الزوجة الصالحة

[فريدة زاديكه]

منذ بضعة أسابيع تعرفنا على عائلة سريانية بواسطة فيروز صديقة المنتدى .الصديقة الجديدة
اسمها فرحة ،أخذتني معها لبيت أبن عم زوجها هوشخص أعمى لا يبصر مطلقا اسمه برصومو .
لكنه داهية العصر يقرأ برج كل إنسان إذا طلب منه ويتكلم بطلاقة اللغةالعربية ،السريانية ،الآشرية ،
الأنكليزية ،التركية الألمانية والكردية . يستعمل الموبايل ويدق به أكثر من عشر نمر غيبا لأصدقائه
وأهله ويرتل الكثير من التراتيل الكنسية ،ويقص القصص الجميلة الطويلة ،بأسلوب شيق مرح.
وإليكم إحدى قصصه قال :
كان هناك فلاح معدم الحال ،يعيش سعيدا مع زوجته .يذهب كل صباح للعمل في الحقل وكلما ينتهي
من حراثة أحد الخطوط في الأرض ،يخرج منديلا من جيبه يلوحه في الهواء ويرقص بسرور، ثم يعود إلى عمله ثانية وهكذا دواليك . خلال هذه الحركات كان ملك المدينة يراقبه من شرفة القصر .
استدعاه يوما إليه سائلا إياه عن سبب سعادته، أجاب الفلاح: زوجتي هي السبب .كلما أنتهي من عملي
أعود إلى منزلي تعبا جائعا ،تأتي لاستقبالي بحفاوة وتحضنني ،ثم تعلق جاكيتي ،تقدم لي كرسيا لتخلع
حذائي وتغسل رجلي بالماء الفاتر وتنشفهما . بعد ذلك تحضر العشاء الطازج لنتعشى سوية وننام .
عاد الفلاح إلى منزله ليعيش حياته المعتادة مرتاح البال والقلب . عكس الملك الذي كانت الحيرة تؤرقه .
كيف يتسنى له أن يعيش بغبطة لا حدود لها كالفلاح . فكر مليا حتى أرسل لطلب الفلاح المسكين ثانية .
طلب منه استبدال زوجته بزوجاته لفترة وجيزة كان للملك ثلاث زوجات . وافق الفلاح شرط أن يسأل
زوجته أولا ثم يلبي طلبه .عندما عاد إلى زوجته كان مهموما حزينا ذلك اليوم ، فرأته زوجته شكلي تاني . بادرته بالتحية والسؤال عن السبب متعجبة !!!
سرد لها صديقنا طلب الملك منه ، حزنت في البداية لكنها اضطرت مع زوجها بالموافقة .
تبادل أبطال قصتنا الزوجات ، وفي طريق عودة الفلاح بالزوجات الثلاث كان عليه أن يعبر نهرا صغيرا معهن . حمل الأولى على ظهره وعبر الماء وقف في منتصف النهر وسألها : أجيبي بصراحة
وإلا سأرميكي في الماء كي أتخلص منكي . لماذا يكرهكي زوجكي وتتخاصمان يوميا ؟ ؟؟ إني أسرق
أجابت . إجتاز الماء ووضعها على الطرف الآخر . عاد إلى الزوجة الثانية وحملها على ظره وسألها
نفس السؤال ، فأجابت إني أزني . تابع اجتيازه ،ليحمل الأخيرة ، وعندما سألها سؤاله المعتاد أجابته :
إنني عنيدة جدا . استاء الفلاح لهذه الصفة المغروسة في نفسها فرماها في الماء وتخلص منها .
وصلوا جميعا وأخذوا قسطا من الراحة ،وفي اليوم الثاني ذهب الفلاح إلى السوق وعاد محملا بكمية
كبيرة من الفواكه والحلوى . وضع نصفهم على الطاولة والنصف الآخر خارجا في فناء الدار .
فسألته زوجته السارقة مامعنى ذلك ؟ أجابها : كي تفهمي عندما تريدين سرقة أي شيء سوف تجدينه
بسهولة أمامكي ، فمن الأفضل أن تأخذيهي علنا وليس خلسة . خجلت هذه الزوجة من نفسها وعاهدته
ألا تسرق ثانية . ذهب فلاحنا ذلك اليوم إلى أرضه كالسابق وكان كلما يتعب يخرج من جيبيهي منديلين
يمنة ويسرة ويرقص . في صباح اليوم الثالث ، استيقظ باكرا حمل معه فأسا وذهب خارجا خلف المنزل
حيث بدأ بنقر الجدار . سمعته الزوجة الزانية فركضت إليه تسأله ماذا تفعل يارجل ؟ أجابها : أريد كسر
الجدار كي أفتح لكي بابا جديدا ، بحيث إذا جاءكي الزبائن يخرجون من الباب الجديد ولا أستطيع مشاهدتهم . فأطرقت برأسها خجلة معاهدة إياه ألا تعيد الكرة .
ودعهن هذا الرجل المحنك وتابع سيره إلى حقله وكالسابق أثناء الاستراحة أخرج منديلين وبدأ يرقص
فرحا مختالا . طبعا كان الملك يراقبه متعجبا . في البداية كان يرقص بمنديل واحد ، والآن تطور الأمر
إلى منديلين ماهو اللغز ؟ دعا الملك الفلاح أخيرا ليستفسر عن سر هذه الألغاز فشرح له كل ذلك بالتفصيل. أحضر زوجات الملك فهنأه على ذكائه ،واستعاد زوجته محملة بالهدايا الثمينة .
معهن .
فريدة زاديكه

[الياس زاديكه]

تشكري ياغالية فريدة على سردكي هذه القصة الجملة والمعبرة من الصديق والأخ الجديد برصومو!!!! فهو معزوم عندنا يوم الخميس مع بعض الجماعات التي تعرفنا عليها حاليا على الغداء !!! وسأطلب منه سرده لنا بعض القصص التاريخية لأنه فعلا يملك على رصيد من الثقافة والأدب رغم أنه أعمى من العينتين ...
تقديري ومحبتي
ألياس

[وديع القس]

سلمت يداك يا اختي فريدة على سردك لهذه القصّة المعبّرة ..ككنز روحي ّ يعبر عن الذكاء وكشف الأخطاء والتعامل معها علميا ً وروحيا ً ..وإيمان وعمل عظيم في ملكوت السماوات كما يؤكد روح الرب في رسلة يعقوب .
أمّا بالنسبة للأخ برصومو فله مني جزيل الإحترام والتقدير لأنّه هو المبصر الحقيقي كأعمى أريحا ..وهو الرمز الذي يعطي الضوء لعميان البصيرة لأنه تجاوز بقوة الله وإيمانه كل العاهات --- والعاهة لاتقعد الشجاع بل تجعله يعوّض بروحه وعمله أعظم الأعمال والأمثلة كثيرة وأكرر له احترامي وتقديري .
وقد ذكّرتني يا اختاه : بالمرحوم الشمّاس - سعيد الأعمي - والذي يعرفه بشكل جيد المؤرخ الأزخيني والشاعر الكبير فؤاد زاديكة ...وكان شماسا ً مؤمنا ً ومعظم الأيام كان يأتي لعند جدّي حنا القس بعد صلاة العصر هو وكثير من مؤمني عهدهم وكان يبدأ بصوته - الرخيم والجميل - بالتراتيل الروحية العذبة وأنا كنت لا أزال في الأول والثاني الإعدادي ثم تزوج وصار له بنين وبنات الله وفقهم الله وباركهم ..
اختي العزيزة إذا قررتم عزيمة هذا الشخص أنت والأخ ألياس والأخوة أرجو منكم ألا تعتبروني متطفّلا ً مثل نبات اللبلاب والكشكوت ...سأعزم نفسي أنا أيضا ً إن سمحتم لي بالتفضّل ...؟
سلمت يداك يا اختاه على هذه الموعظة الروحية وهي قصة وتأمّل بنفس الوقت وروح الرب تغمركم أبدا ً بفرحته وأن تكونوا دائما ً مع الله الذي يجلب السعادة التي لا نعرف من أين يهديها وكيف تأتي ...؟
أخوكم وديع القس

[fouadzadieke]

شكرا لك يا أم فرانس على هذه القصة الجميلة التي دونها قلمك البارع وأشكر كذلك أعمى البصر برصومو وهو ليس أعمى البصيرة بل له بصيرة تفوق بصيرة الكثيرين وله مني التحية الكبيرة والاحترام العميق وعليك أن تستفيدي من خبراته في الحياة وتفيدينا بها فهو كنز من المعرفة والتجربة والحكمة والعلم أطال الرب في عمره وكم سأكون سعيدا لو تعرفت عليه شخصيا في يوم من الأيام وقد عبّر أستاذنا الكبير أبو سلام عن الواقع والوصف خير تعبير لا أستطيع أن أزيد على ما كتبه بحكمته وذكائه وعلمه وهو حفيد رجال العلم والمعرفة.

[SamiraZadieke]

قصة جميلة ياأم فرانس واشكري الأستاذ الكبير برصومو على علمه ا لغزير والأعمى
ليس بأعمى البصر بل أعمى البصيرة .. شوقتينا للتعرف إليه ..شكرا لك ياأم فرانس .

[فريدة زاديكه]

إخوتي وأحبتي
الأستاذ وديع أبو سلام أبو نبيل وأم نبيل الغوالي .
إن ردودكم المعبقة برائحة البخور المقدس الذي مافوقه عبق ، قد أضفت على قصتي آية من الورع
والتقوى . فأهلا بكم مع ضيفنا الفاضل برصومو وباقي المدعوين غدا .
وإنشاء الله سنعرفكم بالأخ برصومو قدر الامكان عند حضوركم لطرفنا في رأس السنة .
تحياتي وشكري
أختكم فريدة

[georgette]

تشكري يا ام فرانس قصة حقا جميلة