Forum of Fouad Zadieke   Arabic keyboard

العودة   Forum of Fouad Zadieke > المنتدى الثقافي > أخبار الفن و أغاني > أخبار الفن

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 31-08-2011, 12:09 PM
kestantin Chamoun kestantin Chamoun غير متواجد حالياً
Master
 
تاريخ التسجيل: Jul 2005
المشاركات: 6,847
افتراضي في ألف كلمة.. لماذا أحببنا شابلن؟ ,,,,عدنان يعقوب القره غولي

31-8-2011 7:12:39
شابلن في "أضواء المدينة"
في ألف كلمة.. لماذا أحببنا شابلن؟




عدنان يعقوب القره غولي

حقا لماذا احببنا هذا الفنان.. ببساطة لأن شخصية شابلن المتشردة تمثلاً الصمود.. صمود الانسان المشرد في وجه أرصدة وأوراق وول ستريت.. انسان من لحم ودمى ولد في عصر البخار والأزمنة الحديثة وزحام الثورة الصناعية وعاصر حربين عالميتين وما له غير لحمه ودمه في مواجهة عصر جديد.

انسان عليه أن يبقى شامخا يتحدى ثروات ناطحات السحاب في مدينته رغم ضآلته فكان أرفع منها وأغنى بانسانيته. إنه أشبه بالفأر الذي تحدى كل وحوش البرية طيلة ملايين السنين ليبقى عبر ذكائه وتكاثره المستمر المثل الحي للتحدي في صراعه من أجل البقاء.

تحدت شخصية المتشرد العصر الصناعي المضطرد النمو عبر كفاح انسانها في الهروب والتحايل على قوانينها المكبلة لحريته عبر معظم أفلامه وتجلى ذلك بوضوح في فيلمه الشهير "الأزمنة الحديثة".

تطرق النقاد في أمريكا والعالم كثيرأً لشابلن من وجه نظر سينمائية بحتة وتطرقوا الى نقده الساخر عبر فنه لكن نبل الشخصية التي جسدها وانسانيتها وواقعيتها لم تنل النصيب الكافي من النقد وقد أهمل - وربما بتعمد - وخاصة في فترة الماركثية وما بعدها.

هذا "الفأر" شابلن كان يلين ويناور في وجه الحياة كعصاه التي لازمته في أفلامه فهي تطوى وتلين حسب الموقف من أجل البقاء ولهذا لا أرى أنه اختار العصا عبثا رديفا لشخصيته.

قبعته التي يرفعها لكل سيدة ويتصرف كجنتلمان ولكل سيد حين يخطيء ليعتذر كأنه يريد أن يقول إني شخص مسالم أريد أن أعيش في الحياة دون أن أقلق أحد فدعوني أعيش كذلك.

هو متشرد يريد الحياة بكرامة كالآخرين لهذا رغم تشرده لم تفارقه ربطة العنق - وان كانت ملابسه متهرئة- ولازمه الحذاء رغم كثرة ثقوبه ولم يظهر حافيا ولن ينسى التحلي بوردة في جيب سترته العلوي رغم كونه يلتقط أعقاب السجائر من الأرض، فهذا لا يمنعه أن يبقى انسانا، فالحضارة هي التي جعلته يلتقط عقب السيجارة الملفوظ لأنه هو نفسه لفظته الحياة ككلب على الهامش "فيلم حياة كلب" ورغم ذلك يطارده القانون لأن القانون لا يرضى بالتشرد.

ولكونه فأرا يريد الصمود في عالم القطط السمان فأنت تراه يتملق الشرطة والقانون أحياناً وفي أقرب فرصة يركلهم بقدمه فنتعاطف معه لأنه يضرب نظاماً جائراً يحاسب الفقراء على سرقتهم فتات قوتهم ولا يحاسب من يسرقون الملايين. الشرطي كان عدوه اللدود في أفلامه لأنه الرمز الذي يمثل القانون المكبل لحرية كل من يريد العيش حرا والشرطي هو الذريعة للنظام الاجتماعي الحديث للسيطرة على المستضعفين بواسطته وباسم القانون.

النظام الاجتماعي رضي ان يجوع شابلن وصبيه "فيلم الصبي" ويقنع بالبطالة فيما لا يسمح له بايجاد الفرصة للعمل عبر كسر زجاج النوافذ ومن ثم اصلاحه كما يحلو ان يجدا لهما عملاً يرتزقون منه ليسدوا جوعهم فتلاحقهم الشرطة وترانا نضحك ونقف الى جانب شابلن في معركته متضامنين معه ضد الشرطة والنظام.

لقد أراد شابلن أن يناقشنا في هذا الموقف فهو يقول لنا ألا يقوم هذا النظام الاجتماعي باختلاق الحروب ليبيع ماكنته العسكرية ويملأ جيوبه فلماذا اذا فعلتها انا الفقير يلاحقوني؟

لقد تصدى لكل سلطة تقيد الانسان وأبرزها سلطة الأفكار لهذا تراه قد شن حرباً شعواء ضد هتلر في فيلمه "الدكتاتور العظيم" الذي سخر به من هتلر وأفكاره ونال عليه شرف الحكم بالاعدام من قبل هتلر حيث أصدر الفوهرر أمراً بذلك.

في كل انسان منا شابلن.. انسان يعجز بالحياة وتعجز به حين تذيقه مرارتها فيسير وحيداً يطرق الطرقات يبحث عن من يسانده في هذه الوحدة وان كان شابلن المتشرد قد استعان بعصاه في التساير مع الحياة فانه بحاجة الى الصديق والحبية "اضواء المدينة" كونه انسان مثل الاخرين وفي هذا الفيلم يطرح فكرة الصداقة مع الارستقراطية عبر المنتحر السكير.. أراد أن يقول لنا إن صداقة الرأسمالية للشعوب تخضع للظروف، في الصحوة والسكر.

لم يكن شابلن ممثلاً أو مخرجاً عاديا، ولم يكن عظيماً كممثل ومخرج فقط بل كان عظيماً كفيلسوف ايضا، ناقش ابسط البسطاء بفنه السينمائي واخضع فكرة الانسان المتشرد كنموذج ليناقش احلاماً كبرى وافكاراً عظمى لذا تراه ابرز المتهمين في عصر المكارثية التي اضطر على اثرها لمغادرة امريكا معلناً ان لا يعود اليها مرة اخرى وقد فعل، ليموت في سويسراً ككهل لا يقوى على سحب خطاه والناس مشغولة في عيد الكرسماس لعام 1977 فيذكرنا بوحدته في ليلة عيد الميلاد بفيلمه "البحث عن الذهب" حين يبقى وحيدأ في هذه الليلة ولا تأتي من يحبها كما وعدته فيذهب الى المرقص حين يرى الناس غارقين في سعادتهم يرقصون فيما ينظر هو إليهم بلباس المشرد بحزن في احدى أروع صور السينما المعبرة في القرن العشرين.

شابلن يشمخ بانسانيته، فهي التي تدفعه للشموخ وخوض صراع غير متكأفيء من أجل الحياة للآخرين فتراه يتاجر بجسده في مباراة بالملاكمة غير متكافئة من أجل انسانة أحبها "أضواء المدينة" حين يتخلى عنه الارستقراطي بعد صحى من نوبة سكر فنكره. أراد شابلن أن يعيد النور الى عينيها وبعد كل ما فعل وقد وجد أن عينيها قد عانقها النور يعيش حالة من نكران الذات اذ لا يخبرها بأنه هو من قدم لها المال لاستعـــــــــــادة عيناها.

نحب شابلن لأنه يعبر عن الانسان الطيب الكائن داخل نفوسنا الذي يعاني سحق العصر له بآلاته واضطرابه ومتناقضاته وجبروته. هذه الحالة صورها شابلن بلحاقه بالآلة كي يسايرها في سرعتها حتى يدخل محركها كي يرضي صاحب العمل يثور بعدها ويقتاد الى مستشفى الامراض العقلية تحت ضغط العصر والماكنة والزمن الذي يأخذه من أحلامه بشرب حليب من بقرة صباحا في فطوره هو واسرته.. فهو الانسان الذي يحلم بالعودة الى الطبيعة "الأزمنة الحديثة".

وفي فيلم آخر هو "الانسان" الذي يعتبر أعتى مجرم بنظر القانون وتفتح له فرص الهرب التي يقدمها له سجانه فلا يفهم معنى الهروب -كونه انسان قيد بالقوانين التي يجب ان تطاع كما تعلّم خلال حياته - و يرضى بقائه سجينا لان المجتمع رآه كذلك ويجب ان يقبل بذلك.

انه الانسان الذي يقوده سوء حظه الى السجون التي صنعها التطور المادي للمجتمع فيعتبره القانون قائداً لمظاهرة ثورية حين يحمل راية سقطت من شاحنة يريد ايصالها لصاحبها فيتبعه حشد من المتظاهرين ولا تجد الشرطة غيره .. هذا المسالم البريء لتجعله الضحية.

لقد مثل شابلن كل جراحنا نحن البشر ومقالتي هذه هي دعوة لاستذكار هذا الانسان الجليل ودعوة للاجيال الجديدة التي –ربما- لم تفهم من شابلن الا الكوميديا بحد ذاتها ولم تتعمق في المحتوى الفكري لسينما شابلن ورسالتها.

وباختصار شابلن مثل شخصية رغم ضعفها تحدت العصر بكل تعقيداته بغناها الانساني فانتصرت عليه.
الصور المرفقة
نوع الملف: jpg 259989_10150226123603208_659933207_7292111_1690111_n.jpg‏ (59.7 كيلوبايت, المشاهدات 1)
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 04:55 AM.


Powered by vBulletin Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
Translation by Support-ar
Copyright by Fouad Zadieke