تهجيرُ "النّصارى"
شعر: فؤاد زاديكه
ما الذي يعنيهِ تهجيرُ "النصارى"
مِنْ بلادِ الشّرقِ، قولوا يا غيارى؟
هل هُوَ التاريخُ في عَودٍ جديدٍ
للذي للقتلِ نادى أو تبارى؟
أيُّ مَدلولٍ و معنىً سوف يبقى
إنْ خلا الشّرقُ مِنَ القومِ "النّصارى"؟
إنّهم نورٌ و إشعاعُ انفتاحٍ
هكذا كانوا، و ظلّوا ما توارى
نجمُهم يوماً و لا غابتْ شموسٌ
مِنْ علومٍ، بل هُمُ أهدوا الحيارى
ما الذي يجري و هذا الحقدُ يغلي
محنةٌ للعقلِ أم صحوُ السُّكارى؟
أم هُوَ الإهابُ و الجهلُ انتشارٌ
في بلادِ العُرْب، مِنْ بَدوِ الصّحارى؟
ما الدّواعي و المسيحيُّ المُحِبُّ
سالمٌ في قلبهِ، ما خانَ جارَا؟
سوف يبقى العنفُ عنواناً و نَهجاً
طالما الإسلامُ يستهوي انتصارَا
جاهداً و المنطقُ الماشي نصوصٌ
أُشْبِعَتْ كُرهاً و لم تُعْدِلْ مَسارَا
ليس يُجدي رفضُهم، فالداءُ باقٍ
في نصوصِ الدّينِ، ذا المؤتي الدمارَ
أَبْعِدوا عن دينِكم ما مُسْتَفِزٌ
أو مُعادٍ، و اعلموا أنَّ النّهارَ
مُشرِقٌ بالخيرِ، لا الإكراهِ. هذا
ما أتى سِلماً و ما أنأى انفجارَا
أنْ يعيشَ الشّرقُ مِنْ غيرِ النصارى
طامةٌ كبرى، و إجرامُ الخَسارى
خُطَّةُ الشّيطانِ هذي، فافهموها!
أصبحَ الشّيطانُ يسعاها جهارَا.