أسرِجْ حروفَكَ خيلاً تنطحُ السّحبَ
و انشرْ عبيرَكَ يجلو الهمَّ و الكربَ
فالشّعرُ حومةُ ميدانٍ لمنْ ألِفَ
عمقَ المعانيَ فاسترختْ لهُ طربَا.
أطلقْ عزيمةَ إبداعٍ تخوضُ بها
بحرَ القوافيَ تهذيباً يكونُ أبَا
و اجعَلْ سبيلَكَ علماً نافعاً فبهِ
تسمو و تبلغُ في مشوارِكَ الرّتبَ
دغدغْ عواطفَ إحساسٍ يصبُّ بها
شعراً يواكبُ روحَ العصرِ مُلتَهِبَا
يُعلي مراتبَ وجدانٍ لتجعلَهُ
رمزاً و ترفعَ مِنْ ميزانِهِ أدبَا
عزمُ الفوارسِ لا تثنيهِ دائرةٌ
تثني العزائمَ أو تستقطبُ التعبَ
أُعطي المواقفَ و الحالاتِ مُوجِبَها
دوماً, و أجعلُ مِنْ مخزونِها سبَبَا
حتّى أنوِّعَ إنشادي و أشهرَهُ
بينَ الخلائقِ نُصحاً ينفعُ العربَ
شعرُ الأعاربِ إطراءٌ ينمّقُهُ
لفظٌ يبالغُ في وصفٍ و ما تعِبَ
بعضُ الحقائقِ تخفى عنهمُ و همو
عافوا الحقيقةَ كي يستهلكوا الغضبَ
مِمّنْ سيعلنُ تهديداً, يُكفّرهم
و المسلمونَ لهم هذا و قد كُتِبَ
نصّاً يبيحُ لهُ هدرَ الدماءِ و ذا
علمُ الحقيقةِ لا يُخفى, و مَنْ رَغِبَ
وجهَ التأكّدِ إثباتاً لموقفِنا
إنّ المُفيدَ لهُ أن يقرأ الكتبَ.