المَوقِفُ الظّالِمُ
الشاعر السوري فؤاد زاديكى
مَوقِفِي مِمَّنْ يُحَابِي ظالِمًا ... مَوقِفٌ فيهِ احتِقَارٌ وَاضِحُ
ليسَ مِنْ عَدْلٍ إذا وافَقْتَهُ ... إنّما أنتَ الشَّرِيكُ المَادِحُ
كُلَّما أبْدَى سُلُوكًا جامِحًا ... في مَدَى بَطشٍ, يُعَانِي نَازِحُ
أو مُقِيمٌ ليسَ مِنْ رايٍ لَهُ ... ذلكَ المَعتُوهُ مِنْهُ الجَامِحُ
كُلُّ ظُلمٍ و اعتِداءٍ, قَسوةٍ ... في تَمَادٍ مُحتَوَاهُ نَاضِحُ
بِالفسَادِ المُحْتَمِي في ظِلِّهِ ... حيثُ يَقْوَى لِلتّعدّي جَانِحُ
ليسَ يُجْدي غيرُ جَبٍّ, إنّهُ ... ذلكَ الدّاءُ, البَلاءُ الفَاضِحُ
لا تَقُلْ نُصحي مُفيدٌ واهِمٌ ... يا عَزيزي, ما أفادَ النّاصِحُ
بُنْيَةُ البانِي فَسَادٌ و البُنَى ... بِالأساسِ ال(تَحْتِ) فيها الجَارِحُ
مَنطِقُ الظُّلمِ انتِهَاكٌ واضِحٌ ... لِانتِظامِ العَدْلِ, شِعرِي شَارِحُ
ما لِهذَا الأمرِ مِنْ سَلْبِيَّةٍ ... اِنْتَقِدْ, قَاوِمْ و هذا النّاجِحُ
إنّ ظُلمَ النّاسِ مَسْعًى فاشِلٌ ... في أمانيهِ مُسِيءٌ طَالِحُ
لا تَخَفْ مِمَّا سَيَأتِي, رَبُّنَا ... عَدْلُهُ لِلنَاسِ دَومًا صَالِحُ.