
14-08-2005, 06:45 AM
|
 |
Administrator
|
|
تاريخ التسجيل: Jun 2005
المشاركات: 48,221
|
|
انتصار الإصرار
انتصار الإصرار
في واحة عينيك الذابلتين وفي دوّامة نظراتك المتعبة، والتي تئنّ حائرة تحت حوافرالألم، وهي ثكلى بشحوب الخيبة تجرجرُ أذيالَ وجعها علّها تتجاوزُ بعض شروخات أخاديدة لمستْ معين حبّ لا ينضب يتعبّدُ في مذبح رجائه و أحسستْ بمارد هجوع أوشكّ أن ينقضّ على آخر ما تبقّى لديك من قدرات متلاشية متهالكة.
تلقّقتك أيدي عنايتي وهفا إليك حداءُ همسي يتدفّق عشقاً خالصاً ولد من رحم تجربة مصرّة قادرة شئتُ من خلالها أنْ أنتشل طموحك الموجع ومرارتك المتفاقمة من انحدارات توهّمات باتتُ تأخذُ امتدادات غير مفهومة غارقة في غسق التخبّط فخشيتُ عليك من الضّياع بعد الخيبة ومن الانهيار بعد الاحباط.
اختلستُ النظر إلى مخدع رجائك وتحسّستُ أناملك المثقلة بمعاناة ممزوجة بالتوتّر و رحتُ أداعبُ خصلات شعرك المتهالك على طرفي صدرك لأمزج مرارة حزنك بشئ من عطاء فرحي و أُدخل إلى قرارة نظراتك الحائرة شعاع اطمئنان من بحر دعاباتي السّرمديّة.
انفردتُ أحاسيسُ صدرك وتجانستُ أخاديدُ وجهك و حاولت التعالي على جراحك وتناغمتْ أنفاسك مع سيل رفقي فانخلقتْ اسطورة النصر، فأحسسنا معاً بالهدوء المرجوّ وأدركتُ أنّ فرج الموقف لم يأت إلاّ من خلال عمق في بوح زهرالأمل المتفتح على حلم جديد، وأذكر يوم قلت ِ لي: لم أكنْ أظنّ بعد اليوم أنّ الشّمس ستكون لها إشراقةٌ في جمال إشراقة اليوم، وأنّ غروبها لن يكون مرّة أخرى. و أذكر ما قلتُه لك: إنّ شجرة السّنديان ستعلنُ عن عرس أغصانها هي الأخرى فلنلجْ معاً مخدع العشق المجنون، ولنكتب في سفره كلمة "إصرار" لينتصر الرجاء ويبتسم الهدوء وتزغرد حكايات جدّاتنا وهي تعلن عن موعد قدوم فرح الأيام!
ألمانيا في 14/8/2005 م
|