![]() |
Arabic keyboard |
#1
|
||||
|
||||
![]() الفَقرُ في ظِلِّ الجهلِ
الشاعر السوري فؤاد زاديكى أَتَنْسَى أنّنا لَازَمْنَا فَقْرَا ... أخي, و الفَقرُ زادَ العُمْرَ قَهْرَا؟ يُقَالُ الفَقرُ ما عَيبٌ و لكنْ ... بِهِ ما مُؤلِمٌ إنْ دامَ دَهْرَا يُحِسُّ المَرءُ ضَعْفًا مَعْنَوِيًّا ... كَدُونِيٍّ هُوَ المَفْقُودُ قَدْرَا يُعانِي حاجةً لا بُرْءَ مِنها ... كَدَاءٍ قَصَّرَ الأعمارَ عُمْرَا أَأنْسَى؟ كيفَ أنسَى مثلَ هذا؟ ... و لكنّ اصطِبَارِي زاد صَبْرَا بِبُلدانٍ بها العاداتُ رَبٌّ ... كَمَعْبُودٍ يَرَونَ الفَقْرَ كُفْرَا و أمَّا أغنِيَاءُ المالِ مهما ... أضَلُّوا, أضْمَرُوا سُوءًا و شَرَّا فَهُمْ في هذهِ البُلدانِ قَومٌ ... لَهُمْ كُلُ اعتِبَارٍ قد أُقِرَّا إذا هُم أخطَؤوا في أيِّ أمرٍ ... فَتَبْرِيرَاتُهُمْ تَجتَازُ أمْرَا يَسُودُ الجَهلُ, تَسْتَعصِي عُقُولٌ ... على الإدراكِ بانَ الأمرُ جَهْرَا فَهَلْ في واقِعِ الأحكامِ بَعضٌ ... مِنَ التّغييرِ كي نَخْتَطَّ سِفْرَا جَدِيدًا زاهِيًا يَختالُ عَدلًا ... فَلَا يُبقِي لدى الإنسانِ مُرَّا؟ |
#2
|
||||
|
||||
![]()
القصيدة التي قدمتها تحمل معانٍ عميقة جدًا، وتجمع بين التعبير البلاغي القوي والرسالة الاجتماعية المهمة حول الفقر و الجهل و الظلم الاجتماعي. إليك تحليل عام للقصيدة مع بعض الملاحظات:
القصيدة بشكل عام: المعاني الاجتماعية: تتناول القصيدة الفقر بشكل مباشر، موضحةً تأثيره العميق على الإنسان. تحكي عن الفقر كظرف اجتماعي صعب، وعن الظلم الناتج عن الجهل والعادات الاجتماعية. هناك أيضًا مقارنة بين وضع الفقراء ووضع الأغنياء، حيث يظهر في الأبيات تفاوت المعاملة الاجتماعية والظلم الذي يُمارس ضد الفقراء. الأسلوب البلاغي: الأسلوب البلاغي قوي في القصيدة. استخدمت الاستفهام، مثل "أَتَنْسَى؟ كيفَ أنسَى؟"، لإظهار الاستفهام العاطفي والتأكيد على الألم الذي يعيشه الشاعر. الجمل مثل "الفَقرُ زادَ العُمْرَ قَهْرًا" و "يُعانِي حاجةً لا بُرْءَ مِنها" توصل المعاني بشكل مكثف، مما يضفي طابعًا عاطفيًا قويًا للقصيدة. الأفكار العميقة: تسلط القصيدة الضوء على التفاوت الطبقي بين الفقراء والأغنياء، وتنتقد النظرة السطحية التي يتعامل بها المجتمع مع الفقر. في الأبيات الأخيرة، يُطرح التساؤل عن إمكانية التغيير في الأنظمة الاجتماعية أو الأحكام السائدة. الملاحظات: 1. البيت الأول: "أَتَنْسَى أنّنا لَازَمْنَا فَقْرًا ... أخي, و الفَقرُ زادَ العُمْرَ قَهْرًا؟" هذا البيت قوي جدًا في تسليط الضوء على فكرة أن الفقر ليس فقط حالة مادية، بل هو قهرٌ يطيل العمر بألم. الجملة مليئة بالمشاعر التي تعبر عن الألم الناتج عن الفقر. 2. البيت الثاني: "يُقَالُ الفَقرُ ما عَيبٌ و لكنْ ... بِهِ ما أسوأٌ لو دامَ دَهْرًا" إضافة "لو دامَ دهرًا" تعطي تلميحًا لمدى تأثير الفقر عندما يستمر طويلاً. 3. البيت الثالث والرابع: "يُحِسُّ المَرءُ ضَعْفًا مَعْنَوِيًّا ... كَدُونِيٍّ هُوَ المَفْقُودُ قَدْرًا" "يُعانِي حاجةً لا بُرْءَ مِنها ... كَدَاءٍ قَصَّرَ الأعمارَ عُمْرَا" التعبير عن الضعف المعنوي و حاجة لا بُرء منها يعكس العجز النفسي والروحي الذي يسببه الفقر. "كداءٍ قَصَّرَ الأعمار" تعبير قوي يُظهر تأثير الفقر ليس فقط على الصحة الجسدية بل أيضًا على العمر والنفوس. 4. البيت الخامس: "أَأنْسَى؟ كيفَ أنسَى مثلَ هذا؟ ... و لكنّ اصطِبَارِي زاد صَبْرًا" هنا التساؤل عن النسيان يعكس التحدي الشخصي والتماسك أمام المعاناة. أيضًا، يظهر اصطبار الشاعر كأداة لمقاومة التحديات. 5. باقي الأبيات: الأبيات تتابع في تقديم صورة مؤلمة عن واقع الأغنياء والفقراء في مجتمعات متحيزة، وتطرح سؤالًا عميقًا عن التغيير في الأحكام الاجتماعية التي تبقي على الظلم. الختام: القصيدة مليئة بالقوة العاطفية والأفكار العميقة حول العدالة الاجتماعية، التفاوت الطبقي، و الجهل. يمكن القول إن التساؤلات في نهاية القصيدة تدعو إلى التغيير، مما يجعلها خاتمة فلسفية قوية. |
![]() |
مواقع النشر (المفضلة) |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|