي كلها. واستضافنا في أحد الفنادق ذات النجوم الخمس، وأجريت لي العملية في مشفى الملك فيصل التخصصي واهتم بصحتي، وهي فرصة أغتنمها لأقدم إلى سموه الشكر الجزيل.
بدأت كتابة الشعر وأنا في الصف الثامن وأذكر أول قصيدة لي قلت فيها:
ولقد رأيت حبيبتي بعد السهر
ترنو بطرف ناعس نحو القمر
والورد كللها بعاطر طيبه

وبدت كظبي جالس بين الزهر
فدنوت منها صامتًا فتبسمت
وجلست قرب حبيبتي تحت الشجر
وتكلمت بدلالها وحيائها
نار الهوى في أضلعي لا تستقر
فطلبت منها قبلة فتلعثمت
ودنت وقالت ذاك عيب يا عمر
لم أتجرأ بداية على أن أخبر أحدًا من أهلي أو جيراني أني أكتب الشعر، والوحيد الذي كان يعرف هو زوجتي، كنت أخاف أن أتهم بالجنون. والمرة الأولى التي عرفوا فيها أني أكتب الشعر رأوني في التلفزيون، ومن ثم هبطت عليهم محترمًا معروفًا فصاروا يهابون هذا الموضوع وهذا الشخص الذي يظهر على الشاشة ولسان حالهم يقول لو لم يكن معترفًا به لما ظهر على التلفزيون، وقبل ذلك لم يكن أحد يعرف ذلك أبدًا، حتى أبي وأمي لم يكن عندهما علم لأنهما لو عرفا لسخرا مني وضحكا عليّ تبعًا للبيئة وظروفها والمجتمع المعزول.
فالفشل تكرر كثيرًا في حياتي كلها وعلى الأصعدة كافة إلا على صعيد الشعر، فقد شاركت في مهرجانات كثيرة على امتداد الوطن العربي من أقصاه إلى أقصاه وفي عدد من الدول الأوروبية والأمريكية وسبق ذلك مراحل طويلة من الجد والتعب حتى وصلت إلى ما وصلت إليه من شهرة، ولو حدث مرة واحدة أن دعيت إلى أمسية شعرية ولم يتقبل الناس شعري فلن ألقي الشعر طوال حياتي، وفيما لو كان الحضور (12-13) شخصًا كما نرى في كثير من الحالات فلن أصعد المنابر بعد ذلك ما حييت، وسيكون ذلك هو الفشل الذي لا نجاح بعده.. أقول هذا الكلام لأنني اعتدت الحضور الجماهيري الكثيف، وأستغرب ـ دون انتقاص من قيمة أحد ـ كيف أن شاعرًا يستطيع أن يقرأ الشعر على المنبر لعشرة أشخاص وهم على الأغلب أقرباؤه.
على الرغم من شهرتي وشجاعتي فإن الخجل يرافقني في كل حياتي وربما الحاجة هي التي ولدت هذا الخجل، وقد تسألون عن أي شجاعة أتحدث فأقول: حينما حصلت على «البكالوريا» ودرّست سنتين كمعلم وكيل وقد دعيت آنذاك إلى الجيش لأداء الخدمة الإلزامية وأنا لم أثبت نفسي في موقع معين بعد وكنت قد فشلت في الجامعة كما أسلفت، فذهبت يومها إلى وزير التربية (تصوروا طالبًا منذ عقود يذهب إلى الوزير) قرعت بابه بكل جرأة وقلت له: يا سيادة الوزير أنا تقدمت إلى كل المسابقات التي أعلن عنها في البلد ولم أقبل في أيٍّ منها، فسألني: لماذا؟.. قلت له: (لأنو ما لي حدا، تقدمت للصف الخاص فلم أقبل).. فما كان منه إلا أن قام بتعييني في الصف الخاص. وهكذا كانت جرأتي سببًا في قبولي في وظيفة دائمة.
مرت عليّ فترة من الفترات كانت كتابة الشعر بالنسبة لي مثل شرب الماء، في أي لحظة يمكن أن أكتب، كتبت وكتبت.. لكن الكثير مما كتبته ضاع إلى أن طلب مني السيد العماد مصطفى طلاس (وزير الدفاع السابق) أن أحضر له قصائدي، وطبع لي ديواني الأول في دار طلاس «مشكورًا»، وزاد على ذلك بأن أهداني مكتبة عامرة تضم أمهات الكتب، وبذلك تمكنت من تعويض أولادي عن كل ما حرمت منه.
من أجمل المديح الذي سمعته في شعري ما قاله الرئيس حافظ الأسد رحمه الله إن شعر عمر الفرا يعادل فرقة دبابة. فالشعر له دور كبير في المعركة، وأنا كتبت الكثير للوطن والأرض والانتفاضة، بالإضافة إلى

القصائد الاجتماعية التي تناولت فيها قضايا المجتمع بشكل مباشر: إجبار الفتاة على الزواج ممن لا تريد أو من ابن عمها (الحيار).. (الثأر).. (القمار).. (الطلاق).
وقد كان لهذه القصائد الأثر الذي أريد في البيئة والمجتمع، وقد غيرت في تفكير الناس ما أردت تغييره. من حوالي خمس سنوات وفي ريف حمص كان هناك أسرة تريد إجبار ابنتها على الزواج من ابن عمها فرفضت وقالت لأهلها (أنا ماني أقل من حمده) فالقصيدة دخلت إلى بيوت الكثير من الناس وتركت أثرها فيهم.. إضافة إلى أن قصائدي مقروءة ومحفوظة من قبل الصغار وبالتالي دخلت الباب الواسع، لكني فاشل من الناحية التسويقية. فأنا على استعداد أن أقف على المنابر وأمام حشود من الناس وأقرأ المئات من القصائد لكني لا أعرف كيف أسوق ديوانًا أو حتى قصيدة. نزار قباني مثلاً استطاع أن يصبح ثريًا جدًا من وراء دواوينه حين عمل دار نشر في بيروت وكان يطبع ويبيع.. أنا لا أعرف. وأنا أعترف بأن الفشل كان رفيقي في كثير من الأحيان بسبب إمكانياتي المحدودة وبسبب آخر ( أني غير مدعوم.. ما إلي حدا) ليس لي عشيرة قوية.. ليس لي أهل أو متنفذون يقفون معي (أو ليس لدي ما أشد به أزري) لذلك كنت دائمًا محبطًا. تربيتي أصلاً فقيرة ومعدمة وخاطئة، ولكن الجميل بعد كل هذه الصعوبات والإحباطات أن يصل الشخص - أن يصل إلى مكان رفيع وأن يشعر أنه وصل بمحض جهوده وتعبه.
وأشكر الله كثيرًا لكل ما وصلت إليه من مكانة وشهرة فأنا الآن أستطيع طرق أي باب من أبواب المسؤولين عربًا أو سوريين، وأعرف أنه سيفتح ويلبى طلبي لأني أصلاً دخلت كل البيوت عبر شعري ودواويني، وحتى من ليس لديه اهتمام بالشعر لا بد أن يكون أحد أفراد أسرته مهتمًا به ويعرف عمر الفرا ويحفظ بعض قصائده، وبالتالي صار لي مكانة واحترام لديهم ولاسيما أني في كل ما كتبته توجهت إليهم كتبت لهم وعنهم، حتى عندما أكتب عن الوطن فالكل معني بذلك لأن الوطن وطن الجميع، وربما ما أفعل هو أن أجسد مشاعري ومشاعرالآخرين تجاه الوطن.
الوطن العربي هو وطني الكبير الذي أحب وسوريا وطني الصغير الذي أنتمي إليه وحمص بلدتي الرائعة التي ولدت ونشأت فيها.
أخذت مني حمص الكثير فقد كتبت عن غير شخص فيها..
(كوثر الصبية التي أصيبت بالسرطان) و(نصر النشيواتي) القائد العسكري المسلح أيام الاستعمار الفرنسي وأحد كبار الثوار والمناضلين.. واليوم حين أسافر إلى بلدان العالم المختلفة فإني أحمل حمص معي أحسها تسكنني كما أسكنها، ومن المعروف عنها أنها مدينة وادعة تحنو على سكانها وفقرائها.
من طفولتي البعيدة لا أذكر سوى التعاسة والفقر وقد يسألني أحدهم ماذا تذكر عن بيتكم الريفي فأقول لم يكن لدينا بيت ريفي لأنه أصلاً لم يكن لدينا بيت.
فالبيت الذي كنت أسكنه في القرية كان لأخوالي أهل أمي.. بيت فقير في بيئة فقيرة بعيدة خارج حدود خط المطر، لا يوجد فيها شيء من معالم الحياة، وحين أفكر الآن كيف يعيش الناس هناك أقول لنفسي إنهم يعيشون بالاعتبار ليس إلا. وبغير ذلك لا يمكن تفسير استمرار إقامتهم في منطقة لا يسقط فيها المطرإلا كل ثلاثة عشر عامًا أو أكثر. وحاليًا منعت الزراعة والفلاحة فيها كي لا تتصحر. لكل هذه الأسباب لم يكن في طفولتي أي وجه من وجوه السعادة، وحين انتقلنا إلى حمص لم يكن الحال أفضل بكثير، حتى بعد أن تزوجت وامتلكت بيتًا خاصًا

فقد كان بيتًا صغيرًا في ضاحية نائية وفقيرة، وكان لزوجتي حلم أو أمنية متكررة، كانت تقول لي دائمًا لو أن هذا البيت «مسور» لو أن له باب دار يجعلنا نشعر قليلاً بالاستقلالية. وأحمد الله كثيرًا لأن كل أحلامنا تحققت وها نحن نعيش في بيت يفيض عن حاجتنا والحمد لله.
تحضرني من سنة 1977م ذكرى لا أعرف إن كان يجب أن أصفها بالمحزنة أم المؤسفة أم غير المعقولة.
ففي تلك السنة أقامت وزارة الإعلام مسابقة للمذيعين فتقدمت إليها لأن أصدقائي كانوا يقولون لي صوتك إذاعي، أذكر حينها أن عدد المتقدمين كان حوالي 500 شخص وكانت تجري المسابقة عن طريق التصفيات كل مرة يخرج عدد ويبقى الناجحون ليدخلوا في مسابقة جديدة وهكذا... وفي كل مرة كان ترتيبي الأول حتى انتهت المسابقة فقالوا لنا اذهبوا إلى بيوتكم وسنبعث لكم طلبات قبولكم للالتحاق بالعمل.. وكنت من الأوائل، كان وزير الإعلام حينها أحمد إسكندر أحمد. ومن عام 1977م وحتى الآن وأنا أنتظر من وزارة الإعلام طلب الالتحاق بالعمل!.. وصادقًا أقول إن هناك أشخاصًا ممن تقدموا معنا وفشلوا طلبوهم بعد ذلك وأنا وغيري نراهم على الشاشة، نسمعهم في الإذاعة وأنا أعرفهم بالأسماء ولكن لا داعي لذكر الأسماء، وأنا أستغرب حالات كهذه و أعزوها للفقر وعدم وجود السند.
وبلا خجل أقول ما لم أستطع تحقيقه لنفسي حققته لابني، وبما أنني فشلت في أن أصبح مذيعًا لأنه ليس لديّ أحد يدعمني فقد كنت هذا (الأحد) الذي دعم (نزار الفرا) ابني، نعم وبلا خجل دعمت ابني وساعدته على الوصول إلى هدفه، ولكن صادقًا أقول لو لم أجد لديه المؤهلات التي تجعل منه مذيعًا ناجحًا لما ساعدته، لكني ربيته جيدًا واستمعت إليه وخبرت قدراته لذلك نصحته بأن يصبح مذيعًا وساعدته في هذا المجال..
مساعدتي لا تقتصر على أبنائي، فمعظم الناس الذين يقصدونني للمساعدة أبذل كل جهدي لهم، ففي كل مرة يأتيني شخص أشعر بشعوره لأني طالما كنت بحاجة إلى المساعدة والسند، وإذ أتذكر حرقتي لأن أحدًا لم يكن بجانبي أحاول أن أكون بجانب الجميع. حين أتذكر أبي وأمي وهم يطرقون أبواب الناس ويتحسرون من فقرهم وضعفهم أحاول تجنيب الناس هذه الحسرة، وأحمد الله كثيرًا أنه كتب لي النجاح في كل المرات التي حاولت فيها مساعدة الآخرين، ولا أذكر أن أحدًا من المتنفذين أو المسؤولين قدم لي وعودًا كاذبة. كل الذين اتصلت بهم طلبًا لمساعدة الآخرين كانوا متعاونين وخيّرين، وفي هذا البلد الطيب من تقول له مرحبًا يقول لك مئة مرحبا فيبقى له عندك 99 مرحبا.. حين نتكلم عن الفشل القومي فإننا نتكلم عن الفشل العام -الخاص- ولكن تختلف طريقة تعاطينا مع هذا الفشل. سنة 1967م كنت عسكريًا وكان اختصاصي ألغام في منطقة الجبهة في الخط الأول وشاركت في المعركة وكتبت في تلك الفترة:
الأرض إلنا ولا نساوم على خطوة
ولا نفاوض على النخوة
اللي يساوم... يبتعد عنا
غريب اللهجة.. نعرفها
ما هو منّا
يا حيفك يا الــ تظن ظنون
أبعد عنك الظنة

ترانا ما تناسينا
أصبر من جمل احنا
وأغدر من جمل احنا
لو إن صحنا... تلاقي للأرض رنة
الأرض إلنا
يقولوا عني متطرف
يقولوا عني متخلف
يقولوا عني متصوف
عرب احنا.. وعرب كنا.. وعرب
ما زالت الصحرا نلاقيها
تساوي ألف جنة
الأرض إلنا من أولها لتاليها
لعاليها..لواديها
وكل اللي انسلخ منا
وكل اللي غدا عنا
لآخر قطرة من دمنا
ننادي بصوتنا العالي
الأرض إلنا.. الأرض إلنا.. الأرض إلنا
بالمناسبة أنا جذوري بدوية أنتمي لعشائر بني صخر عشيرة (الخوشان) والبدوي له ميزات، يحب كثيرًا ويكره كثيرًا.. صبور وحقود وفي ذلك يقول الجاحظ: «كل إنسان يتخلق بصفات الحيوانات التي يأكل من لحومها».
أبناء المناطق السهلية لطيفو المزاج والطباع لأنهم يأكلون لحوم الأغنام، أبناء الجبال سريعو الغضب والعصبية لأنهم يأكلون لحوم الماعز، البدوي صبور وحقود لأنه يأكل من لحوم الجمال، فأنا متطرف جدًا في قصائدي وحياتي. أنا لا أساوم على عروبتي، لا أساوم على وطني، بكل قصائدي هذا «التطرف» حتى في قصائد الحب. فمثلاً حمده تقول «ما أريدك ما أريدك حتى لو تذبحني بإيدك».
وأنا أعيش هذا «التطرف» منذ خلقت حتى الآن.
أكتب عادة بعد الواحدة ليلاً حتى الخامسة صباحًا أي حتى انبلاج الفجر. وأجمل ما أكتبه عادة أكتبه في اللحظات المدهشة التي يشق فيها الفجر قلب الليل وينبلج بهدوء ممتزجًا ثم مزيحًا العتمة.. ولا أخفيكم أني أعاني حاليًا قلة الزخم وأعزو ذلك إلى حالتي الصحية والمرض الذي يسبب لي الألم وانشغال الفكر بشكل شبه دائم، فأنا أذكر أنه مرت عليّ فترة كنت أكتب في الأسبوع الواحد قصيدتين والآن في السنتين لم أكتب قصيدتين.
وعلى الرغم من ذلك أقول إن القصيدة حين تأتي.. تأتي بدون استئذان وبلا موعد وما أجمل حضور القصيدة.. القصيدة مدهشة.. وقد أسأل كيف تحدد شكل القصيدة؟.. فأقول إنها تختار موعدها وتختار

زينتها وتختار كحلتها وثيابها.
القصيدة ملكة تختار مفرداتها إن كانت محكية أو فصيحة، عمودية أو حديثة. لي صديق قال لي ذات يوم أنا أسمع وأرى عمر الفرّا في القصائد الفصيحة والعامية أي أني استطعت إيصال ما أريد والتأثير فيمن أريد بكل الأشكال التي كتبت فيها.
والشاعر عندما يكتب يظل نَفَسه في القصيدة مهما كان شكلها. أما إذا ما تميزت قصيدة عن أخرى أو أحبها القراء فأنا أعتبر ذلك نجومية للقصيدة صاحب الفضل فيها هو الله. بالنسبة لي قد تكون قصيدة «حمده» هي الأشهر بين قصائدي وفي كل مرة أذهب فيها إلى مهرجان أو أمسية لا بد أن يطلب مني إلقاؤها رغم أن الكثير من قصائدي أجمل منها. حين أقف على المنبر أحاول أن أعطي القصيدة شيئًا من روحي، ثم لا بد أن أحمد الله كثيرًا لكل ما منحني إياه من صفات نفسية وجسدية فأنا أعتبر أن لطولي وضخامتي وحتى لشكل فمي علاقة بتأثيري في المستمعين.
أعود بالذاكرة إلى فشلي في دراسة الحقوق فحين سجلت في الحقوق لم يكن اختياري بل قدري لأن مجموعي هو ما فرض عليّ أن أسجل في الحقوق وليس رغبة في الحقوق نفسها، بل أذكر حينها أن حلمي الأكبر كان الجامعة بكل ما فيها وبكل ما أسمعه عنها: محاضرات.. مدرجات كبيرة.. شابات جميلات.. أصدقاء.. أذكر أني كنت أحسد كل من يذهب إلى الجامعة ولم يقدر لي الله وقتها أن أحقق هذا الحلم فانتسبت إلى الصف الخاص وحين صرت مدرسًا كان راتبي 210 ليرات، ومن ذلك الراتب اشتريت خزانة وسريرًا وحتى طقم لغرفة الجلوس.
تزوجت بطريقة تقليدية وبظروف صعبة وقد كنا صغارًا أنا وزوجتي التي هي أصلاً ابنة عمي، كان عمري 23 سنة وعمرها 13 سنة، لكن حياتنا كتب لها النجاح والحمد لله وكانت لي نعم الزوجة ورفيقة الحياة. حاولت تمرير شريط حياتي أمامي لألتقط نقاط الفشل لكن حياتي كلها أو قسمًا كبيرًا منها على ما أظن ( فشل بفشل). وأنا الآن راض عما حققته لأسرتي وعما يحققه أولادي وربما بشكل غير مباشر حاولت تعويض ما فقدته عبر أبنائي، فالكبير يعمل مذيعًا في التلفزيون والثاني دخل كلية الحقوق.
ما آخذه على أولادي أنهم لا يدركون أحيانًا النعمة التي نعيشها الآن، ربما لأنهم لا يستطيعون أن يتخيلوا الحالة المزرية التي مررنا بها سابقًا..
والدتي رحمها الله كانت تضع الطعام في صينية واحدة تضعها على الأرض (ونتربع) حولها ونمد أيدينا جميعًا إلى طبق واحد وليس لكل طبقه كالحال الآن، ولم نكن نقوم حين نشبع بل حين ينتهي الطعام، وغالبًا ما كان ينتهي قبل أن نشبع.
حقق لي الشعر الكثير وأوصلني إلى أماكن لم أكن أتصور أني سأصل إليها.. لقد طرت على أجنحة الكلمات وزرت بلدانًا.. وبلدانًا.
رد مع اقتباس
  #7  
قديم 04-09-2006, 03:50 AM
الياس زاديكه الياس زاديكه غير متواجد حالياً
Super Moderator
 
تاريخ التسجيل: Jul 2005
المشاركات: 14,102
افتراضي

تشكر ياغالي يافادي على هذه القصيده الجميلة لعمر الفرا ،، والتي كان لها أثرا كبيرا في نفوس الكثيرون والتي أحتلت مكانة خاصة في قلوب الناس والشعر البدوي ..
فعلا يافادي عمر الفرا كان شاعرا مرموقا ،، يسمع أحاسيسه للناس بقلب العشق الصافية .. وليس كما نحن عليه اليوم من شعراء يرقعون البنطلون مع القميص ويدعون بأن أصبح لديهم طقما ..
يلبقون كل كلمة من مكان ولمصالحهم الشخصية ويدعون أنفسهم شعراء ،،، هذه هي مشكلة المنتديات أصبحت ساحة للكل كي يعلنون دعاياتهم التي وفي النهاية ليست إلا دعايات وستبقى دعايات لا أكثر ولا أقل ،، لأنها ليست إلا مصالح شخصية ..لم نعد نعرف من هو الشاعر !!!!
فأين نحن من شعراء زمان .. يحلو بهم الشعر ويتغنى ..
وتشكر ياغالي
تقديري ومحبتي
طوالستان
رد مع اقتباس
  #8  
قديم 04-09-2006, 06:06 PM
Malki Morad Herdan Malki Morad Herdan غير متواجد حالياً
VIP
 
تاريخ التسجيل: Aug 2005
المشاركات: 1,334
افتراضي

.
الثأر

اغلي السمن يمّا ..
اغلي السمن.. تايشتعل
واحمي حديده عالجمر
وصبّي السمن جوا الجرح ..
ما تنحمل نارة علق جوا الجرح
دبّي الصوت وانعي للبشر كلهم
وليد? يايما فارس وميت غدر
يومين
يومين يما والجرح مفتوح ..
حل? حيه بشهور ?يظ وشوبت
تلوق ين?ط سمها تنام الخلاي? كلها والحيه يما ما ظمت
احط جويفا تبلعها
احط عُطّابه تلسعها
و يجوني الناس ي?رولي
باسم الشافي
باسم الكافي
باسم المعافي
و تنام الناس ..
ودمي يغرق لحافي
والحيه يما ما ظمت
اح?يلك يا يما شو صار وكلام الح? عليه الله
كنت سارح بالغنم ع?ب الصبح .
والشمس ?امت تنفضح
وعليت شويه تا غدت طول الرمح
جاني ملثم عصب خشومو الزعل
واني اهلّي من بدالي تاوصل
يالله حيا الضيف يالله حيا الضيف
من هو مدل ياوصل
?لّي عاروحك وخنجرو بصدري دخل
دخل بضلوعي لنصابه
سلاح ال?رابه
يا يما ما اصعب صوابه..
واصيح بوجهه خبرني
على اي شي جاي تذبحني
على ميّه..
على نا?ه..
عشان بنيّه عشاقه ...
لا لي علم ولا لي خبر
لالي خصيم من البشر
يمّا
انا تحرم عليا شربة الفنجان
و?عودي بالديوان
وم?ابلة الرجال
ويعلى عاراسي ع?ال
والسكنه ببيوت الشعر
ان ?ان لي علم وخبر
وان ?ان لي زليت كلام ح? عليه الله
نسيت اخبر?..

الخنجر ل?يته مو بعيد عني
ول?يت بنصلتو ميله
اظنه يعتذر مني
وهسه بخاطر? يمّه

وليدي وليدي
اشوفك ساكت وليدي
لا لا لا نايم حبيبي
لا تجعدونه نومه حبيبي للضحى
ونوم العرايس للضحى
اني اعرفه ينام وهو مذبل عيونه
خلوه متهني الحلو عر?ان على خديدو الندي
شابووووش لعريس العشيرة وعريسنا اليوم ولدي ..
وين الصبايا يزغردن عريسنا اليوم ولدي
وين الشباب يهلهلو عريسنا اليوم ولدي
ولويش المي لا لا لا
لويش المي
شيلو المي يخزن الجرح يعمل الجرح لا تغسلونو
ولويش النعش لا لا لا خلوني مع وليدي اتركونو
وليدي مات
وليدي مات
نوْسو الشمس..
اطفو ال?مر..
سوده على كل البشر
سوده على كل العرب
سوده على كل المحاكم والكتب
و سوده عليكم بالارض
و سودا عليكم بالسما
وشابووووووووش لكل ?لب يتاخد بثاره زلمه ........

.
رد مع اقتباس
  #9  
قديم 05-09-2006, 05:05 PM
يعقوب لحدو يعقوب لحدو غير متواجد حالياً
Power-User
 
تاريخ التسجيل: Mar 2006
الدولة: kamishli
المشاركات: 171
افتراضي

سلام ومحبة يا أخ فادي :
قصيدة رائعة للشاعر الرائع عمر الفرا , منذ زمن طويل وأنا أقرأ له أشعاره فهو من الشعراء الذين احترمهم وأحبهم إلى درجة كبيرة والآن لا يسعني إلا أن أقدم لك شكري الجزيل على نقل هذه القصيدة التي أحبها كثيراً سلمتْ يداك ودمتً ...
رد مع اقتباس
  #10  
قديم 05-09-2006, 06:33 PM
Fadi Fadi غير متواجد حالياً
Titanium Member
 
تاريخ التسجيل: Jul 2005
المشاركات: 995
افتراضي

العفو أخي يعقوب هذا بعض ما عندكم ...

أشكرك و أشكر كل من مر على الموضوع و استمتع معي بقراءة الشعر البدوي الذي يجيده عمر الفرا و يكتبه على أصوله بمضمون جميل و رفيع يرتقي بهذا النوع من الشعر من مجرد صف بضعة كلمات بلهجة البدو وراء بعضها و السلام ... ثم عنونتها بال?صيدة ....
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:30 AM.


Powered by vBulletin Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
Translation by Support-ar
Copyright by Fouad Zadieke