بحار الشّوقِ
بحارُ الشّوقِ تجري لستُ أدري
إلى أين؟ و لا كيفَ انصبابُ؟
جمعتُ بَوحها ينسابُ رفقاً
و قد أشقى شعوري الاغترابُ
سميري الأنسُ من خفقِ العذارى
على ذكرى شجونٍ لا تُعابُ.
بحورٌ لستُ أدري ما مداها
عسى الأحوالَ يجلوها اقترابُ
جعلتُ الأمرَ يأتي ما يشاءُ
فلا حزنٌ و منفاهُ الضّبابُ
حييتُ أشهدُ التاريخَ حَولاً
على شهدٍ يغذّيه الرّضابُ
و ما خبأتُ من حلوى صبايَ
و ما من خمري استوحى الشّبابُ
يقينُ الجرحِ مشغولاً يداري
و أوجاعُ اجتياحي لا تهابُ!
غسلتُ الآهَ من صمتي فعاشتْ
وَميضَ العشقِ يغريهِ انسيابُ.
منحتُ الفجرَ من أحلامي بُرْداً
و طرفَ الحسنِ عذباً إذ يُذابُ
و أسرجتُ خيالَ الرّيحِ يعدو
هواها الحرُّ لا يثنيهِ بابُ
فراياتي كما الأسحارُ خضْرٌ
و أحلامي كأقداري تُصابُ
تركتُ عينَ وعدي في انفتاحٍ
و أصغيتُ لصوتٍ يُستطابُ.
أرى حرّاسَ شدوي في بهاءٍ
و مهما الوهمُ يستهويهِ نابُ
فإنّ الجرحَ لن يبقى طويلاً
و همسُ الناي أصواتٌ عِذابُ
أُخلّي القلبَ مأوى للغرامِ
ولن يطوي انتصاراتي الكتابُ!