![]() |
Arabic keyboard |
#1
|
|||
|
|||
![]()
حدثنا الفراتي عن ابي شحط الاندلسي قائلا : حين كانت الدابة تصك اجلكم الله عن السير كانت تجلد ببضعة هراوات او توضع امامها حفنة من الحشيش لتتابع سيرها وكان هذا لا يكلف الراكب مالاً او جهداً وان ارادت تلك الدابة كحمار جحا اجلكم الله التمرد على صاحبها فما كان منها الا ان تركله ركلة او تقذفه ارضا
اما الان فالأمر مختلف فأن الدولة المتقدمة حضاريا ً وعلميا ً وتكنولوجيا ً تتسابق لتحديث أفضل المراكب الفضائية كي تشق عنان الفضاء لكتشاف المجهول والاتيان بالعلم المأمول هذه الدول تضحي بالغالي والنفيس لغرضها العلمي ولاكتشاف افاق جديدة قد تفتح امام الأجيال القادمة حياة افضل وعلما ً احدث والمفارقة مذهلة بيننا وبينهم اذ نحن هنا في القامشلي نسعى لسباق ماراثون ولو على حساب راحة الاخرين ولو دون هدف ايجابي نسعى اليه فأن الصواريخ العابرة للقارات والمركبات الفضائية الهائلة لا تقارن بمركباتنا النارية اذ تنطلق بسرعة جنونية لتشق عباب الشوارع مخلفة وراءها زوابع غبارية ورملية تحط على رؤوس المارة دون هوادها اين الثرى من الثرية نحن في سباق يؤدي بنا الى السجون حيث يشحط الشاب عندنا شحطا ً بعد ان يكون قد شفط تشفيطا ً في شوارع المدينة العامرة بالمارة والاطفال يا للغي والطيش الشبابي يمتطي هذا الجواد الارعن مركبته اقصد الموتوسيكل لا لكتشاف الحقائق المجهولة وانما لكتشاف اكبر عدد من الفتيات ولفت انظارهن مخلفا ً خلفه حوادث والكوارث التي قد تؤدي بحياته وحياة الاخرين ان كلمة شحط شحطا ً وشفط شفطا ً دارجة على السنة العامة وعبارة شحطه الله شحطا ً الى بيت (خالتو) بات القصد منها معروفا ً هذا نهيك عت الزعيق والتزمير الذي يوقظ السكارى من سكرتهم هذا الانحراف الشبابي ماهو الا نتيجة حتمية لانتشار ظاهرة البطالة والعطالة المتفشية في مجتمعاتنا ذات الامكانيات المحدودة سواء على مستوى الافراد حملت الشهادات او على مستوى الافراد الذين فشلوا في التحصيل العلمي والفارق بين الفئتين ان ذو الشهادات اكثر تعقلا ً وسعيا ً وراء العمل واقل خطورة من هؤلاء الصيّع لا عمل .. لا مجال يشعرهم بكرامتهم وانسانيتهم سعيد الحظ من يحظى بعمل والانكى من ذلك ترى الصيّع من الشباب يتلطون في زوايا الليل ويجوبون الطرقات بالموتورات ولا عمل لديهم سوى تشويه سمعة الفتيات المحصنات بالاخلاق فالويل لمن تشيح بوجهها عنهم ما عليهم سوى التقاط الصور عبر المبايل ولو في الشارع لمجرد الانتقام ............... هذا الانحلال الخلقي والفكري وتوقف العقل ضمن حدود معينة نتيجة حتمية للبطالة هذه الظاهرة اللعينة اقبح أفة من أفات المجتمع أن الاوان لتدارك خطورة البطالة من قبل المسؤولين اما على الصعيد الاسري فالمشاحنات والخلافات بين الاباء والابناء على قدم وساق وتزداد الهوة عمقا ً بينهما عندما يمتنع الاباء عن تلبية حاجات ابنائهم الغير ضرورية كمثل شراء المبايلات كنا نتوقع من التقدم التكنولوجي فتح مجالات عمل لابنائنا الا ان هذا التقدم ساعد على استنزاف تعب السنين وكد اليمين وخاصة ان فرص العمل قليلة وكما قال الفيتوري (الملايين افاقت من كراها........ما تراها ملأ الافق صداها ) وكما غنت احداهن بسك تجي حارتنا ........وتتلطى بالقراني عينك على جارتنا ولا .............. عينك علينا صدقت فالتسكع والتلطي في زوايا اليل والشحط والتشحيط شحطهم الله في شوارع المدينة لا يقل مهزلة عما يجري في شوارع شيكاغو وعنطزاتها اما على المستوى الانثوي فالوطأة اخف حيث شاباتنا يكملن تعليمهن والمحظوظة من تفتح لها ابواب العمل واما الاخريات يقبعن في بيوتهن ملتزمات باعمال البيت وانتاج ما يحلو من الفنون النسوية اليدوية بانتظار ما يحمله لهن المستقبل هل من لوم على شاباتنا وشبابنابالسعي نحو الهجرة عن طريق زواج غير متكافيء عذراً سأتوقف فهناك من يشفط ويشحط في الشارع ويوقف زخ القلم |
مواقع النشر (المفضلة) |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|