اللّيل
الليلُ يُطلِقُ سِرَّهُ الغافي الدّفينْ
بينَ الغصونِ على تؤداتِ الحنينْ
يا ليلُ كم أنعشتَ مِنْ حلمٍ هنا
وجداً, و كَحِّلْ مِنْ معانيكَ العيونْ.
يا ليلُ لا تبخلْ على عشقي الذي
أرخى جفونَ الوردِ, فازدانتْ جفونْ.
مَنّي أماني الوصلِ في أنشودةٍ.
هَدهِدْ أغانيكَ التي تشجي السّكونْ.
يا ليلُ قد ناجيتَ عشّاقَ الهوى,
طُلاّبَ سحرٍ أفرغوا كلَّ الشّجونْ
في أحرفٍ صاغتْ تعابيرَ الهوى
منْ كلِّ عذبٍ حالمٍ ثَرٍّ يكونْ.
يا أيّها الليلُ المُناجي رغبتي
بين اندلاقِ العُرفِ منْ كأسٍ حَنونْ.
لا أنتمي إلاّ لسحرِكَ عاشقاً
هذا الهدوءَ الحلوَ و الصمتَ الأمينْ.
كَوّنْ مِنَ الأشواقِ عالمَكَ الذي
يصفو على الأسحارِ و السّحرِ الثمينْ.
غَرِّدْ بقايا الشّعرِ مِنْ أسطورتي,
و ارحمْ فؤادَ الكونِ من هذا الجنونْ.
رَتّلْ ترانيمَ الهدى في مذبحي,
و انحرْ عناقَ الخوفِ، لا أهوى الأنينْ.
يا ليلُ ما أدراني فيما ترتأي,
تأتيه في بعدي على قهر السّنينْ.
أطلقتُ أسرابَ المنى مِنْ خاطري
تسعى هدوءَ الليلِ في رفقٍ حزينْ.