كيفَ يَخفى البدرُ يا بدرَ الزّمانِ..و المَرامي في أمانيها الحِسانِ؟
قد أطلَّ الفجرُ يُحييني شعورًا..مُستَبِدًّا مُسْتَفِزًّا للمعاني
و المعاني لم تنلْ حظًّا وفيرًا... منْ عطاءِ الشّعرِ في هذا الزّمانِ
فالذي بالزّهدِ منها مُستجيرٌ ... ضائعٌ و الوصفُ مِنْ عَجزٍ يُعاني
علّها الأيامُ تأتي بانفراجٍ ... يجعلُ الألفاظَ تحلو كالأغاني
في رياضِ الشّعرِ حامَ الطيرُ يشدو ... و انفعالاتٌ على فيضِ المغاني
أطلقتْ أطيافَ أحلامٍ تُناجي ... متعةَ الإبحارِ في بحرِ الأماني
صوّرتْ ما ينبغي, أو ما يجوزُ ... ها هُوَ المعنى رشيقٌ في تَداني
أينما سحرٌ أطلَّ الطّرفُ منهُ ... رائعًا, لا أنثني عنهُ ثواني
بل أخوضُ البحرَ في وصفٍ جميلٍ ... أشربُ الأقداحَ في أفياءِ حانِ
إنّه السّحرُ, الذي للرّوح يبقى ... فاعِلًا و الطرفُ في عطفٍ و حانِي
يا جمالَ الحرفِ في مهوى بليغٍ ... يسهُلُ المعنى على بَوحِ البيانِ
عَجِّلِ المرغوبَ في نَقلٍ مُسِرٍّ ... و اشهدِ التفسيرَ ما مِنْ تُرجُمانِ.
أيُّهذا البدرُ يا خفقًا جميلًا ... في سماءِ الشّعرِ, لا تجهَلْ مكانِي
منطقي حرٌّ و ناري لو عرفتم .. ريحٌ مسكٍ ليس فيها مِنْ دُخانِ.