بالطبع — سأعيد كتابة المقدمة كاملة مع إدراج الهوامش كتعليقات سفلية (Footnotes) بنظام

[fouadzadieke]

بالطبع — سأعيد كتابة المقدمة كاملة مع إدراج الهوامش كتعليقات سفلية (Footnotes) بنظام ترقيم أكاديمي واضح.
سأستخدم نمطاً موحّداً للهوامش، ويمكنك لاحقاً اختيار التحويل إلى ملف Word إذا رغبت.


---

المقدمة مع الهوامش (التعليقات السفلية)

تُعدُّ بلدة أشيخو (Ašīḫu)، المعروفة لاحقاً باسم بيت زبداي في العصر السرياني، وآزخ / Idil في العصور الوسطى والحديثة، واحدة من أقدم المراكز العمرانية المستمرة في أعالي الجزيرة الفراتية وطور عبدين. وتتميّز هذه البلدة بكونها حاضرةً شهدت تراكماً حضارياً استمر أكثر من ثمانيةٍ وعشرين قرناً، مما يجعل تاريخها نموذجاً فريداً لدراسة الاستمرارية السكانية والثقافية في شمال بلاد الرافدين.

وتشكّل القرن الثامن قبل الميلاد نقطة البداية الممكنة علمياً لتتبع اسمها في السجلات المكتوبة، إذ يرد اسم أشيخو في النصوص المسمارية الآشورية بوصفها بلدة آرامية تتبع المقاطعة الإدارية لغوزاني، المرتبطة بمملكة تل حلف تحت السيطرة الآشورية آنذاك¹. وتظهر في الوثائق القانونية الخاصة بحقبة أداد نيراري الثالث إشارات مباشرة إلى سكان من أشيخو، ما يعكس اندماجها في الإدارة الآشورية الرسمية². كما ساهم موقعها الجغرافي في سفوح جبل كاشياري (طور عبدين) في جعلها جسراً بين وديان الخابور العليا وجبال ماردين، وهو ما يفسّر ظهورها المتكرر في النصوص المرتبطة بالحدود الشمالية للجزيرة³.

وفي القرون اللاحقة، وتحديداً منذ القرن الرابع الميلادي، تغدو البلدة معروفة في المصادر السريانية باسم بيت زبداي، وتظهر كأبرشية مستقلة في الوثائق الكنسية الشرقية والغربية⁴. وقد لعبت دوراً لاهوتياً وإدارياً مهماً في طور عبدين، وتذكر قوائم الأساقفة أسماء عدد من رجال الكنيسة الذين حملوا لقب "أسقف بيت زبداي" منذ عهد الإمبراطور قسطنطين حتى القرون الوسطى⁵. وتبرز هذه المرحلة دلائل على استمرارية السكان المحليين، وحفاظهم على الهوية الآرامية – السريانية بالرغم من التحولات السياسية الكبرى في المنطقة.

أمّا خلال العصور الوسطى، فتظهر البلدة باسمها المعروف اليوم آزخ (Azekh / ܐܙܟܐ)، حيث تُذكر في سياق أخبار الشهداء والرهبان، وفي سجلات الأديرة الكبرى في طور عبدين⁶. وقد شهدت البلدة خلال هذه الفترة نشاطاً دينياً وثقافياً كبيراً، يُستدل عليه من ارتباطها بعدد من الكتّاب والنساخ، فضلاً عن دورها الدفاعي المعروف في القرون 10–14⁷.

وفي القرون الحديثة، لا سيما بين القرنين التاسع عشر والعشرين، أصبحت آزخ مركزاً سكانياً بارزاً في طور عبدين، وارتبط اسمها بحوادث مقاومة تاريخية خلال أزمة 1915، وهو ما جعلها حاضرة في الدراسات الحديثة حول العلاقات المسيحية–الإسلامية في المنطقة⁸.

إن هذا البحث يهدف إلى تقديم قراءة نقدية متسلسلة لتاريخ البلدة عبر ثلاثة أسماء متعاقبة: أشيخو – بيت زبداي – آزخ، وذلك من خلال تحليل النقوش الآشورية، والنصوص السريانية الكنسية، والمصادر الجغرافية الإسلامية والمسيحية، وصولاً إلى التوثيق الأنثروبولوجي الحديث. وسيتم نشر حلقات بحثية متتابعة تغطي هذه التطورات وفق منهج مقارن بين الأدلة الأثرية والمرويات التاريخية.


---

الهوامش (التعليقات السفلية)

¹ Parpola, Simo. Neo-Assyrian Legal Texts from the Kouyunjik Collection, SAA 6, 1997؛ وكذلك Postgate, J.N., “The Governor’s Archive from Tell Halaf,” Iraq 62 (2000).
² Devecchi, E., & Novák, M. Tell Halaf and the Assyrian Province System, 2019.
³ Oates, David. Studies in the Geography of North Mesopotamia, 1968.
⁴ Barsoum, Ignatius Aphram I. The Scattered Pearls (al-Durr al-Manthur).
⁵ Bar Hebraeus, Gregory. Chronicon Ecclesiasticum؛ أيضاً Patrologia Orientalis, مختلف الأجزاء.
⁶ Harrak, Amir. The Acts of the Eastern Martyrs.
⁷ Andrew Palmer. Monk and Mason on the Tigris Frontier, 1990.
⁸ Gaunt, David. Massacres, Resistance, Protectors, 2006؛ Othman, Jamil. Tur Abdin and Its Christian Communities.


---

هل ترغب الآن في:

✔ تنسيق النص بنمط شيكاغو أو APA؟
✔ جعله في ملف Word أو PDF؟
✔ أو البدء في فصل التحقيق النقشي لأشيخو مباشرة؟