[وديع القس]

نعم : انها الروح تنادي وتتوه في عالم الحب والحنين في جميع الإتجاهات تسرح محلقة عن مكان تستقرّ فيه فلن تجد لها
مكانا ً تتفيأ تحت ظلاله ، ولا قصرا ً من عقيق يكوي جراحها ، ترتفع دون شعور لتنظر من فوق إلى كوخ ٍ من
الطين لترى راحتها بعيدة عن مظاهر البؤس المتخلف ، وقصور الهوى المتعجرف --
إنّها الروح العطشى إلى سكينة هادئة ، فلم تر سوى القرطاس الأخرس ليعبّر عن أسرارها ، ثم يتلوها نفس طويل
من الشهيق ونفس قوي من الزفير لترسم لوحة للقلب الذي يأبى التوقف في أيّ نوع ٍ من المحطات ليبوح متنفسا ً
بهذه اللوحة الرائعة عسى أن تكون إحدى محطات السكون الصامت ولو للحظات ..؟
وأقول لهذا الرسّام العبقريّ المبدع :
- إطلقْ حنينكَ ما يهوى مصارحة ً....فالشّعر ُتنفيس ُ جرح ٍ والمضامين ِ
- غرّدْ بصوت ٍ يشقُّ الارض بركانا ..ما من هوى ً يستكنْ لولا البراكين ِ
لوحة ٌ شعرية لا يعبق طيبها إلا في كرام القلوب ..وعبق ٌ روحيّ لايستكين إلا في ثنايا الروح الغير مرئية ليفتح
لها طريقا ً من الشموع المحترقة في الظلام المتبخّر رغما ًعنه بقوة النور الأصيل .
سلمت يداك هكذا متألقا ً نحو السمو لمعانقة السماء ..ولم تكتفِ بمزايا روحك الفيّاض فها قد وضعت صورتك البهّية لتزيدها جمالا ًمنصهرا ً مع جمال الروح بجلسة هادئة تعطي الحياة كل ّ ما فيها من معاني الأصالة والعبقرية .

أخوكم وديع القس