![]() |
Arabic keyboard |
#1
|
||||
|
||||
![]() ليلةٌ حمراءُ بقلم: فؤاد زاديكى كانت ليلةً حمراءَ بحقّ، لا لونًا، بل شعورًا. هواء المساء كان يحمل عبيرًا خفيفًا من زهر لم يكن يُرى، يختلط بدفء غير مرئي ينساب من بينهما. التقت عيناهما، لم تكن مجرّد نظرة، بل لهيب صامت اشتعل في الأجواء، ينسج خيوطًا غير مرئية من الجاذبية. اقتربا، خطوة خطوة، و كأنّ المغناطيسية تسحبهما نحو بعض. لم يكن هناك حديث طويل، فعيونهما كانت تتحدث بلغة الشوق الصادق. ارتفعت يده ببطء، لمست خصلة شعرها، التي سقطت على كتفها، لمسة أشعلت قشعريرةً دافئةً سرت في جسدها. شعرت هي بحرارة كفّه تلامس بشرتها، و كأنّ تيارًا كهربائيًا سار بينهما. الكلمات التي خرجت كانت قليلة، همسات خافتة كأنّها تداعيات صدى لقلبين ينبضان بسرعة متزايدة. اقترب وجهه، شعرت بأنفاسه الدافئة على خدها، فاحمرّت وجنتاها بحرارة. ثم، كانت تلك اللحظة التي طال انتظارها، شفاههما التقت، لم تكن مجرُد قبلة، بل احتراق رقيق، وعد بالانصهار. في تلك اللحظة، توقُف الزّمن. لم يعد هناك مكانٌ أو زمانٌ، فقط لهيبُ العاطفة، الذي اجتاح كل منهما، يلفّهما بدفءٍ لا يُوصف. كانت ليلةً لا يمكن نسيانها، حُفرت في الروح قبل الذاكرة، بداية لقصة تتجلّى فيها حرارة الحبّ بكلّ ما تحمله الكلمة من معنى. التعديل الأخير تم بواسطة fouadzadieke ; 02-06-2025 الساعة 08:42 AM |
![]() |
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|