[fouadzadieke]

نظرتي إلى الصّوم

الشّاعر السّوريّ فؤاد زاديكى

كنتُ البارحةَ الثلاثاء طبختُ معكرونة وكانت شهيّة ولذيذة, تغدّينا و بقيتْ كمّيّة ليست بقليلة لليوم التّالي و هو يوم الأربعاء حيث هو يوم نصوم فيه مثل يوم الجمعة, فلم أشأ رميه في الكومبوستر, علمًا أنّ سميرة طبخت اليوم الأربعاء (حِمْصِهْ قَرْعُونِهْ) وهي أكلة صوم فقرّرت أن أكسر صوم اليوم و أتناول المعكرونة وفي هذا قلت شعرًا

إذْنًا أنا قَدّمْتُ هذا اليومَ ... للهِ ربّي اِخْتَرَقْتُ الصَّومَا
باقٍ طعامٌ إنّهُ مِنْ أمسِ ... ما شِئْتُ أنْ أرمِيْهِ خِفْتُ اللَّومَا
الرّبُّ يَدري أنّني في فِعلٍ ... حافَظْتُ بل واظَبْتُ صَومِي دَومَا
رأيي بِأنّ الصّومَ ما عَنْ أكْلٍ ... والشُّربِ, إنّي قد نَصَحْتُ القَومَا
صُومُوا عَنِ الإيذاءِ, صَفَّوا قلبًا ... هذا الذي يأتيكُمُ المَعلُومَا
كم صائِمٍ بالفِعلِ غَشَّ النّاسَ ... في بَحرِ إبليسٍ أرادَ العَومَا
الصّومُ بالمَفهُومِ عندي غيرٌ ... ما كانَ صَومَ الشّكلِ قَطْعًا يومَا
إنْ عنْ حليبٍ أو هوى أجبانٍ ... أو عن لُحُومٍ لم أكُنْ مَهْمُومَا
صُمْ عَنْ شُرُورٍ, ذلكمْ مَقبولٌ ... كي تُدرِكَ المضمونَ والمَفْهُومَا
اللهُ يدري بالذي أعنِيْهِ ... قد جاءَ عَدلًا صادِقًا مَجزُومَا
ما كانَ فيهِ ظالِمًا في يَومٍ ... أو عشتُ مِنْ أحكامِهِ مَظلُومَا
إذْنِي مَعِي. إذْ ما مُسِيءٌ فيهِ ... أبقى بِما يأتِي أبِي* مَحْكُومَا.

* أبِي: المقصود هنا أبونا السّماوي