![]() |
Arabic keyboard |
|
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]()
مشاركتي على برنامج نحن و الحياة في أكاديمية رياض الشعر و الأدب عنوان الفقرة اهمّية الساحة من إعداد و تقديم الدكتورة إنعام ابي سعيد و إشراف الدكتورة عدنان الطيبي و مها يوسف نصر
أهمِّيَّةُ السِّيَاحَةِ وَ أَثَرُهَا فِي تَثْقِيفِ الإِنسَانِ بقلم: فُؤَاد زَادِيكِي السِّيَاحَةُ لَيْسَتْ مُجَرَّدَ رِحْلَةٍ تَسْتَهْدِفُ التَّرْفِيهَ، بَلْ هِيَ جِسْرٌ يَرْبِطُ بَيْنَ الثَّقَافَاتِ، وَ بَابٌ يُفْتَحُ عَلَى عَوَالِمَ مُخْتَلِفَةٍ فِي التَّفْكِيرِ وَ الأَسَالِيبِ وَ الطِّبَاعِ. إِذَا سَافَرَ الإِنسَانُ إِلَى بِلَادٍ غَرِيبَةٍ، فَهُوَ لَا يَكْتَشِفُ الطَّبِيعَةَ وَ الْمَعَالِمَ فَقَطْ، بَلْ يَكْتَسِبُ مَعْرِفَةً عَمِيقَةً بِعَادَاتِ أَقْوَامٍ أُخْرَى وَ تَفَاصِيلِ حَيَاتِهِمْ. هَذِهِ التَّجَارِبُ تُثْرِي فِكْرَهُ وَ تُفَتِّحُ أَمَامَهُ آفَاقًا لَمْ يَكُنْ يُدْرِكُهَا. وَ لِلسِّيَاحَةِ أَثَرٌ نَفْسِيٌّ وَ اجْتِمَاعِيٌّ، فَهِيَ تُسَاهِمُ فِي تَجْدِيدِ نَشَاطِ الإِنسَانِ وَ تَقْوِيَةِ رُوحِهِ، وَ تُسَاعِدُهُ عَلَى التَّخَلُّصِ مِنْ ضُغُوطِ الحَيَاةِ. كَمَا أَنَّهَا تُنْمِي التَّفَاهُمَ بَيْنَ الشُّعُوبِ، وَ تُقَرِّبُ الْمَسَافَاتِ بَيْنَ الْقُلُوبِ. فَكَمْ مِنْ سَائِحٍ عَادَ إِلَى بِلَادِهِ وَ قَدْ تَغَيَّرَتْ نَظْرَتُهُ لِلْعَالَمِ، وَ أَصْبَحَ أَكْثَرَ تَفَهُّمًا وَ تَقَبُّلًا لِلآخَرِ؟ هَذِهِ هِيَ السِّيَاحَةُ الَّتِي تَتَجَاوَزُ حُدُودَ التَّصْوِيرِ وَ الزِّيَارَةِ، لِتَصِلَ إِلَى بُنْيَانِ العَقْلِ وَ رُوحِ الفَهْمِ. وَ عَلَى الصَّعِيدِ الاِقْتِصَادِيِّ، فَالسِّيَاحَةُ تُعَدُّ مَصْدَرًا هَامًّا لِلدَّخْلِ الْقَوْمِيِّ، وَ تُوَفِّرُ فُرَصَ عَمَلٍ فِي مَجَالَاتٍ كَثِيرَةٍ، مِثْلَ الفَنَادِقِ، وَ المَطَاعِمِ، وَ خِدْمَاتِ النَّقْلِ، وَ الدَّلِيلِ السِّيَاحِيِّ. كَمَا أَنَّ السِّيَاحَةَ تُسَاهِمُ فِي تَعْرِيفِ العَالَمِ بِتُرَاثِ بِلَادِنَا، وَ تُعِيدُ إِحْيَاءَ المَعَالِمِ الأَثَرِيَّةِ، وَ تَحْفَزُ الدَّوْلَةَ عَلَى تَطْوِيرِ البِنْيَةِ التَّحْتِيَّةِ. فِي المُحَصِّلَةِ، لَا يُمْكِنُ لِلسِّيَاحَةِ أَنْ تُقَيَّمَ بِمِيزَانِ العُمْلَةِ فَقَطْ، بَلْ هِيَ مِيزَانُ حَضَارَةٍ وَ تَفَتُّحٍ وَ تَعَايُشٍ بَشَرِيٍّ. هِيَ تِلْكَ الرِّحْلَةُ الَّتِي يَعُودُ مِنْهَا الإِنسَانُ بِعُيُونٍ أَكْثَرَ انْفِتَاحًا، وَ قَلْبٍ أَكْثَرَ تَفَهُّمًا، وَ عَقْلٍ أَكْثَرَ نُضْجًا. فَلْنَجْعَلْ مِنَ السِّيَاحَةِ مَسِيرَةَ حَيَاةٍ، لَا وُجْهَةً مُؤَقَّتَةً. وَ كَمَا قِيلَ: "مَنْ سَافَرَ كَثِيرًا، فَهُوَ قَدْ عَاشَ أَلْفَ حَيَاةٍ فِي حَيَاةٍ وَاحِدَةٍ." |
![]() |
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|