عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 25-04-2008, 06:10 AM
الصورة الرمزية fouadzadieke
fouadzadieke fouadzadieke غير متواجد حالياً
Administrator
 
تاريخ التسجيل: Jun 2005
المشاركات: 45,945
افتراضي وجعُ الصغائر و دلعُ الكبائر: شعر منثور: فؤاد زاديكه

وجعُ الصغائر و دلعُ الكبائر

على رصيفِ الأيّام المقهورْ
تجمّعتْ صغائرُ الأمورْ
تحاورتْ في الذي يجري و يدورْ.
قصصٌ و مآسٍ
حرائقُ و تَنّورْ
مواجعُ أمكنةٍ
و صباحاتٌ بلا نورْ.

تتمزّقُ أحشاءُ العيد
فيعجز عن أن يثورْ
و أن يقتحمَ البردَ
من خلالِ ضيقِ أحلامِه
الذي لا يتّسع له العبورْ!

تتساقطُ دموعُ الحيرةِ
في بحورْ
و تنتشرُ لتسرقَ
طميَ الخيبةِ
و تعلن السّفورْ.

أوراقُ الخريفِ الباهتةِ
صفراءُ داكنةُ القشورْ
كثيرةُ البثورْ
تخزّنُ يأسَها
فيما أبالسةُ القهرِ
تخرجُ من الجحورْ
تنشرُ أوبئةَ الفقرِ
و الجوعَ المبتورْ.

تقابلتُ مع إحداهنَّ
صغيرةً كانت
لكنّها تعيشُ العفّةَ
و تنأى عن الفجورْ.

حشرتُ نفسي
في ما لا يعنيني
تعمّدتُ الدخولَ
إلى عالمها المشطورْ
في بحثٍ بارعٍ
لكي أكشفَ المستورْ
و كان أنْ
نزعتِ الصغائرُ
عن وجهها قناعَ الخوفِ
و جاءتْ بالقول المأثورْ
و كشفتِ الدرّ المنثورْ
فاختنقَ الحرفُ
في حلقها كالصخورْ.

شاءتِ الاسترسالَ في نومها
لتنسى الوجعَ المبتورْ
أملاَ في قدومِ الميسورْ
و الخروجِ من عالم القبورْ!

لكنْ لا نوم.. لا هدوء
لا خروج و لا نُشورْ
بل غيبةٌ حيّةٌ
لتقعَ فريسة الطيورْ
و تنهش في ذاكرتها النسورْ.

كلُّ الكبائر و العظائمِ و القبائحِ
تتعدّى على الصغائر و تجورْ
تنتهكُ حرماتِها
تخنقُ أحلامَها
فتجعلها تغلي و تغلي
إلى أن تفورْ
فيما هي تبتلعُ الحقائقَ
و تهزّ الخصورْ
في كلّ الأوقاتِ
و في جميع العصورْ
لكي تقصمَ من الصغائر الظهورْ
و تقطعَ النحورْ
و تسيلَ من مآسيها بحورْ
هكذا تتوجّعُ الصغائرُ و تخورْ
و على هذا النحو
تتدلّعُ الكبائرُ و تجورْ!
__________________
fouad.hanna@online.de

رد مع اقتباس