اللسانُ للنطق
شعر: فؤاد زاديكه
صعبٌ على البعضِ أن يستجليَ البصرَ
أو ينظرَ الشّمسَ كي يستخلصَ العبَرَ
مِمّا تأخّرَ من عصرٍ و أزمنةٍ
أو ما تمخّضَ عنْ آتٍ قدِ انتُظِرَ
صعبٌ على الجهلِ أن يسعى لنافعةٍ
إنّ اعتبارَهُ للأفكارِ ما اختمَرَ
عقلٌ تصلّبَ شريانا مداركِهِ
هذي الثقافةُ ألغتْ عقلَهُ اندحَرَ
ليستْ تُعَلِّمُ غيرَ الكِذْبِ تصرفُهُ
حالُ الرّياءِ نفاقاً واضحاً ظَهرَ
أخشى أُعَبِّرُ عنْ رأيٍ يكونُ بهِ
كَشفٌ لعلّةِ مُعتَلٍّ غدا خَطَرَا
ما بي لسانٌ لكي يعصي الكلامَ فلا
يشدو قَريضُهُ إفصاحاً و مُزدَهِرَا
قُلْ للصفاءِ متى اهتاجتْ عواذلُهُ
تسعى احتواءَهُ إنّ الحقَّ ما انكسرَ
بعضٌ يُراهِنُ موهوماً على صُدَفٍ
قد لا تُغيّرُ مِنْ أحوالِهَ قَدَرَا
إنّ الجهالةَ ما فازتْ بأوسمةٍ
إلاّ لتشهدَ أنّ المنطقَ انقبرَ
هذي الشهادةُ إذلالٌ لحاملِها
فالعقلُ يُدركَ أنّ اللهَ ما كفرَ
فاللهُ أعرفُ مَنْ يدري بأنَّ لهم
بئسَ المصيرِ و إفلاساً طغى أثرَا
صعبٌ على الجهلِ و الجُهّالِ أنْ يَرِثوا
إرثاً يُشَرِّفُ هذا الكونَ و البشرَ
إرثُ الجهالةِ في إخفاءِ واقعها
كي لا تُجاهِرَ بالإفلاسِ مُحتَقَرَا.