الاتحاد السرياني: لن نسمح لأحد أن يتذكرّ او ينسى الشهداء السريان في لبنان ساعة يشاء

[fouadzadieke]

الاتحاد السرياني: لن نسمح لأحد أن يتذكرّ او ينسى الشهداء السريان في لبنان ساعة يشاء

أحيا حزب الاتحاد السرياني كعادته السنوية ذكرى 1132 شهيداً سريانياً ارتفعوا فداءً عن لبنان خلال الحرب اللبنانية الاليمة، بحضور غبطة البطريرك مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان ممثلاً بالاب افرام سمعان، رئيس حزب الاتحاد السرياني ابراهيم مراد واعضاء المكتب السياسي للحزب، رئيس حزب الكتائب اللبنانية الرئيس أمين الجميّل ممثلاً بالاستاذ الكس بريدي، رئيس الهيئة التنفيذية في القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع ممثلاً بالأستاذ إدي أبي اللمع، النائب نديم الجميّل، السيدة فدوى يعقوب ممثلةً النائب سامي الجميّل، الرائد جورج خيرالله ممثلاً اللواء اشرف ريفي مدير عام قوى الامن الداخلي، السيد جورج الخوري ممثلاً رئيس بلدية بيروت بلال حمد، رئيس الجامعة السياسية في القوات اللبنانية الدكتور انطوان حبشي، رئيس الرابطة الاشورية رويل رويل، اعضاء مجالس بلدية بيروت والجديدة البوشرية السد، مخاتير منطقة الاشرفية، وحشد من اهالي ورفاق الشهداء. وعزفت موسيقى الكشاف السرياني فوج هنيبعل الموسيقي أناشيد للمناسبة.

ترأس القداس راعي ابرشية بيروت للسريان الارثوذكس نيافة المطران مار اقليميس دانيال كوريّة، عاونه لفيف من الاكليروس. وقبل الوعظة الالهية ألقى عدد من أهالي الشهداء نوايا شدّدوا خلالها على الالتزام والمضي في نفس المسيرة التي استشهد ابناءهم لاجلها وهي صون حرية وسيادة واستقلال لبنان والدفاع عن الوجود المسيحي الحر والفاعل فيه، والقت سيمونا افرام بإسم حزب الاتحاد السرياني كلمة أهالي الشهداء أهم ما جاء فيها:

"خمسة عشر ألف شهيد للمقاومة اللبنانية المسيحية، من ضمنهم الف ومئة واثنان وثلاثون شهيداً سريانياً فداءً عن لبنان، وقالت لأهالي ورفاق الشهداء مؤتمنين جميعاً على وجودهم في الذاكرة والضمير حتى نبقى نتذكّر حجم التضحيات حتى لا نغلط في المستقبل، بحق كل الشهداء لا تسمحوا لأحد أن يتاجر بدمائهم، ولا تسمحوا لأحد ان يتذكرهم وينساهم ساعة يشاء وحسب مصالحه الخاصة.

أما، سيادة المطران كوريّة فقال:

"أيها الأحباء
لقد ارتبطتِ الشهادةُ وعلى مرِّ الأزمنة والعصور ارتباطاً وثيقاً بحياة شعبنا السرياني، والذي قدّم وعلى مدى عقود طويلة القافلة تلو الأخرى من الشهداء الشرفاء الذين سقطوا دفاعاً عن هويته وتمسّكه بانتمائه القومي والديني وليضمنَ استمرار وجوده الحضاري والإنساني والديني والروحي.

ومع الشهداء السريان في لبنان ‏صارَ‏ ‏لنا‏ ‏تاريخ‏ٌ جديدٌ في لبنان مسطّراً بالدماء ‏وصار‏ ‏تاريخ‏ ‏الشهداء‏ ‏مجيدا‏ً ‏عظيماً‏، إذ تركوا‏ ‏لنا‏ ‏أمثلة‏ ‏للبطولة‏ ‏والصمود والشجاعة‏، مُذكّرين ومعبّرين بذلك عن صمود شعبنا السرياني الكلداني الآشوري الأبي الذي تعرض لشتى أنواع العذاب والقتل والتشريد عبر مسيرته الحضارية والتاريخية التي دافع فيها عن وجوده الإنساني وإرثه التاريخي ووجدانه الحضاري وإيمانه الحقيقي، فأمطرَ سيولاً من الدماء على أرضه بين النهرين وما زالت بين النهرين (وخاصة عراقنا الحبيب) وحتى اليوم يعيش الآلام والمآسي على يدِ أعداءٍِ الحرية والإنسانية، من خطف وقتل واغتصاب و دمار وتفجير للكنائس وتهجير.

ونحن وإذ نحيي وبكل فخر واعتزاز ذكرى شهدائنا السريان الأبطال الذين قدّموا أرواحهم قرباناً على أرض لبنان من أجل الحرية والسلام، ننحني لهم ونقول لهم بأننا نتحسّس أرواحكم الطاهرة حاضرة بيننا دائما، وأنتم حاضرون أبدا في ضمير المستقبل والتاريخ، وستبقون خالدين في ذاكرتنا وضميرنا ووجداننا.

إن احتفالنا بهذه الذكرى ليس لبَث الأحقاد والضغينة كما وليس سياسياً، بل هو احتفال تكريمي يحمل أسمى معاني الوفاء والإكرام والإنسانية، كيف لا ومعظم أهالي وذوي الشهداء الذين صمدوا في لبنان لغاية اليوم حاضرون معنا، كما وأن هذه الذكرى تخصُّنا شخصياً إذ أقولها وبكل اعتزازٍ بأن أول شهيدين سريانيين سقطا في الحرب الأهلية اللبنانية كانا: عمي الشهيد، اسكندر كورية وابن خالتي الشهيد روبير أنطوان سفر.

كما ولا بدّ من كلمةٍ نوجهُها لكل الزعماء والحكام والقوى السياسية في لبنان لعلّها تجد طريقها إلى مسامعهم:

في الآونة الأخيرة تعالت أصواتكم واختلفت آرائكم حول مصير وحقوق الفلسطينيين في لبنان ونحن بدورنا نؤيّد كلَّ موقفٍ وكلَّ قرارٍ يدعم الشعب الفلسطيني المناضل من حيث تحسين ظروف حياتهِ ومعيشته وحقوقه الإنسانية ريثما يعود إلى وطنه بإذن الله، ولكنكم نسيتم حقوق عدّة فئات وطوائف لبنانية أصيلة ولكننا نقول لكم ومع الـ 1132 شهيد سرياني وبصوت واحد: "لن يفصلنا عن محبة المسيح ولن يفصلنا عن سريانيتنا وقوميتنا ولن يفصلنا عن محبتنا لـِ لبناننا الحبيب، لا كرسي وزاري ولا مقعد نيابي ولا مجلس بلدي ولا مديرٍ عام ولا مختار ولا وظيفة أو أي منصب إداري حكومي، فمَهما نسيتمونا وتناسيتمونا فنحن لسنا كغنم نُقتاد للذبح بل أسودٌ حيّة مزمجرة تُدافع وستبقى تُدافع وتُطالب سلمياً بحقوقها المشروعة في وطنٍ غالٍ على نفوسنا، ضحينا من أجله بالغالي والنفيس.

هنيئاً لأرواح شهدائنا السريان وشهداء الوطن الشرفاء، ولذويهم الأفاضل.

شكرنا الجزيل إلى رئيس وأعضاء حزب الاتحاد السرياني في لبنان على حُسن عَملِهم وتنظيمهم ولدعوتهم الى هذا القداس .
نشكركم جميعاً على عواطفكم ومحبتكم الصادقة ومشاركتكم إيانا الصلاة في هذه الساعة المباركة.

المجد والخلود لشهداء الحرية والحياة.
عشتم وعاش السريان وعاش لبنان.