يختارُ النّظمَ بإتقانِ ... ليُحَلِّقَ في كلِّ مكانِ
عصفورُ الشِّعرِ بمنطقِهِ ... و المنطقُ يزخرُ بمعانِي
تَلقاهُ يُعَبِّرُ عن روحٍ ... في هَدأةِ رِفقٍ و أمانِ
إذ تشعرُ بالسّعدِ هنيئًا ... يحتلُّ معالمَ وجدانِ
أو تحزنُ بالوَقْعِ أليمًا ... إنْ مدَّ جسورَ الأحزانِ
فالشّعرُ صفاءٌ كملاكٍ ... و الشِّعرُ سبيلُ الشّيطانِ
لو شاءَ يزيدُكَ إحساسًا ... بالحبِّ عميقَ الأشجانِ
يختارُ مواقِفَهُ الفُضلى ... بالقلبِ على نحوٍ ثانِ
أو رامَ خِلافًا يقصدُهُ ... ينقضُّ عليكَ كثعبانِ.
للشّعرِ رقيٌّ و بهاءٌ ... و جلالٌ عبرَ الأزمانِ
و كذلكَ للشِّعرِ جنونٌ ... إنْ شطَّ ضعيفَ الأركانِ
يَتَقَصّدُ إيذاءً منهُ ... لجمالِ الخيرِ بإنسانِ
إحساسُ الشِّعرِ يُواسينا ... بالصّبرِ و روحِ الإيمانِ
أحتاجُ لشعرٍ يُشْعِرُني ... بوجودي مِنْ غيرِ هوانِ
أحتاجُ الحرفَ يُكَلِّمني ... كصديقٍ يقصدُ أحضانِي
في ظلِّ وفاءٍ مشهودٍ ... لا يُخْطِئُ يومًا عنوانِي.