مجلس بيث نهرين القومي: مسعانا في العراق الجديد نحو المطالبة بسلطة حكم ذاتي لشعبنا الأ

[fouadzadieke]

مجلس بيث نهرين القومي: مسعانا في العراق الجديد نحو المطالبة بسلطة حكم ذاتي لشعبنا الأغر

مجلس بيث نهرين القومي - الهيئة التنفيذيَّة - عن عنكاوا



على أثر التطورات والمستجدَّات التي طرأت في الآونة الأخيرة على الشرق الأوسط، دخل شعبنا أيضاً من جرَّائها مرحلة جديدة من الإنطلاق والتجدد في تطلعه لمستقبله السياسي ميدانياًّ وإقليمياًّ، وللإجابة على متطلَّبات هذه المرحلة الرَّاهنة وتحقيقاً للنصر القومي والإجتماعي من خلالها، تدعو الحاجة الملحَّة بنا إلى إحداث تحولات جذريَّة على الأصعدة السياسيَّة والثقافيَّة والتنظيميَّة. وضمن هذا النطاق، ينبغي تفعيل نشاطنا السياسي في قضايا متعددة وبالتعاون مع الشعوب والقوى السياسيَّة في الإقليم من أجل الوصول إلى هدفنا المشترك وزيادة الوعي وتعزيز الثقة بين صفوفنا، لذلك نعتقد ضمن أولوياتنا اليوميَّة بأنَّ واجبنا الرَّئيس يتمثل في بناء قواعد متينة لهدف نشر الوعي واليقظة بين شرائح وكوادر شعبنا وضمان كسب ثقة الشعوب الأخرى في الإقليم التي تقاسمنا العيش المشترك، وترسيخ فاعليَّة الإنجازات التي سيحققها نضالنا على طريق الديمقراطيَّة في الإقليم، ولهذا فإنَّ شعبنا بكل مؤسَّساته يجدر بهم أن يقدموا كفاحاً كبيراً في سبيل ذلك، كما ينبغي علينا خاصَّة نتيجة التطورات الأخيرة الحاصلة في العراق، تعزيز إرادة شعبنا وبأفضل الوسائل المتاحة في حصوله على سلطة حكم ذاتي. وتتجسَّد جلَّ غايتنا بعد تفعيل دورنا لتحقيق هذا الإنجاز مع الأخذ بعين الإعتبار وحدة شعبنا القوميَّة وخصوصيَّاته إلى جانب الشعوب الأخرى التي نحيا معها في تكريس دعائم النظام الأمني وتوطيده. ويعلم كل امرىءٍ حتى اليوم، كم ألحقت القوى والقيادات المتعاقبة وفي سائر نواحي الإقليم من الظلم والطغيان والإجحاف من خلال سياساتها المستبدَّة وسلوكها الجَّائر بحق شعبها، وكم وقفت مناهضة لمختلف أنواع التقدم والتطور، ممَّا أضحى هذا الوضع المتردي سبباً في إلحاق الشر والغبن بثقافات عديدة وفقدانها بذلك الغنى الحضاري المادي والمعنوي، لذا ففي الفترة المقبلة من حياتنا، يجب أن تتمثل إرادة كل فرد منَّا في العمل من أجل تضميد الجراح وإخماد نيران العداء والإحتقان الطَّائفي والَّلحاق بركب التقدم العلمي والثقافي باتجاه تحقيق الديمقراطيَّة، والعمل أيضاً للإعتراف بالعقائد الدينيَّة والمجامع العرقيَّة الإثنيَّة وتوفير حياة يعمها الأمن والإستقرار. وليكن معلوماً لدى الجَّميع أنَّ أيَّ نشاط يمارس أو عمل مخالف لما أشرنا إليه آنفاً، سوف يقود القوى الديمقراطيَّة وشعوب الإقليم إلى بؤرة من الخلل والتأزم الطَّائفي، ومهما كانت النتائج والعواقب إلاَّ أنَّ الضرورة تحتم علينا عدم إتاحة المجال أمام القوى الرَّجعيَّة المتعطشة لصنوف الشرور والفساد واقتناصها الفرص لتنفث فساداً على الأرض. وتتبلور رؤيتنا الإستراتيجيَّة نحن مجلس بيث نهرين القومي من خلال الدراسات التي أجريت حول مشروع سلطة الحكم الذاتي الذي تتحدَّد صيغته النهائيَّة ومعالمه الأساسيَّة بناءً على الوضع الرَّاهن لشعبنا وذلك ضمن نظام فيدرالي في العراق بالشَّكل التالي "يعتبر شعبنا أحد أهم الشعوب الأساسيَّة في تركيبة العراق السياسيَّة، وعلاوة عن كونه واحد من أقدم الشعوب في المنطقة، فهو لديه دور كبير وبارز في بناء وخلق الحضارة المدنيَّة في العراق بالرَّغم من تعرضه في الفترة التي تخلَّلت بين تأسيس العراق والإطاحة بنظام صدَّام الديكتاتوري إلى عمليَّات من التَّطهير العرقي، كما مورست بحقه سياسات التَّنكيل والتعسف والتَّهميش بالإضافة إلى سرقة ونهب قيمه الجَّوهريَّة التَّاريخيَّة منها والثقافيَّة. وبعد سقوط نظام صدَّام البائد في التاسع من نيسان ألفين وثلاثة بتدخل الجَّيش الأميركي وقوَّات التحالف المتعددة الجنسيَّات، أتيح المجال لبناء عراق حر ديمقراطي. غير أنَّ السبيل إلى ذلك يلقى مقاومة عنيفة من قوى التخلف والرَّجعيَّة التي تريد العودة بالنظام القديم، لذلك أسفرت الأمور عن مقتل الآلاف من أبناء شعبنا وإرغام مئات الآلاف منهم أيضاً على ترك منازلهم وهجرة وطنهم، ولأنَّ منفذو تلك الهجمات هم أصحاب العقليَّة الشوفينيَّة المتخلفة، فلم يتبق لهم مكان بين رموز السَّاحة السياسيَّة وباتوا في طي النسيان. ويناهض مجلس بيث نهرين القومي الذي يدعو إلى عراق فيدرالي ديمقراطي قائم على ثقافات متعددة كلَّ موقف معاد أو فعل مغرض يؤدي إلى اقتلاع الحريَّات وحقوق الشعوب، ويؤجج النعرات الطَّائفيَّة ويلهب سعيرها. ولأجل إحقاق العدالة والإنصاف بين شعوب العراق والتخلص من آثار الجور والظلم التي نتجت على مر التاريخ وفق الشروط والإمكانات المتوفرة في الوقت الحاضر، فإنَّ تفويض شعبنا سلطة حكم ذاتي هو حق طبيعي ومشروع، ولكي يتبنَّى هذا الحق صيغة قانونيَّة مصادق عليها، ينبغي إدراجه في مسوَّدة دستور الدَّولة وضمان اعتماده رسمياًّ. وينبغي عدم إتاحة الفرص للعمل على شرذمة شعبنا وتجزئة وفصله عن الواقع الجغرافي الحالي الذي يحيا بين تضاريسه والمتمثل بشمال العراق ابتداءً من سهل نينوى وصولاً إلى الحدود السوريَّة والتركيَّة، لذا فنحن نطالب برسم الحدود الجغرافيَّة وتبيان الشَّكل الإداري للسلطة التي سيتم تفويضها لشعبنا وتدوينها في دستوري حكومة إقليم كردستان والحكومة الفيدراليَّة في العراق، كما نطالب أيضاً باعتماد الأسماء "كلداني سرياني آشوري" على اعتبارها تسميات شعب واحد ضمن كلمة جامعة لهم بإسم "صورويو" في هذين الدستورين وذلك لتلافي المباحثات الجَّارية بشأنها. وستغدو هذه الطَّلبات والدَّعوات عوناً حقيقياًّ سيساهم في تأسيس دعائم النظام الديمقراطي وتقوية المجامع العرقيَّة الثقافيَّة والقوميَّة التي ستكون بدورها أيضاً عوناً وعضداً للعرب والاكراد والتركمان وغيرهم، وقوَّة فذة لفيدراليَّة العراق وإقليم كردستان. ويمنح هذا الزمن الذي نعيشه اليوم الإمكانات المؤاتية ليستطيع من خلالها شعبنا قيادة نفسه بحريَّة مطلقة. ويفتقد شعبنا حتى اليوم إلى الوطن الذي يحكمه ولا يحكم هو فيه، فقد عانى على مر الأزمان من إخفاء معالمه الحضاريَّة وضرب هويَّته القوميَّة، أحياناً بمحاولات التعسف والإستبداد وأحياناً أخرى بأحداث العنف والهجمات التي تستهدفه، ونتيجة لذلك تزعزعت قواه الأساسيَّة. ويتوجَّب أن تتجسَّد أجندة شعبنا القاطن في الوطن وبلاد الإغتراب في محاولة منه للإستفادة من هذه الإمكانيَّات المتاحة بالفوز بمشروع سلطة حكم ذاتي في العراق. وانطلاقاً من ذلك، فإنَّ المسؤوليَّة الملقاة على عاتق كل فرد تكمن في تجاوبه الإيجابي مع هذا الطموح ومناهضة الأعمال التي قد تضر بنضالنا. إلى ذلك ندعو القوى العالمية للإجابة على مطلب شعبنا هذا.

Published: 2007-06-22