Forum of Fouad Zadieke   Arabic keyboard

العودة   Forum of Fouad Zadieke > المنتدى الادبي > خواطر و مشاعر

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 30-07-2006, 06:38 PM
SabriYousef SabriYousef غير متواجد حالياً
Silver Member
 
تاريخ التسجيل: Jun 2005
المشاركات: 594
افتراضي ردّ على الاستاذ سليم حول أبناء المهجر

الأستاذ العزيز سليم غريب

تحية يا صديقي
بادئ ذي بدء هذه التي سمَّيتها خاطرة غير مناسبة للنشر لأنها تؤذي عن قصد أو غير قصد مشاعر مئات بل آلاف المهاجرين والمغتربين الذين يكنّون كل المحبة والتواصل الحميم لأوطانهم ومساقط رؤوسهم، ربّما أكثر بكثير ممن هم في أوطانهم، لأن الغربة والحنين يشدّهم إلى مرابع الطفولة والصبا، ناهيك عن أن أسباب الهجرة والاغتراب عديدة ولا حصر لها، فكما أن هناك الكثير ممن هاجر من دنيا الشرق إلى عالم الغرب واسكندفاية وأوربا، هناك الكثير الكثير من السويد وأوربا يهاجرون إلى بلدان أخرى طلباً لمزيد من الهدوء والاستقرار وتحسين سبل العيش، أو طلباً لتغيير الأجواء والى آخر ما هنالك من الأسباب ..
أعود وأتوقَّف عند بعض تصوُّراتكَ حول الأسباب التي دفعت بعض المهاجرين للهجرة وقلت:
يا لطموحه الجشع في بعض الأحيان!
صديقي، الطموح لا يدرج في سياق الجشاعة! الطموح حق شرعي ومنطقي لدى بني البشر كل البشر، وكل من ليس له طموحاً لتحسين أوضاعه على أي صعيد يرغبها ويتمنَّاها ويراها مناسبة هو إنسان جامد وخمول وغير متجدِّد وغير حضاري وغير تطوري وغير منطقي وغير عملي!
لم تتقاذفه أمواج الطمع نحو بلاد الغربة بل جذبته أمواج العيش الكريم والحضارة المتقدمة وكرامة الانسان وحرية الحياة إلى أوج ما يطمح إليه!
ولم يذهب المغترب كما تظن إلى حيث الترف والبذخ والمجون! فالترف والبذخ والمجون موجود في بلاد الكون وإنّما ذهب إلى حيث المستقبل الكريم والحرية المفتوحة على شهقة الشمس، وإلى الهدوء والاستقرار، وإلى تحقيق مستقبل أفضل لأبنائه وحياته على كافة الأصعدة!
الطريف بالأمر أنكَ أشرتَ إلى مسألة العمل، والأطرف من هذا قولكَ: أنه أي المغترب بدون عمل في أكثر الأحيان! هل تعلم يا صديقي أن اللاعمل له هنا، له حياة كريمة وضمان اجتماعي وطبابة ومستقبل أكثر من الذين يعملون في كل بلدان العالم الثالث بدون اسثناء خاصة ذوي الدخل المحدود وهو محدود جدّاً، وإلا كيف يتوافد مئات العائلات في فترات عطلتهم الصيفية من بلاد الاغتراب حاملين معهم آلاف المؤلفة من الكرونات والدولارات والفرنكات السويسرية واليوروات والعملات الصعبة وهي أكبر دخل ومردود سياحي للوطن الأم؟! هل هبطت عليهم من السماء؟! ان هذه الأموال هي حق من حقوقهم وهي إحدى نتاجات عيشهم الكريم والرفاهية التي لا يمكن أن تتحقق حتى في أحلام الإنسان في دنيا العالم الثالث!
أيُّ عملٍ محبّز أو غير محبّز تتحدَّث عنه؟!
صديقي، العمل مقدس، أي عمل يكون، ثم أن الذين لا يعملون وعاطلين عن العمل يعيشون في بحبوحة فكيف الذين يعملون إضافة إلى أن الذين يجتهدون وأغلبهم يجتهدون خاصة الجيل الجديد فبكل بساطة ممكن أن يحققوا حضوراَ يرفع الرأس إلى أن يصل إلى مرحلة وزير دولة أو أكثر كما حقق أحد المغتربين وهو ابراهيم بيلان وزيرا للتربية والشباب على مستوى السويد، فنحن لسنا في وارد المقارنة ما بين السويد والعالم الثالث ولا بين أوربا والعالم الثالث، ببساطة المقارنة غير واردة إطلاقاً، لأن الفارق بين بلدان أوربا والعالم الثالث هي قرون من الزمان من حيث ما يتم تحقيقه للإنسان على كافة الاصعدة من دون أي استثناء! فمثلاً المواطن العاجز، المقعد في السويد يكلف الدولة السويدية أرقاما خيالية ما بين خمسين إلى مائة ألف كرون سويدي شهرياً وأحياناً أكثر، وهذا الرقم لا يُقدَّم إلى مائة عاجز ومقعد في العالم الثالث وأسمح لي أن أقول أن دول الكثير من بلدان العالم الثالث تحتاج إلى قرون كي تفهم معنى الإنسان والحياة والعيش الكريم!
وتضيف مندهشاً غريب أمرهم وعجيب تصرفهم! وأنا بدوري أندهش على إندهاشكِ! وإلا لماذا لدى أغلبيّة أصدقائي وأحبائي في دنيا الوطن بما فيهم أسرتي وأقربائي الاستعداد أن يخصصوا ويرصدوا الأخضر واليابس وما يملكون وما لا يملكون كي يصلوا إلى السويد أو أية دولة أخرى من دول الغرب ما لم يجدوا أن هناك مستقبلاً أقرب ما يكون للخيال ينتظرهم عندما تستقر بهم الأحوال في هذه البلاد؟!
مَن قال لكَ أن المغترب يفقد كلّ ما لديه من أجل المال؟! ومَن قال لكَ أن المغتربين هاجروا من لأجل المال فقط؟! هناك عشرات الاسباب التي دفعت المغترب كي يغامر ويغترب وربما يكون الاقتصاد وتحسين أوضاعه أحد الأسباب لكنها ليست الأولى والأخيرة!
وأكثر ما أغاظني هو تساؤلكَ: وما نفع المال عندما يفتقد الإنسان لكرامته وحرّيته أو عندما تطمس شخصيته؟! وانطباعكَ يا عزيزي عبر هذا التساؤل هو عكس الواقع الذي يعيشه المغترب تماماً حيث أن الكرامة والحرية والشخصية من بديهيات العيش في البلد الجديد وأصلاً لولا هذه المميزات لما قصد المغترب عالم الاغتراب؟!
أطمئنكَ يا صديقي أن كرامتنا وحريتنا وشخصيتنا محفوظة ومصانة إلى درجة تفوق الخيال؟!
وأودُّ أن أشير إلى أنني قبلت اعتذاركَ الذي نوّهت إليه في نهاية ما سمَّيته خاطرة، ولفت انتباهي قولكَ أن الخاطرة كانت مجرد رأي كتبتها منذ أكثر من عقد من الزمن!
أسألكَ الآن: هل توافقني الرأي يا صديقي أن وجهة نظركَ التي كتبتها منذ أكثر من عقد من الزمن لا تناسب ما نراه الآن، من خلال ما حقَّقه ويحقِّقه المغترب؟!
من جهة أخرى أودّ الإشارة إلى أنه إلى جانب كل ما أشرتُ إليه حول إيجابيات الغربة والهجرة إلا أن هناك بعض السلبيات وربما هذه السلبيات لا أهمية لها لما يتوفر من إيجابيات، ومن السلبيات التي ربما يعدها البعض كارثة الكوارث مع انني من جهتي لا أعدها سلبيات بقدر ما أعدها طريقة وأسلوب الحياة الجديدة في البلد الجديد، وهي أن الجيل الجديد في بلاد الغربة لربما يتكلم بلغة الدولة الجديدة أكثر مما يتكلم بلغة الأم وأنه مع الزمن يسلك سلوكاً أشبه ما يكون بسلوك وأسلوب ما يسلكه الأوربي وربما هذا يغيظ بعض المهاجرين أو بعض ممن هم في الوطن الأم، من جهتي أعتبر هذا الأمر إحدى ضريبة الهجرة والغربة لكنها ضريبة غير ضارة على أية حال، ثم أن الحياة أينما كنّا في تغيير وتجديد فلِمَ لا نعتبر هذه التغيُّرات من سنن الحياة إضافة إلى أن الجيل الجديد يصبح بطريقة أو بأخرى جزءاً من نسيج المجتمع الذي يعيش فيه ناهيك عن أن المغترب له حرية الاختيار والعيش بالطريقة التي يريدها فما يريد الجيل الجديد أن يفعله ويحققه عائد له، وهذا ينسحب علينا عندما كنّا في الوطن الأم، هل كنّا نطبق رؤى وتوجهات آبائنا بحذافيرها، أتذكر جيداً أنَّني كنتُ في صراع دائم واختلاف دائم مع والدي في طريقة التفكير ومع الجيل العتيق القديم وليس لأنه عتيق وقديم بل لأن كل جيل له طريقة تفكيره في الزمان والمكان الذي يعيش فيه!
يستهويني أخيراً أن أشير إلى أمرٍ ربما يكون شاهداً مناسباً في الكثير مما ذهبت إليه في دنيا الاغتراب!
لو نظرنا مثلا إلى آل زاديكه، وهم أصدقائي وأصدقائك، ممَّن هاجروا على مراحل! والجميع يعرف ويشهد أن كل آل زاديكة من أذكى الأذكياء في ديريك! وكانوا منتجين وفعالين وحققوا ما لم يحققه الكثير في ديريك! بإختصار هاجروا طلباً لتحسين أوضاعهم ولتحقيق مستقبلهم، ولعشرات الأسباب الأخرى، أتساءل: لو ظل آل زاديكه في ديريك لما كنّا نتواصل الآن مع بعضنا من خلال موقع الصديق فؤاد زاديكه الذي نتواصل عبره الآن، لأن بكل بساطة مؤسس الموقع هو ابن عزيزنا فؤاد وهو مهندس ومبرمج كومبيوتر وأخيه الثاني أيضا مهندس وصديقنا يشتغل عن أحد أولاده وقد حقق أولاده وألاد البقية الباقية من آل زاديكه ما لم يحققه فؤاد نفسه! وباختصار شديد، ما حققته عائلة آل زاديكه ككل في بلاد الاغتراب من كافة النواحي لا يمكن لهم ان يحققونها لو عاشوا في الوطن الأم ديريك قرناً كاملاً؟! فهم على أقل تقدير أنتجوا ما لا يقل عن مليون دولار، بحسب تقديراتي! وليست مهمة تقديراتي الآن ولا يهمني ولا أظن أنّه يهمهم الآن في هذا السياق لغة الملايين، لكن فقط أتساءل ماذا كانوا سيحققوا لو ظلوا في ديريك؟! أعتقد أقصى حلم لهم كان سيكون شراء كل فرد منهم مقسم أرض في مكان ما من ديريك ثم بناء هذه الأرض بطريقة ترهق كاهلهم؟! فيا صديقي لا أنسى أبداً كيف كان أديب زاديكه وهو مراهق يفوز أحياناً على الصديق نعيم إيليا في الشطرنج ، في الوقت الذي كان هذا الأخير قد فاز في إحدى الدورات على بطولة الجمهورية للرجال في الشطرنج، فلماذا لا يكون أديب زاديكه إذا في موقع الرعاية لربما يصبح لاعباً عالمياً طالما يتفوق على بطل الجمهورية وهو مراهق؟! وعندك آلاف الحالات والحالات مثل الحالة الزاديكية، ولست أنا بصدد المقارنة وإنما فقط بصدد الردّ على وجهات نظركَ وانطباعكَ الذي كان منذ أكثر من عقد من الزمن!
وأخيراً وليس آخراً: تصوَّر ما حقَّقه أحد طلابي الرائعين، وهو جان شمعون الحلاق، حيث فاز على بطولة أوروبا لكمال الأجسام للرجال مرتين متتاليتين وكنت بصدد إعداد حوار تلفزيوني معه لأنه كان بصدد الإعداد والتحضير لخوض مباريات كمال الأجسام على مستوى العالم! وإتصلت معه شخصياً للتأكد مما كنتُ أقرأه عبر الشبكة العنكبوتية، فقال لي نعم يا أستاذ أنا حصلت على بطولة أوروبا لكمال الأجسام وأحضّر فعلاً لبطولة العالم!
فيا صديقي هل جان شمعون الحلاق جاء إلى أروبا من أجل المال والبحث عن الترف والبذخ والمجون؟! انه تدرّب يومياً عشرات الساعات إلى أن حقق هذا الفوز الرائع الذي نفتخر به لأنه من مسقط رأسنا ومن الوطن الأم، وهل لو ظل في ديريك كان سيحقق بطولة على مستوى قرى ديريك؟!
ببساطة كلّنا، وأنا شخصيّاً أعتزّ في مسقط رأسي، وأحب ديريك على فقرها وروعتها وعلاتها وآهاتها، وكتبت عشرات القصص والقصائد على ديريك وعلى الوطن، وأحب الوطن وكلّ الأوطان، ولا أخفي عليك ولا على القارئ العزيز أنني انتمي إلى وطن اسمه القصيدة، اسمه الإنسان، اسمه الكون، اسمه التطوير والتجديد، اسمه الحق والعدالة، اسمه المحبّة!

مع خالص مودّتي وإحترامي
صبري يوسف ـ ستوكهولم
sabriyousef1@hotmail.com
www.sabriyousef.com

http://www.rezgar.com/m.asp?i=10

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 30-07-2006, 11:47 PM
سليم سليم غير متواجد حالياً
Senior Member
 
تاريخ التسجيل: May 2006
المشاركات: 70
افتراضي

الأخ والصديق والزميل في تدريس مادة التربية القومية الشا عر والكاتب العريق صبري يوسف المحترم
أشكرك جزيل الشكر على مرورك وعلى رأيك الذي أحترم وأجل 000 ولن أعلق على ما جاء في ردك ألاّ أنني أحترم كل ما كتبت ونقدك لما كتبته أنا حول موضوع أهلنا وأحبائنا في بلاد المهجر 00 فقط أريد أن أقول لك بأن كتابة الخاطرة أو سميها ما شئت كان قبل 11 سنة 0 وأوكد لك ولكل من يشعر بما تشعر به بأنني لم ولن أقصد أحداً بعينه وفهمك كفاية 00 تحياتي لك من القلب متمنياً لك النجاح والتوفيق كما كنت هنا 0000أخوك سليم غريب

التعديل الأخير تم بواسطة سليم ; 30-07-2006 الساعة 11:49 PM
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 31-07-2006, 02:28 AM
SabriYousef SabriYousef غير متواجد حالياً
Silver Member
 
تاريخ التسجيل: Jun 2005
المشاركات: 594
افتراضي

الصديق العزيز الأستاذ سليم غريب

تحية
أحييك من القلب على رحابة صدركَ كما عهدتكَ ..
كانت (خاطرتكَ) وجهة نظر وردودي كانت وجهة نظر أيضاً، وكلّما اختلفنا في رؤانا، اقتربنا أكثر إلى جراح الحقيقة!
لا تنسَ أن تبلّغ التحية للأحبّة كل الأحبة

مع خالص المودّة والاحترام
صبري يوسف ـ ستوكهولم
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:33 AM.


Powered by vBulletin Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd
Translation by Support-ar
Copyright by Fouad Zadieke