![]() |
Arabic keyboard |
#1
|
||||
|
||||
![]() ما هي جمعةُ الآلامِ؟ بقلم: فؤاد زاديكى جمعة الآلام، المعروفة أيضًا بالجمعة العظيمة، هي يوم محوريّ في الإيمان المسيحي، يُحيي فيه المؤمنون ذكرى صلب الرّبّ المسيح و موته على الصّليب من أجل فداء البشرية. في هذا اليوم، يتأمّل المسيحيون في محبّة الله العظيمة، التي تجلّت في بذل ابنه الوحيد، يسوع المسيح، لخلاص البشر من خطاياهم. تبدأ أحداث جمعة الآلام بمحاكمة يسوع أمام بيلاطس البنطي، حيث يُحكم عليه بالصُلب رغم براءته. يتعرّض للجلد و السّخرية، ثم يُجبر على حمل صليبه إلى موضع الجلجثة، حيث يُصلب بين لصّين. على الصليب، يعاني آلامًا جسدية و روحية عظيمة، حتى يُسلم الروح عند الساعة التاسعة (حوالي الثالثة بعد الظهر). في هذا اليوم، تُقام صلوات خاصّة في الكنائس مثل "صلوات الساعة" و "تراتيل الآلام" و "السجود للصليب"، حيث يركّز المؤمنون على كلّ لحظة من لحظات العذاب، التي مرّ بها السيد المسيح. تُقرأ فصول من الأناجيل الأربعة، التي تسرد حادثة الصلب بالتفصيل. كما يُعتبر هذا اليوم يوم صيام و انقطاع عن الطعام، تعبيرًا عن الحزن و التأمّل في آلام المسيح. تُظهر جمعة الآلام محبّة الله العظمى التي لا تُقاس، إذ "هكذا أحب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد" (يوحنا 3:16). و تُمثّل ذروة خطة الخلاص الإلهية: أن يتجسّد الله في شخص يسوع المسيح، و يحمل خطايا العالم، و يُفدي البشر بدمه الكريم. كما تُعطي معنى جديدًا للألم، إذ أصبح الألم شريكًا في طريق القداسة و الخلاص، و تُجسّد معنى الطاعة الكاملة للآب، إذ قال المسيح: "لتكن لا إرادتي بل إرادتك". جمعة الآلام ليست مجرد ذكرى حزينة، بل هي دعوة للتأمل في محبة الله، و للتوبة، و للرجاء. إنّها لحظة مقدّسة يعيش فيها المسيحيّ اتّحادًا مع آلام الرب، منتظرًا بفرح القيامة، التي تأتي في فجر الأحد المجيد، ليُعلن الانتصار على الموت و الخطيئة. جمعة آلام تكون بركة و خلاصًا في حياتكم أحبّتي |
![]() |
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|