Forum of Fouad Zadieke   Arabic keyboard

العودة   Forum of Fouad Zadieke > المنتدى العام

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 10-01-2013, 08:49 PM
hasaleem hasaleem غير متواجد حالياً
Senior Member
 
تاريخ التسجيل: Nov 2007
الدولة: لبنان, بغلبك, النبي رشادي
المشاركات: 102
افتراضي ماهية الفنّ التّشكيلي اللبناني المعاصر

ماهية الفنّ التّشكيلي اللبناني المعاصر
منذ ما قبل الإنبعاث إلى العولمة المعاصرة
بقلم: حسين أحمد سليم
كثيرا ما ترى عيوننا, ما هبّ ودبّ, أو ما قلّ ودلّ, ممّا يُسمّى: بالنّتاج الفنّي التّشكيلي في ملتقيات وبيناليات وسمبوزيومات ومعارض كثيرة ومتنوّعة, للفنّانين التّشكيليين اللبنانيين المعاصرين... وغالبا ما نُشاهد الكمّ الكبير, أو النّذر اليسير من الإبداعات والخلق, من اللوحات والمشهديّات والمنحوتات الفنّيّة التّشكيليّة, تتماهى في ردهات الكاليريهات العامّة, أو على جدران الصّالات المتخصّصة, والتي تهتم وتُعنى بالفنّ التّشكيلي اللبناني, وبالتّالي بالفنّانين التّشكيليين اللبنانيين, وغيرهم من الدّول العربيّة والمجاورة, أو غيرها من الدّول الأجنبيّة...
ونحن نتابع حركة فعل عصرنة النّتاج العام الفنّي التّشكيلي اللبناني, للفنّانين التّشكيليين اللبنانيين المعاصرين, وخاصّة الأجيال الأخيرة الصّاعدة في معراج الفنّ التّشكيلي المحلّي... سواء تلك المجموعات المتخرّجة من المعاهد الفنّيّة في الجامعات المحلّيّة أو الخارجيّة, أو سواء تلك الأفراد والمجموعات الآتية من كِوى أخرى متنوّعة, سيّما أولئك الذي ولجوا فلك الفنّ التّشكيلي اللبناني من أبواب أخرى, وخاصّة الذين مارسوا التّجريب بإعتمادهم على أنفسهم, خارج أطر الدّراسات الأكّاديميّة... من خلال هذه المتابعة, نرى الغثّ والسّمين من النّتاج الفنّي التّشكيلي المحلّي في آن واحد وفي معرض واحد وفي صالة واحدة...
يتراءى لنا ويتناهى لوجداننا وتفكيرنا بالتّحليل الموضوعي والتّقييم الفنّي الجدّي, أنّ الدّوافع الكامنة وراء هذا النّتاج الفنّي التّشكيلي اللبناني, عند الكثير من الفنّانين التّشكيليين اللبنانيين المعاصرين, نابعة من رؤى كثيرة, تتفتّق عن فكرة عابرة, تتناهى لخيال الفنّان التّشكيلي, أو عن ومضة خياليّة معيّنة تراءت له, أو عن إلتفاتة سريعة حصلت معه, أو ربّما لموقف ما تعاطف معه, أو لشعار ما رفلت له عينه, أو لحركة فعل تحريضيّ أتى من جهة معيّنة, أو لصورة شخصيّة بارزة على مستوى معيّن, أو لنقد ساخر لاذع, أو لحالة شعبيّة إجتماعيّة معيّنة, أو محاكاة لأسطورة ميثولوجيّة, أو تجسيدا لخرافة سائدة في بيئة ما, أو لتطوّر مفاجيء طغى في مكان ما, أو إحياء لموروث أكل الدّهر عليه وشرب, أو إبرازا لفلكلور شعبيّ...
وغالبا ما يُطالعنا البعض من الفنّانين التّشكيليين اللبنانيين المعاصرين, بحركة فعل إختراق مقصود لحالة أو تقاليد ما في بيئة منغلقة ومحافظة, أو ترى البعض منهم يُجيز لنفسه أن يقتحم الحرمات والمقدّسات وتشكيلها في لوحات ومشهديّات فنّيّة تشكيليّة رسما أو نحتا, فيما البعض يعمل على أخذ أقصى التّطرّف في نتاجه الفنّي التّشكيلي, ليعكس حالات متطرّفة في مجتمع ما أو بيئة ما, بينما يقوم البعض منهم بربط الإبداع الفنّي في نتاجه, بفعل إبراز مفاتن المرأة وعري الجسد الأنثوي وفعل الجنس... سيّما وقد ساهمت الثّورة التّقنيّة الرّقميّة, المعزّزة بمكونّات وحواسيب وبرمجيات, فتح المجال واسعا أمام الفنّانين التّشكيليين اللبنانيين المعاصرين, بركوب موجة الفنّ التّشكيلي الرّقمي, لصناعة ما يتراءى لهم من نتاجات فنّيّة تشكيليّة إستعراضيّة في أداء مُستحدث...
تبرز عند البعض من الجيل الصّاعد من الفنّانين التّشكيليين اللبنانيين المعاصرين, مظاهر رغبات جامحة, تحملهم بمحاكاة للعصرنة على متونها, وتدفع بهم إلى خوض حركات التّفاعل مع الكثير من الأساليب الفنّيّة التّشكيليّة, المتداولة في البلدان الغربيّة, أوروبّيّة وأميركيّة, فيما آخرون يحاولون التّفاعل مع بعض المعالم الفنّيّة التّشكيليّة في بعض البلدان الآسيويّة والأفريقيّة, بينما البعض الآخر يتفاعل مع حركات الموجات الدّينيّة النّاهضة في بعض الدّول المحيطة من زوايا طوائفيّة ومذهبيّة وطقوسيّة... والكلّ يُحاول في نتاجه الفنّيّ التّشكيلي المحلّي, إسقاط معالم تقنيات الجهة التي يرتاح لها وخاماتها المتعدّدة ومفاهيمها على مجريات الحياة في المجتمع اللبناني والبيئة اللبنانيّة...
على صعيد آخر, تسود شبه الفوضى المنتظمة, في فلك النّقد التّقييمي للأعمال الفنّيّة, بحيث بات لا يستقيم العمل الفنّي التّشكيلي في لبنان, بلا نقد أو تعليق أو خطاب صحفي أو أدبي أو فنّي, كي يكتمل العمل الفني أو يتكامل به, وبالتّالي يتماهى الفنّان التّشكيلي اللبناني المعاصر, بمن يكتبون عن نتاجه الفنّي التّشكيلي وعنه شخصيّا... وبما أنّ النّصّ المكتوب من قبل ناقد ما أو متابع معيّن, يحمل مضمون الرّسالة ويرتبط بها, فنلاحظ أنّ النّصّ التّقييمي, يُفسّر المفسّر بموسقات لفظيّة مستنبطة, ويشرح المشروح بإسهاب, ويبذل قصارى جهده لتبرير الفكرة التي أوغل في متاهاتها تبيانا لمدى جدواها... مستفيدا أي الكاتب للنّقد أو التّقييم. من أنّ اللغة لها تأثيرها المباشر في نفسيّة المتلقّي, ومن شأنها توسيع آفاقه ومداركه بما لا يحتويه العمل الفنّي نفسه... وغالبا ما نصطدم بالكثير من العناوين, التي تختصر الأعمال الفنّيّة التّشكيليّة, والتي تأتي فضفاضة على مضمون العمل ذاته... وهنا تكمن المفارقات التي قد لا تساهم في عمليّة التّوضيح الدّقيق للفنّ المفاهيمي...
الإنتاج الكمّي المتدفّق والمتعاظم للفنّ التّشكيلي على السّاحة اللبنانيّة, بات يبحث عن معايير تقييميّة ضابطة لهذا الإنفلاش الجامح, وبات هذا الإتّساع والتّكاثر من الفنّانين التّشكيليين اللبنانيين, بحاجة ضروريّة لحركات فعل التّحليل والغربلة, لضبط المسارات الفنّيّة التّشكيليّة لهذا الفنّ ولأعلامه, وبالتّالي قوننة هذا الدّفق من السّيل الكبير من النّتاج الفنّي التّشكيلي, المستورد إلى السّاحة اللبنانيّة من قبل تُجّار اللوحة والمشهديّة والمنحوتة الفنّيّة التّشكيليّة, وصولا إلى وضع حدّ قانوني صارم لأولئك المتسلّقين على جدار الفنّ التّشكيلي اللبناني, وإنتحال الصّفات الفنّيّة التّشكيليّة اللبنانيّة, والسّطو على نتاجات فنّيّة تشكيليّة متنوّعة, مستوردة من الخارج بأسعار بخسة, من نتاج فنّانين تشكيليين فقراء في روسيا وفي الصّين, ويقوم هؤلاء الإنتهازيّون بفعل اللصوصيّة بشراء مثل هذه اللوحات وتوقيعها زورا وبهتانا وتزييلها بأسمائهم...
هذا الوضع الحاصل والقائم بصورة غير مشروعة, لا يعني أنّ السّاحة اللبنانيّة تخلو من الإشراقات والإبداعات على صعيد الفنّ التّشكيلي اللبناني, وهذا التّسيّب الحاصل ليس محلّيّا وحسب, بل فلتان عالمي يعكس حالة تصاعد الكمّ على النّوع في الأسواق والبازارات الفنّيّة التّشكيليّة, والهدف الأخير هو التّجارة والرّبح السّريع, والغاية هنا تُبرّر الوسيلة... عدا عن كساد النّتاج الفنّي التّشكيلي بشكل عام, ودفنه في محترفات بعض الفنّانين التّشكيليين اللبنانيين, من جرّاء الهبوط بالسّعر اللازم لمستوى اللوحة أو المنحوتة...
السّؤال الذي يطرح نفسه بقوّة, ويبحث عن إجابة موضوعيّة, هو, هل الفنّ التّشكيلي اللبناني المعاصر, يحمل معالم المكوّنات الفنّيّة التّشكيليّة الإبداعيّة, كي يسهل إنضمامه لذاكرة التّاريخ الفنّي التّشكيلي؟!... أم أنّ اللوحة الفنّيّة هي اللوحة الفنّيّة, ولا همّ من أنتجها, إنّما الأهمّ من يقوم بتوقيعها في المحصّلة النّهائيّة, وبالتّالي من يقوم بعرضها وتسويقها على ذمّة الفنّ التّشكيلي اللبناني؟!...
الشّيء اللافت كثافة تكديس النّتاج الفنّي التّشكيلي في بعض المؤسّسات المتحفيّة الرّاهنة, وهو ما يُخشى منه, من تحويل هذه المؤسّسات إلى مستوعبات وقتيّة لبعض النّتاج الفنّي التّشكيلي اللبناني, وبالتّالي فقدان ديمومة هذا النّتاج مع مرور الأيّام... وهو ما يُحرّض بعض القيّيمين على المعارض الفنّيّة التّشكيليّة, على حركات فعل الدّمج بين الفنون التّشكيليّة الحداثيّة, والفنون التّشكيليّة المعاصرة, بحيث تُشكّل الأعمال الفنّيّة التّشكيليّة المنتقاة لفنّاني الحداثة, عنصر جذب وإغراء وإغواء في تسويق الفنون التّشكيليّة المعاصرة...
تستوقف المتابع لبعض الفنّانين التّشكيليين اللبنانيين المعاصرين, المعلومات البيوغرافيّة التي تكتظّ بها سيرهم الذّاتيّة الشّاملة, والتي تُشير إلى فعل السّرعة العصريّة في عمليّة, إنخراط هذا الجيل في روحيّة العصرنة, بتقنيّاتها وتعقيداتها وخاماتها وأفكارها وأساليبها ومدارسها ومذاهبها, وبالتّألي فعل التّداول لإنتاج هذا الجيل في الكثير من المؤسّسات الفنّيّة التّشكيليّة, في محاكاة عصريّة سريعة متمايزة عمّا أتاحت لهم الظّروف سابقا من الفنّانين التّشكيليين اللبنانيين الرّوّأد والأعلام, بدخول أعمالهم في مقتنيات المتاحف العالميّة... وهنا يتوكّد التّمييز بين الأمس واليوم والغد ربّما, لما يرشح من مكوّنات النّتاج الفنّي التّشكيلي اللبناني المعاصر, وإنتشاره من خلال المؤسّسات والمعارض والمسوّقين له, وبالتّالي بروزه من خلال الشّبكة العالميّة للمعلومات "الأنترنت" ضمن مواقع رقميّة خاصّة وعامّة وصفحات رقميّة معيّنة, وهو ما يُلفت النّظر في هذه الثّورة الإعلاميّة الرّقميّة, لتبادل الخبرات والثّقافات الفنّيّة التّشكيليّة, وصولا مرحليّا لفعل القبول المتبادل والإعتراف بين مختلف ثقافات المجتمعات, شرقا وغربا...
إلى هنا, نأتي على حركة الولوج في مفهوم الهويّة الفنّيّة التّشكيليّة اللبنانيّة, وماهيّة الفنّ التّشكيلي اللبناني, والنّكهة الخاصّة للفنّ التّشكيلي في لبنان... بحيث يصحّ الإعتقاد أنّ الهويّة الفنّيّة التّشكيليّة اللبنانيّة, تحمل في مضامينها كلّ المفاهيم الإجتماعيّة والثّقافيّة والحضاريّة والسّياسيّة, وهي تعكس بما تتضمّن مدى علاقة الفنّان التّشكيلي اللبناني بأرضه وهوى وطنه, مهم دفعته ظروفه إلى الإغتراب شرقا أو غربا, وماهيّة الهويّة الفنّيّة التّشكيليّة اللبنانيّة مكانا وزمانا, لم تغب شمسها عن هواجس وأفكار ووجدان الفنّانين التّشكيليين اللبنانيين...
وفي رؤية موضوعيّة تقييميّة لواقع الفنّ التّشكيلي اللبناني السّابق, ومنذ ما قبل الولادة, إيغالا ماضيا في أواسط القرن الخامس عشر, وبدءا بمرحلة زمن الإنبعاث ومرحلة التّمهيد ومرحلة الإنطلاقة وحقبة التّطوير والتّحديث وصولا لزمن هذا الجيل المعاصر, وإن تراءى للبعض أنّ الهويّة الفنّيّة التّشكيليّة اللبنانيّة, طرأ على ماهيّتها وخصائصها بعض التّغيير في مختلف الحقب والمراحل التّاريخيّة, منذ البداية وحتّى اليوم, ولكنّها تجوهرت وإزدادت رسوخا في النّتاج العام للفنّ التّشكيلي اللبناني, الذي أبدعته أنامل الفنّانين التّشكيليين اللبنانيين بريش وألوان فوق الخامات والمواد الأخرى, وصنعته أكف النّحّاتين اللبنانيين, بأزاميل ومطارق, وبتناغم مع الصّخور والحجارة ومواد معدنيّة وخشبيّة...
جميع ما تمخّضت عنه حركات فعل الخلق والإبداع لدى الفنّانين التّشكيليين اللبنانيين, من فنون تشكيليّة لبنانيّة منوّعة ومختلفة, أبرزت مميّزات الهويّة التّشكيليّة اللبنانيّة وماهيّتها, بحيث إكتنزت مكوّنات النّتاج الفنّي التّشكيلي اللبناني, رسما ونحتا تقليديّا إضافة لإبداعات رقميّة مستحدثة عبر آلات المكننة والحوسبة والبرمجة, إكتنزت بروحيّة عناصر التّراث اللبناني القديم والحديث والمعاصر, إلى جانب تماهي عناصر مكوّنات العصرنة والعولمة, سواء محلّيّة أو مستوردة, عمل غالبيّة الفنّانين التّشكيليين اللبنانيين, على لبننة ما إستوردوا من معالم ومظاهر الفنون التّشكيليّة الغربيّة والأجنبيّة... توكيدا وتجسيدا للهويّة الفنّيّة التّشكيليّة اللبنانيّة, والمحافظة على نكهة وماهيّة الرّوحيّة اللبنانيّة في مجمل النّتاج الفنّي التّشكيلي من إبداعات الفنّانين التّشكيليين اللبنانيين...


__________________
حسين أحمد سليم آل الحاج يونس
hasaleem
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 04:42 PM.


Powered by vBulletin Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd
Translation by Support-ar
Copyright by Fouad Zadieke