![]() |
Arabic keyboard |
#1
|
||||
|
||||
![]()
بعد خمس سنوات من حرب تموز – بقلم رندى حيدر
3Share ![]() بعد مرور خمس سنوات على حرب تموز 2006 ثمة سؤال أساسي يقلق الإسرائيليين هو: هل الهدوء الذي يسود الحدود الشمالية مع لبنان هو نتيجة الردع الإسرائيلي الذي خلفته هذه الحرب، أم أنه يعود إلى تجنب “حزب الله” خوض مواجهة عسكرية جديدة مع إسرائيل لأسباب تعود إليه وحده؟ من يقرأ التحليلات الإسرائيلية في هذه المناسبة يجد فيها قدراً كبيراً من الاحساس بالمرارة ومن الشعور بعدم اليقين. يعود الاحساس بالمرارة الى ضخامة الاخفاق الإسرائيلي العسكري والسياسي في تلك الحرب التي ثمة اجماع على أنها كانت هزيمة قاسية لإسرائيل، وانتصاراً كبيراً لـ”حزب الله” ليس لأنه ظل قادراً على قصف إسرائيل بالصواريخ حتى اللحظات الأخيرة التي سبقت اعلان وقف النار بعد 33 يوماً من المواجهات فحسب، بل لأنه على نقيض إسرائيل حقق كل الأهداف التي سعى إليها من عملية أسر الجنود الإسرائيليين فحصل على تبادل شامل للأسرى، ونجح في أن يلحق ضرراً كبيراً بصورة إسرائيل وقوتها العسكرية، وعزز قوته السياسية الداخلية وتمكن من فرض سيطرته على لبنان كله. لكن الأخطر اليوم بعد خمس سنوات من الحرب، هو عدم ثقة المجتمع الإسرائيلي بأنه بات قادراً على مواجهة تحديات الحرب المقبلة، التي ستكون مختلفة تماماً عن الماضي، لأن الجبهة الداخلية ستكون هي المسرح الأساسي لحرب صاروخية تستهدف التجمعات السكانية في البلدات والمدن الإسرائيلية قبل استهدافها الثكن والقواعد العسكرية. لا يثق الإسرائيليون كثيراً بأن منظومات الدفاع الصاروخية المتطورة التي نشرتها إسرائيل مثل “القبة الحديد” للصواريخ القصيرة المدى و”العصا السحرية” للصواريخ المتوسطة، وبطاريات صواريخ “باتريوت” الاعتراضية لصواريخ “سكود”، ستقدر وحدها على حمايتهم. فما تحتاج اليه إسرائيل أيضاً هو تعزيز المناعة الوطنية من طريق دعم قدرة شعبها على الصمود وتحمل الضربات، وتضامن مختلف فئاته في مواجهة الخطر، كما هي في حاجة الى تحمل الاقتصاد الإسرائيلي الخسائر الناجمة عن هذه الحرب، وتفعيل عمل المؤسسات والهيئات الحكومية في أوقات الطوارئ، بينما فقد المجتمع الإسرائيلي صفاته السابقة مجتمعاً عسكرياً مقاتلاً، وتحول أكثر فأكثر مجتمعاً استهلاكياً يعطي أهمية فائقة للمحافظة على رفاه حياة الأفراد. قد تتعارض هذه الصورة الواقعية مع الثقة الكبيرة بالنفس التي يظهرها القادة العسكريون في حديثهم عن سيناريوات “حرب لبنان الثالثة”، وعن استعداداتهم العملانية والاستخبارية، وعن نجاحهم في استخلاص دروس الحرب السابقة وتجنب أخطائها. لذا ثمة اقتناع لدى أوساط من الإسرائيليين بأن الهدوء على الحدود مع لبنان يعود الى تضافر ظروف لبنانية – داخلية وإقليمية ودولية أكثر مما هو نتيجة الردع الإسرائيلي وحده. بقلم رندى حيدر المصدر: جريدة النهار
|
![]() |
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|