عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 27-08-2007, 01:58 PM
الصورة الرمزية fouadzadieke
fouadzadieke fouadzadieke متواجد حالياً
Administrator
 
تاريخ التسجيل: Jun 2005
المشاركات: 45,577
افتراضي يا ملحدون. شعر: فؤاد زاديكه

يا ملحدون

يا ملحدونَ قفوا و ردّوا و اشهدوا
و ثقوا بأنّ اللهَ روحٌ خالدُ

صنعَ الجلالةَ و استقرّ تأمّلٌ
أن يخلقَ الإنسانَ حرّاً يسعدُ

فأتى يزينُ الكونَ نوراً خيّراً
خلقَ الإرادةَ جاءَ (آدمَ) يوجدُ

فتحَ البصيرةَ عنده متكرّماً
يا عبدي جئتُكَ نعمتي لا تجحدُ!

و إذا بآدمَ بائسٌ في وحدةٍ
سئمَ الحياةَ و شاءها تتبدّدُ

لكنّ رحمةَ ربّه علمتْ بذا
فأتاهُ حوّاءَ الشّريكةَ يُوردُ

ملأتْ عليهِ حياته بنعومةٍ
و تنعّمٍ و له تعينُ و ترشدُ

كَبُرَ الزّمانُ فوشوشتْ إبليسةٌ
في فكرِ آدمَ فكرةً تتمرّدُ

فعصتْ و ضاعتْ بين أوهامِ لها
و هوى صريعاً آدمُ يتودّدُ

نكرَ البنوّةَ للإله و أخضعَ
سلطانَ شهوتهِ لشرٍّ يحقدُ

فأتى بفعلِ السّوءِ حكماً قاطعاً
فقدّ الخلودَ و صار نسلُهُ يولدُ

عقرَ العناءُ ركابّهُ في رزقهِ
و بما يجودُ صنيعُهُ يتزوّدُ.

ربٌّ كريمٌ جاءهُ الدّرسَ الذي
لا بدّ يدُرِكُ منه أمراً يُعمَدُ

تركَ النّعيمَ و عاشَ همّاً ورّثَ
ذا الهمَّ أبناءً فكدّوا جاهدوا

و غدتْ حياةُ النّاس تقسو محنةً
و مصاعباً و مشاكلا تتجسّدُ

فرأى الإلهُ الرّبُ جهلَ خليقةٍ
فقدتْ عزاءَ بنوّةٍ لا تُحسَدُ

و قضتْ بذنبِ الجرمِ يدفعُ ما لهُ
فأتتْ بعينها كلّ عزمٍ يقصدُ

فأتى بفادٍ للخليقةِ ابنِهِ
وإذا أبونا بابنه لا يزهدُ

أعطى رجاءً للقيامةِ بابنهِ
و له تمجّدُ عزّةٌ و تشيّدُ

ملكٌ و لكنْ ليس مالكَ ثروةٍ
ملكٌ لروحِ الحقَّ كلٌّ يشهدُ

ملكٌ رحيمٌ قادرٌ و أبٌ له
كلّ الخليقةِ للرّحيم تمجّدُ.

صفعَ الشّرورَ بكلّ أشكالٍ لها
خلقَ الحياةَ مجدّداً تتوطّدُ

اللهُ ربّي و المسيحُ مخلّصي
يا ملحداً يا مشركاً هل تسجدُ؟

ربّي إلهُ الكونِ يأتي عزّةً
إنّ الحياةَ بلا كمالِهِ تفسدُ!

انظرْ بعقلكَ و احتكمْ لضميرِكَ
فالعقلُ يُدركُ و الضميرُ يؤكّدُ



اللهُ نورُ العالمينَ و مجدُهُ
و ابنٌ له الخلاّقُ هبّوا و اعبدوا

ملأ السّلامُ شواطئاً بنفوسنا
و هفا التسامحُ حكمةً لا تخمدُ

و عرفتُ أنّ الرّبَّ موجودٌ به
ثالوثُهُ المعقولُ ما يتأكّدُ

و هوَ الكمالُ المرتجى ما ناقصٌ
حاشى لربّي. في بهاءٍ يخلدُ

ما غيرُ ربِّ الكونِ إيمانٌ بهِ
من وحشةِ الإلحادِ يوماً ينجدُ

اللهُ نورُ الحقِّ حيثُ وجودُهُ
يبقى الحقيقةَ ذا السّبيلُ الأجودُ!

__________________
fouad.hanna@online.de

رد مع اقتباس