الصديق الأخ .. ريمون الصولكرين ( أبو لحّود ) ..!!.؟ شعر / وديع القس
يا صديقَ العمر ِ يا رمزَ الوفاء ِ
قدْ قسى الدّهرُ علينا بالتّنائيْ
وتمادى ظالما ً مرَّ الّلياليْ
يقتلُ التّحنانَ فينَا والإخاءِ
أنتَ تبكيْ وأنا أشكو جراحيْ
أينَ ذاكَ الحبُّ عندَ الأبرياء ِ.؟
يا صديقيْ: وتركنَا الأرضَ كرها ً
وتركنَا الرّوحَ رِهنا ً للسّماء ِ
وغدونَا كعُصاف في الرّياح ِ
نسترقُّ السّمعَ مثلَ الببغاء ِ
نشكرُ الغربَ على حسن ِ الضّيافةْ
نشكرُ .. فيهِ الإخاءَ والإباء ِ
يا صديقيْ : أينمَا حلَّ الرّحالُ
نحنُ في أفيائه ِ بالغرباء ِ.؟
وكؤوسُ العشق ِ تبكينَا حزينةْ
وتركناها وحيدا ً بالخلاء ِ
وزهورا ً قدْ زرعناها سويَّا
لا تساويها عطور َ الأثرياء ِ
وجمالاً قدْ تركناهُ حزينا ً
إنّهُ يبكيْ تراثَ الأولياء ِ
وتغرّبنَا ضياعا ً تائهين َ
لا لسانا ً لا كلاما ً لا نداء ِ
تائهينَ القلب ِ والعقل ِ السّليم ِ
وغدتْ أحلامَنا قولٌ هراء ِ
يا صديقي: يا صديقا ً بالعهود ِ
ووفيّا ً بامتحانات ِ الجّفاء ِ
كنتَ ليْ عونا ً بأيام ِ السّواد ِ
وطبيبا ً للجّراح ِ ، بالشّفاء ِ
وتقاسِمنِيْ دموعيْ بحنين ٍ
وشموخ ٍ وإباء ٍ ورضاء ِ
نحلة ٌ تصنعُ شهدا ً وطيُوبا
كيفمَا حلّتْ صعوبات َ الشّقاء ِ
رغمَ بُعد ِ الدّرب ِ عنَّا والحدودَا
كنتَ ليْ خيرَ الصّديق ِ ، والإخاء ِ
بيننَا ليستْ صداقةْ ، بلْ حياة ٍ
ملؤهَا إكسير ُ صدق ٍ وحبَاء ِ .!
وتلازمنَا بها .. كالتوأمين ِ
بأمان ٍ وسلام ٍ ودعاء ِ
ونجوما ً تختفيْ عندَ الظّهيرةْ
إنّما نورُ الصّديق ِ.. بالبهَاء ِ
ليسَ في الكون ِ كنوزا ً ترتقيْ
نفحةَ الصّدق ِ الطّهور ِ والبريء ِ
ترتقيْ فوقَ الصّغائِرْ والدّنايا
نحوَ درب ِ المجد ِ في قدس ِ السّماء ِ
سحرُ عينيك َ وفاءٌ ومحبَّةْ
وسيبقى رمزَ صِدق ِ الأصدقاء ِ
إنَّ في الكون ِ رجالا ً لا تموتُ
إنّما تبقى خلودا ً بضياء ِ..!!
وديع القس ـ 09 . 10 . 2017