أوراق باتت مكشوفة 3 . بقلم: فؤاد زاديكه

[fouadzadieke]

أوراق باتت مكشوفة 3

هل انتصر حزب الله؟ أم هزمتْ إسرائيل؟

إن المراقب لسير المعارك الميدانية وما آلت إليه من محاولات كر وفرّ لكل من الطرفين الإسرائيلي وحزب الله, وما يرافقها من تكتيكات عسكرية بين طرفين مختلفين في إيديولوجية القتال بين ما هو جيش نظامي لإسرائيل يمتلك ترسانة من الأسلحة لا توجد في أي بلد آخر, وبين ما يعتمد عليه حزب الله من حرب عصابات مستمدا خبرته من نظرية ماو تسي تونج الصيني أو من مدرسة تشي غويفارا في أمريكا اللاتينية ومن ترسانة الأسلحة التي زودته بها كل من سوريا وإيران يلاحظ بوضوح أن هناك خاسرا في الجولة الأولى ويبدو أنه الجانب الإسرائيلي ومما لاشك فيه بأن الجيش الإسرائيلي استطاع تدمير الكثير من قدرة حزب الله العسكرية في مناطق الجنوب بما فيها المدن الكبرى التي يعتمد عليها حزب الله ليخفي أسلحته وقواعد إطلاق صواريخه بين البيوت وفي الشوارع, وبهذا يكون هو الآخر يتسبب بدمار هائل يصيب المواطنين الآمنين أو الذين يتعاطفون مع حزب الله كونهم من الشيعة.
ومن أهم ما جرى في مثلث مارون الرأس – بنت جبيل – عيترون أنّ تكتيكات الجيش الإسرائيلي بالتقدم وتمشيط وضرب قواعد تواجد الأسلحة لحزب الله ومن ثم انسحابه يفسره حزب الله بالهزيمة أو الانسحاب تحت ضربات القوة العسكرية لرجال حزب الله وتلعب في هذا الحرب النفسية دورا هاما وبارزا من الطرفين من خلال التصريحات أو الإعلان عن أخبار لا اساس لها من الصحة أو في نفي أخبار أوردها الطرف الثاني أو في الكلمات المعلنة على شاشات التلفزة أو الصحف ووسائل الإعلام. وإني أعتقد أن هذه الحرب لم تنته بعد وما الأيام والأسابيع القادمة إلا شاهدا على حقيقة ما أقول من أن إسرائيل لن تسمح بأن تهان غطرستها العسكرية وتمنى بمثل هذه الهزيمة - برغم المدة الزمنية الطويلة التي هيأتها لها أمريكا والمجتمع الدولي للقضاء على حزب الله - إلى هذا الحد الذي يقال فيه أن إسرائيل قد خسرت الحرب وخسارة إسرائيل الحرب مرة واحدة قد يعرض كامل مصيرها ووجودها للخطر على ما قاله شيمون بيريز قبل بضعة أيام من أن هذه الحرب هي بالنسبة لإسرائيل معركة حياة أو موت وعنى بذلك أن اسرائيل ستقاتل إلى أن تحقق النصر العسكري. لكن المراقبين يلاحظون أنه وعقب كل تصريح من تصريحات الرئيس الإيراني المهووس بتهديد إسرائيل وتشديد لهجته ضدها يعقبه تطور فوري على ساحات المعركة من قبل حزب الله من حيث استخدام أسلحة جديدة أو ضرب أماكن لم يسبق لحزب الله أن قصفها بصواريخه, وهذا يدل على تنسيق تام ودقيق بين حزب الله والقيادة العسكرية الإيرانية التي تعطي أوامرها للقادة الميدانيين الإيرانيين الذين يوجهون سير المعارك ويديرونها إلى جانب حزب الله بتطوير مجريات الصراع. ويدرك الأمريكيون و الإسرائيليون هذا بوضوح ولا أعتقد أن اللقاء الذي جمع قبل يومين بين بوش وبلير كان فقط لدرس إمكانيات وقف الحرب الجارية على لبنان, بل أنها درست خطة قادمة سيتم تنفيذها للتخلص من الخطر الإيراني الذي استفحل في المنطقة وبات يهدد كثيرا من الدول وخاصة تلك التي تعتبر سنيّة كالسعودية ومصر والأردن والكويت وغيرها وهي توافق ضمنيا على فكرة التخلص من هذا الخطر لأنه بالنتيجة سوف يتهددهم ويشكل خطورة بالغة على أنظمة حكمهم. ومن الملاحظ أن هذه الدول تحاول بشكل أو بآخر تأييد استمرار الحرب لإنهاء هذا التواجد الإيراني في المنطقة والمتمثل في حزب الله وسلاحه.

فماذا يمكن أن يحدث لو أن إسرائيل خسرتْ هذه الحرب؟

لا يعتقد أحد بأن إسرائيل ستسمح لنفسها بأن تخسر هذه الحرب ولطالما يقول الكثيرون بأنها كانت خططت لها منذ زمن طويل فهذا يعني أنها لن تخسرها. لكن لو فرضنا جدلا أنها ستخسرهذه الحرب. فما الذي يمكن أن يحصل من تطورات وأحداث على الساحة والمنطقة عموماً؟

· باختصار شديد يمكن القول بأن ما يتردد من فكرة ومساعي ومخططات شرق أوسط جديد سيظهر في المنطقة, ستذهب أدراج الرياح وتكون أمريكا وإسرائيل قد خسرتا كل شيء.
· لن يكون بمقدور أمريكا والغرب الاستمرار في الضغوط على إيران فيما يخص موضوع برنامجها النووي والذي ستعطى لهم مهلة أخيرة تكون لغاية نهاية الشهر الثامن وهو القادم وذلك إلى ما لا نهاية. وهي بهذا سوف تستمرّ في برنامجها لأن ورقتها التي لوّحت بها منذ زمن وهي ورقة حزب الله قد ربحت بها الرهان مع الغرب وأمريكا.
· ستخرج سوريا من عزلتها التي فرضتها عليها أمريكا أكثر قوة وسوف لن تقبل بإملاءات أو شروط أمريكية بعد اليوم.
· ستقوى سلطة حماس في غزة ويتعقد الحوار الفلسطيني- الفلسطيني أكثر ولن تبقى أية إمكانية تطبيق لخارطة الطريق أو أية خارطة تعيد الإسرائيليين والفلسطينيين إلى طاولة الحوار. وسيكون في هذا إضعاف لموقف الرئيس الفلسطيني محمود عباس الذي تدعمه إسرائيل وأمريكا والغرب لكونه شخصية معتدلة ترغب في السلام مع الإسرائليين.
· سيتعقد الحوار الوطني اللبناني أكثر مما كان ولن يكون هناك أي أمل في الاتفاق على صيغة فيما يخص فكرة نزع سلاح حزب الله أو في فكرة نشر الجيش اللبناني في الجنوب لبسط سيطرته على كامل تراب الوطن وإلغاء الميلشيات من الدولة اللبنانية.
· ستكبر هواجس نشوب حرب أهلية في لبنان وسوف تكون للسيد حسن نصر الله كلمة الحسم والفصل في شؤون الدولة اللبنانية الداخلية وبهذا تكون فرص جديدة لإعادة سوريا لهيمنتها العسكرية من جديد على لبنان وبالتالي إضعاف لقوة جماعة 14 آذار ومن يسير معهم.
· ستقوى الحركات الإسلامية الأصولية وتشتد شراستها ويزداد تكالبها.
· ربما تحدث زلزلة سياسية كبيرة في الداخل الإسرائيلي ويخسر ألمرت مركزه وتقبل إسرائيل على مرحلة جديدة يتسلم السلطة فيها من هو أكثر تطرفا و تشدداَ من أولمرت وغيره وتحصل كارثة في الشرق الأوسط بنشوب حرب بينها وبين بلدان عربية معادية لإسرائيل.
· سيزداد تعقيد الوضع الأمني في العراق أكثر مما هو عليه الآن, وستضطر أمريكا لتقديم تنازلات معينة للجانب الإيراني الذي صار له نفوذ أمني ومخابراتي وعسكري كبير في العراق.
· قد تقوم إيران باستغلال هذا النصر لتوسيع رقعة امتدادها في الخليج وهو ما يخيف معظم دول الخليج.
· قد تضطر إسرائيل من باب التعويض عن هذه الهزيمة العسكرية إلى شن حرب مباغتة على سوريا في محاولة لإعادة الثقة في الجيش الذي خسر معركته ضد حزب الله في الجنوب اللبناني. ومتى دخلت إيران على الخط تدخل أمريكا لمعاونتها وقد يحصد بهذا المزيد من الأرواح البريئة.
· يتبع...

[athro]

سلمت يداك أستاذ فؤاد
على هذا التحليل المنطقي لتسلسل الأحداث
والى المزيد .............ونحن بالانتظار

تقبل تحياتي

اثرو

[fouadzadieke]

أخي أثرو أشكر لك مرورك الجميل وأتمنى من كل قلبي أن يخرج الجميع من الحرب بون أن يكون مهزوم ومنتصر. فالخراب والدمار طال ويطال الجميع فمن يكون في مثل هذه الحالة وهذه الأوضاع المأساوية منتصرا؟