بكتِ السّماءُ
بكتِ السّماءُ ببحرهِا المدرارِ
و جرت دموعُ الوجدِ كالأنهارِ
بكتِ السماءُ و هيّجتْ أعماقَنا
فشدا الرجاءُ على هوى القيثارِ
بكتِ السّماءُ بلوعةٍ فتأثرتْ
سحبُ الفضاءِ و خفّةُ الأشجارِ
بكتِ السّماءُ سألتُها فيمَ البكا؟
فتحتْ سحابَ الصّدر من أزرارِ
صرختْ بوجهِ تساؤلي و تنهّدتْ
و أتتْ بنضحِ صبابةِ الإعصارِ
لولا البكاءُ لما تنهّدَ برعمٌ
من صدرِ وردِكَ أو شذا الأزهارِ.
قلتُ اذرفي يا أمَ كوننا دمعَكِ
فيه الحياةُ و فتنةُ الأسحارِ
قلتُ اذرفي ما طابَ ذرفك واهباً
سحراً تألّقَ رائعَ الأسرارِ
ما كنتُ أعلمُ أنّ بحرَكِ نافعٌ
يسمو على الأطوارِ و الأفكارِ
جودي ببحرِكِ يا سماءَ محبّةٍ
كم قد تركتِ روائعَ الآثارِ!