عرض مشاركة واحدة
  #8  
قديم 07-09-2022, 06:54 PM
الصورة الرمزية fouadzadieke
fouadzadieke fouadzadieke غير متواجد حالياً
Administrator
 
تاريخ التسجيل: Jun 2005
المشاركات: 45,761
افتراضي

المللُ في الحياة الزوجيّة

بقلم/ فؤاد زاديكى

العلاقةُ الزّوجيّة ليست زجاجًا لا يُكسَر ولا سيّارة لا تُعطَب, فلكونها علاقة تقوم على أساس المشاعر و الأحاسيس فهي إذًا حيّة, واستمرار الحياة فيها يجب أن يبقى طبيعيًّا دون أن تشوبَه شائبة أو تعكّرَ صفوَه مواقف و حالات تكون سببًا في قلب كلّ المعايير وتحويل الهدوء إلى بركان فائر أو الصمت و السكوت إلى انفجار لا يُتَوَقّع كيف يمكن أن تكون نهايته.
إنّ البشرَ ليسوا أجهزة كهربائيّة ولا كومبيوتراتٍ يمكن التّحكم بها من خلال برمجتها, لكن بالامكان إدارة عمليّة هذه العلاقات على نحو جيّد يتمّ من خلاله تجنّب ما يمكن أن يحصل من نتائج ربّما تكون كاريثيّة, وأهمّ وأخطر ما يتهدّد العلاقة الزّوجية هو الرّوتين الذي سيقود بالنّهاية إلى الملل وهو الردّكود والسّكون في العلاقة الزوجيّة والذي هو موضوع حديثنا لهذا اليوم.
إنّ الحياةَ الزّوجية وبفعل المؤثّرات الخارجيّة أو الهموم اليوميّة التي تحملها أعباء الحياة قد تتعرّض لهزّات وهذه الهزّات سوف تؤثّر تأثيرًا مباشرًا على روح هذه العلاقة, فالبشر عبارة عن كتلة من العواطف و المشاعر وهم يختلفون بنسب معيّنة منهم الشّديد الشعور و السّريع التفاعل و منهم القادر على الكتمان والتّحمّل والصّبر باللجوء إلى الصمت إلى والسكوت, لكنْ إلى متى يمكن أن يستمرّ مثل هذا الوضع؟
إنّ الملل بين الأزواج يعتبر من أخطر الأمور التي قد تعصف بالحياة الزوجية و تدمّرها تدميرًا كاملًا, إذ من الطبيعيّ ومن خلال الحياة اليوميّة التي تسير وفق روتين معيّن لا تغيير فيه و لا تبديل أن يتسلّل الملل كلصّ إلى البيت الزّوجي و ربّما إلى فراش الزّوجيّة, فيشعر كلٌّ منهما بفقدان الشّعور بالشّغف وانعدام الرّغبة بالميل إلى الطّرف الآخر, وعندها يصبح البيت الزّوجي على غير ما كان عليه في أيّام الزّواج الأولى, فيخفت لهيب الحبّ ويتأثّر بمواقف تنعكس سلبًا على الزّوجين, ممّا قد يؤدّي إلى انتهاء العلاقة وحصول الطّلاق, أو القبول بالواقع على مضض وحينذاك يكون الأمر أشدّ خطورةً, بحيث يعيش الاثنان أو أحد الطّرفين جحيمًا يوميًّا لا يستطيع الهروب منه, فمن أين يأتي الملل؟
كثيرٌ من الأزواج و الزّوجات يقضون أوقاتًا طويلةً مع الموبايل أو ممارسة هواية كالكتابة أو بعض الأعمال اليدويّة أو المشاهدة الطويلة للتلفاز أو النّوم لفترات طويلة أثناء يوم الإجازة أو تمضية أوقات طويلة في الزّيارات وكذلك الشّعور بعدم الرّضى من قبل أحد الطّرفين أو المرور بحالة فتور طويلة تقود إلى ما يُسمّى بالاكتئاب الخ... وبالطبع هناك أمور أخرى كثيرة تقود إلى الشّعور بالملل بين الزّوجين وتراجع الكثير من الحماس الذي كان متوقّدًا في أيّام الزّواج الأولى أو ما قبل الزّواج.
يقول المثل: البيوت أسرار وراء أبواب مغلقة ولا أحد يدري بما يجري بين الأزواج تحت سقفٍ واحد, وبالطّبع فإنّنا لن نقتحمَ حرمةَ هذه الأبواب و ما وراءها لكنّ مثل هذا الوضع يمكن أن تمرّ به كلّ عائلة خاصّة عندما يكون بينها أطفال بما لهم من مسؤولية وما يأتي من مشاكل تتسبّب ببعض الخلافات بين الأزواج.
أعزاءنا الأفاضل أمسيتكم سعيدة راجيًا لكم الإبحار في خضمّ هذا الموضوع ليرى كلٌّ منكم ما يمكن أن يطرحه من وجهات نظر و حلول من أجل تفادي الوقوع في فخّ الملل هذا اللصّ الخطير ليزيد معرفتنا ولم أذكر أيّة حلول هنا لأترك لكم الباب مفتوحًا فيما ترونه من حلول ممكنة وكالعادة فإنّ إدارة إمبراطورية الإنسان الكونيّة ستقوم بتشجيع و دعم جميع المشاركين بشهادات شكر و تقدير لقاء تفاعلهم و مشاركاتهم وللإدارة ولكم الشكر سلفًا.
__________________
fouad.hanna@online.de

رد مع اقتباس